نظّمه اتحاد أئمة مساجد وادي عارة…مهرجان احتجاجي ضد مؤامرة “صفقة القرن”
شارك المئات مساء اليوم السبت، في المهرجان الاحتجاجي ضد “صفقة القرن” المزعومة، والذي نظّمه اتحاد أئمة مساجد وادي عارة، في قاعة متنزه ميس الريم بقرية عرعرة.
استهل المهرجان بتلاوة عطوة من القرآن الكريم للشيخ أحمد عجوة، إمام مسجد “حسن بيك” في مدينة يافا.
تولى عرافة المهرجان، الشيخ عبد الرحمن أبو الهيجاء، رحّب بالحضور وحيا مشاركتهم، تأكيدا على رفض شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده لما يسمى صفقة القرن المزعومة.
وقال أبو الهيجاء: “إن فلسطين والأقصى تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا نموت على أرضها كرماء أو ندفن فيها شهداء”.
وأضاف: “هذه أرض الأسراء والمعراج وهي مأمن الفتن في آخر الزمان، فكل متاجرة بها خاسرة لأن الله بالمرصاد لكل من يكيد بها”.
فلسطين ليست جواز سفر
ثم كانت كلمة المحامي مضر يونس، رئيس مجلس عرعرة عارة المحلي ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، وقال إن “صفقة القرن المزعومة أكبر من مسألة ضم المثلث بل هي قضية كل فلسطين”.
وأضاف أنه تابع حديث البعض وقلقهم في منطقة المثلث من مسألة الضم التي وردت في الصفقة، لافتا إلى أنه “علينا ان نتذكر دائما أننا نعاني من كل أشكال التمييز، هدم بيوتنا مصادرة أراضينا حتى يمنعوننا من الصلاة بحرية في المسجد الأقصى”.
وشدّد يونس على أهمية الوحدة بين كل مكونات شعبنا في كل أماكن تواجده رفضا لصفقة القرن، وأكد في ختام كلمته أن “فلسطين ليست جواز سفر بل هي تاريخ ومكان، وانا ابن عرعرة عارة ابن لفلسطين مهما كانت المسميات”.
صفقة كاشفة
ثم كانت كلمة اتحاد أئمة مساجد وادي عارة، ألقاها الشيخ هاشم عبد الرحمن، رئيس بلدية أم الفحم الأسبق، مؤكدا أن “صفقة القرن وعد من لا يستحق لمن لا يملك تماما كما كان وعد بلفور قبل أكثر من 100 عام”.
وأضاف: “هذا هو الظلم بعينه، سلبت منا الأرض والحرية وتم تهيئة الأرض لصفقة القرن، زج بالعلماء والشرفاء في السجون ومنهم شيخ الأقصى، الشيخ رائد صلاح، ولكن وعد الله تعالى هو الغالب على كل الوعود البشرية، حيث يقول “وإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا…”.
وقال “صحيح أن الأمة في أضعف أحوالها، ولكن هل نرفع الراية البيضاء؟ ونوافق على هذه الصفقة؟! أبدا لن يكون ذلك بإذن الله”.
واعتبر الشيخ هاشم عبد الرحمن أن صفقة القرن كانت كاشفة للعديد من الأنظمة التي تواطأت على الشعب الفلسطيني، وكشفت الذي كانوا يفاوضون إسرائيل بالسر وباتوا يجاهرون بعلاقاتهم بها في العلن ويريدون أن يتجاروا بفلسطين مقابل 50 مليار دولار.
وختم الشيخ هاشم عبد الرحمن كلمته بالقول: “إن صفقة العار والقرن لن تمر، فأهل هذه البلاد كما وصفهم الله تعالى هم “الجبارين” والجبار هو الجذر الذي لا ينكسر، نحن شعب لا ينكسر ونحن أمة لا تنكسر وهذا هو وعد الله تعالى”.
تحذير من أي تعاط مع الصفقة
رئيس لجنة المتابعة، السيد محمد بركة، حيا اتحاد أئمة مساجد وادي عارة على مبادرتهم بتنظيم المهرجان، وقال “عندما يقرر الدعاة ورجال الدين المبادرة للقاء من هذا النوع، فهذا موقف شامخ يحتذى به”.
كما حيا مواقف الإجماع ضد الصفقة المزعمة، التي صدرت عن كل مكونات الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده.
وحذر بركة من أي تعاطي مع صفقة القرن وبنودها بشيء من التشريح والحديث عن إيجابيات مؤكدا أنها “صفقة مرفوضة من ألفها إلى يائها لأنها ليست مشروعا سياسيا ولا مشروع سلام، إنما هي صفقة للإجهاز على حقوق شعبنا الفلسطيني”.
وقال أيضا “إن صفقة ترامب ونتنياهو هي الترجمة الحرفية على الأرض لوعد بلفور وهي الترجمة لقانون القومية، هم لا يتحدثون عن يهودية الدولة بل عن يهودية المكان والتاريخ والمسميات واللغة”.
وتطرق إلى السعي الإسرائيلي لتجريم الخطاب السياسي لفلسطينيي الداخل كما يحدث مع الشيخ رائد صلاح ومحاولات شطب عضو الكنيست هبة يزبك ومحاكمة الممثل والمخرج محمد بكري، وأضاف بركة “يريدون كي وعينا كي نتحدث بلغة سياسية صهيونية”.
وحول مسألة ضم المثلث إلى السلطة الفلسطينية، قال بركة “المثلث كان فلسطينيا وسيبقى فلسطينيا، ويدور الحديث عن شكل النظام السياسي الذي يريدونه للمثلث، يريدون تفكيك التجمع الفلسطيني في الداخل، المليون ونصف المليون من أجل شعارهم العنصري المتعلق بهودية الدولة”.
ودعا بركة إلى المزيد من المبادرات والفعاليات الرافضة لصفقة القرن.
في الختام دعا رئيس المتابعة، الحضور إلى المشاركة في جلسة النطق بالحكم بحق الشيخ رائد صلاح، الاثنين، وقال “نريد أن نرى هذه الجموع في حيفا، كي نقول لهم (المؤسسة الإسرائيلية) إن شيخ الأقصى لم ولن يكون وحيدا، مهما كان الحكم الباطل في حقه”.
الصياغة الدينية وراء الصفقة المزعومة
الكلمة الختامية، ألقاها الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني وإمام مسجد “عمر ابن الخطاب” في كفر كنا، وقال في مستهلها “صحيح أن القضية ليست تسجيل موقف لكن ذلك في غاية الأهمية في التأكيد على إسماع صوت أبناء شعبنا في كل مكان ضد هذه الصفقة وأنها لن تمر وهي غير قابلة للتفكر لا بقليل ولا بكثير من بنودها التي تشكل مع بعضها البعض موقفا معاديا عنصريا التقت فيه إرادة رئيس أمريكي فاسد مع رئيس وزراء أفسد”.
وأضاف: “لو لم يكن في صفقة القرن إلا اعتبار القدس عاصمة موحدة أبدية لإسرائيل، ولم لم يكن فيها إلا نزع حق شعبنا في أن تكون القدس عاصمته أو نزع سيادته على أرضه، لو لم يكن فيها إلا هذا لكان كافيا في أن ترفض، فكيف إذا ما كان فيها أعظم من ذلك بكثير”.
وتحدث خطيب عن الصياغة التوراتية الدينية لصفقة القرن المزعومة، لافتا إلى ما كتبه صحافي إسرائيلي في جريدة “هآرتس” وقوله” إن صياغة صفقة القرن لم تتم بناء على نصوص القانون الدولي، وانما بناء على نصوص التناخ!
وأضاف: “هذا يعني أن رؤية دينية وقفت خلف صياغة صفقة القرن، يريدون رؤية دينية ليحافظوا على ما تسمى أرض إسرائيل الكبرى، وهنا التقت الإرادة الدينية مع قناعات الإنجيليين الأصوليين في الولايات المتحدة، ولذلك كان كبار قادة الإنجيليين مشاركين في لقاء ترامب نتنياهو للإعلان عن الصفقة، هؤلاء يؤمنون أن قيامة المسيح الثانية ونزوله لن يكون إلا في أرض يحكمها اليهود، وعليه فقد صاغ هذه الصفقة، كوشنير اليهودي، وفريدمان اليهودي وغرينبلات اليهودي، فكيف لا تخرج بهذا الشكل”.
وأشار خطيب إلى أن الظرف الذي أعلنت فيها الصفقة جاء في ظل الظروف التي تعيشها الأمة، وكشف أنظمة العار التي تهرول باتجاه الإسرائيلي، منددا بهذه الأنظمة وفي مقدمتها، النظام السعودي والمصري والسوداني والإماراتي والتي اطّلعت على بنود الصفقة قبل الإعلان عنها كما اعترف بذلك جاريد كوشنير.
وأكد أن ابن زايد وابن سلمان والسيسي ومن وصفه بالسيسي الثاني وقصد “عبد الفتاح البرهان” في السودان، وكافة الأنظمة المطبعة مع المؤسسة الإسرائيلية كانت دائما تبحث عن وسيلة لإخراج علاقاتها مع إسرائيل إلى العلن وتبرر ذلك بالقول “نقبل ما يقبل به الفلسطينيون”.
ولفت الشيخ كمال خطيب، إلى الدور الإماراتي تحديدا، في التآمر على الشعب الفلسطيني وضلوع الإمارات في صفقات تسريب عقارات في القدس المحتلة لجمعيات يهودية.
وتطرق إلى تصريح ترامب خلال الإعلان عن الصفقة المشؤومة بأنه “من حق الجميع الصلاة في جيل الهيكل”، وأشار خطيب إلى أنه “يراد أن يقال لنا انسوا أن الأقصى لكم وحدكم وان الحق بالصلاة فيه لكم وحدكم، ولكن نقول لترامب إن الأقصى آية في قرآننا وبعض من حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم، نحن أهل الداخل الفلسطيني نقول لكم إن المسجد الأقصى بكل مساحته الـ 144 ألف متر مربع كلها لنا نحن المسلمين، ولا يوجد لليهود فيه ولو ذرة تراب واحدة، نحن أصحاب الأرض وسندافع عن وحدانية حقنا في الأقصى، لن يدافع عنها لا ابن زايد لا ابن سلمان ولا السيسي الأول ولا السيسي الثاني، بل نحن أهلها”.
وأكد خطيب: “أن الحق الفلسطيني في الأقصى وفي كل فلسطين التي هي الجوهرة على تاج الأمة”.
ودعا إلى الوحدة بين كل مكونات الشعب الفلسطيني، مشددا “على أمل أن تكون الرسالة الأقوى في الرد على الصفقة هي في وحدة شعبنا، وعلى أمل ان تكون الزيارات المتبادلة بين غزة والضفة جدية وأن يكون إعلان وقف التنسيق الأمني صادقا هذه المرة، كي يكون ذلك هو الرد الحقيقي على ترامب ونتنياهو وسيسي مصر وسيسي السودان وابن زايد وابن سلمان”.
وفي ختام كملته توجّه الشيخ كمال خطيب، إلى الشيخ رائد صلاح الذي ينتظر حكما إسرائيليا بسجنه في ملف الثوابت، وقال: “كل الوفاء لأخينا الشيخ رائد الذي اقترن اسمه بالأقصى المبارك، وكان دائما في خدمة القدس والأقصى وعموم شعبنا، أنت يمكن أن تغيب عنا لا ندري كم من الشهور أو السنوات، لكن لا أحد مثلك أيها الشيخ في تفاؤله وقناعته أننا إلى الفرج أقرب، لذلك صبرا شيخنا، وأسأل الله أن يحفظك ويحرسك وأن يردك إلينا وإلى أهلك سالما غانما، لتجد الأخبار التي تفرحك وتفرحنا وتفرح شعبنا وأمتنا”.
يشار إلى أنه جرى عرض فقرة فنية في المهرجان، ندّدت بصفقة القرن وتطرقت إلى محطات في مسيرة الشيخ رائد صلاح وتصريحاته المنددة بالمخططات الإسرائيلية والأمريكية.