“رمضان في ظل الكورونا” بقلم: مروان عنبوسي – مدير فرع بنك لئومي باقة الغربية
يختلف شهر رمضان المبارك هذا العام، عن السنوات السابقة في ظل أزمة الكورونا العالمية التي أثرت على كل واحد فينا بالإضافة إلى المصروفات التي تكثر خلال الشهر الفضيل، تواجه الكثير من العائلات تحديات اقتصادية إضافية في ظل الأزمة العالمية. في ظل هذه الظروف، نقدم لكم بعضاً من النصائح والتوجيهات لمساعدتكم في تجاوز هذه المرحلة:
*ننصحكم بملاءمة مصروفاتكم لتتناسب مع دخلكم الشهري، فالحال قد تغير اليوم ومن المستحيل أن تبقى المصروفات كما كانت قبل الأزمة. لذلك يجب تحديد المصروفات وتسجيلها كاملة للحصول على المجموع وتحديد الفارق بين المدخولات والمصروفات بسبب تراجع الدخل (مخصّصات البطالة بسبب الخروج إلى إجازة غير مدفوعة). هذا الأمر يتيح لنا أن نوازن بين مستوى المصروفات والمدخولات في ظل الوضع الجديد كي لا نزيد من حجم الهوّة الاقتصادية.
*يمتاز شهر رمضان بازدياد الاستهلاك والإنفاق على الأغذية، شراء الهدايا، ومصروفات الضيافة.
في ضوء تقييدات وزارة الصحة بمنع التجمعات، والإفطارات الجماعية، يقلل هذا الأمر من كمية الأغذية التي يتم استهلاكها والإنفاق على الهدايا كالعادة في رمضان. يجب كذلك عدم الرضوخ للحملات وحتى ان كانت مغرية وقيمة، وذلك للامتناع من شراء المنتجات التي لا تستهلكونها.
الامتناع عن الشروات الكبيرة: في الفترات الضبابية، من المهم السيطرة على المصروفات وملاءمتها مع المدخولات للفترة الحالية. إن كان لديكم مبلغا من المال قمتم بادخاره، فيجب إدارته بحكمة والامتناع عن الشروات الكبيرة وغير الضرورية بهذه الفترة.
*تنظيم القروض وإطار الاعتماد: توجد للكثير من العائلات قروض من مصادر مختلفة. هذا هو الوقت لفحص حجمها، وفحص إمكانية استبدالها أو الحصول على قروض من مصادر أخرى تكلفكم أقل. أطلبوا تجميد دفعات القروض لعدة أشهر، أو ترتيب الدفعات لفترة زمنية أطول، وفي الكثير من الحالات هذا الأمر متاح.
ان كان القرض يساعدكم على المدى القريب، افحصوا جميع المصادر القائمة للحصول على الاعتماد، واختاروا الأماكن التي تقدم لكم أفضل الشروط – ليس فقط من حيث الفائدة على القرض، إنما أيضا من حيث قيمة الدفعة الشهرية، الضمانات التي تحتاجون إليها وغيرها. أصحاب الشقق السكنية بإمكانهم أخذ القروض مقابل رهن عقاراتهم حيث تكون الفائدة أقل مقارنة بقروض عادية وذلك بفضل ضمان العقار.
أما بما يتعلق بإطار الاعتماد البنكي، إفحصوا إن كان إطار الاعتماد يلبي احتياجاتكم الحالية. بالإمكان توسيع إطار الاعتماد من خلال وسائل ديجيتالية أو من خلال التوجّه إلى موظّف البنك، وبذلك توفرون دفع فائدة عالية عندما تجتازون إطار الاعتماد المصادق عليه او الذي يمتاز به إطار الاعتماد في الحساب الجاري مقارنة بالقرض العادي، حيث أن الدفع يكون مقابل الاستخدام الفعلي فقط.
الاحتفالات في ظل الكورونا: أيضاً عندما يتم رفع القيود المفروضة على التجمعات بشكل تام في الأشهر المقبلة، مطلوب منا إبداء مسؤولية شخصية ليس فقط بما يتعلق بالسلوك الاقتصادي، إنما الاجتماعي أيضا. من المهم جدا التخطيط لأي مناسبة أو احتفال بشكل يلائم الفترة مع تخصيص ميزانية محددة مسبقا، للتأكد من قدرتكم على تمويل المناسبة. يجب تجنب أخذ القروض أو كسر التوفيرات لتمويل المناسبات الاحتفالية.
*إلغاء أوامر الدفع الثابتة على الاستثمارات، استرداد الودائع: التوفيرات هامة في الأيام العادية، لكن في هذه الأيام قد تحتاجونها. هذا هو الوقت لتجميد أوامر الدفع الثابتة للاستثمار حتى تتحسن الأوضاع الاقتصادية وعندها ستعودون للتوفير. نفس الشيء بالنسبة لأوامر الدفع الثابتة المتعلقة بصناديق بالتوفير لكل ولد، إن وجدت.
إن قمتم خلال السنوات بتجميع المال من خلال التوفيرات والودائع وبالمقابل تدفعون على القروض أو توجد تجاوزات في حساباتكم، فهذا هو الوقت لاسترداد الودائع، لأنكم قمتم بالتوفير لمثل هذه الأيام.
*إلغاء التأمينات المزدوجة: مصروفات العائلات على التأمينات آخذة بالازدياد مع مرور السنوات، هذا هو الوقت المناسب للدخول إلى “هار هبيتواح” – جبل التأمينات – موقع تتركز فيه جميع التأمينات الخاصة بكم – كي تفحصوا وجود تأمينات غير ضرورية أو بالإمكان التنازل عنها.
*الحصول على استحقاقاتكم: فحص استحقاقكم لتخفيضات مختلفة لم تستغلوها من قبل، مثل تخفيضات على الأرنونا للآباء والأمهات المنفصلين، نقاط استحقاق من ضريبة الدخل، استعادة ضرائب من ضريبة الدخل والتأمين الوطني وغيرها.
*مشاركة العائلة: مهمة التقليصات في ميزانية العائلة لا تعود فقط للوالدين . من تجربتنا على مدار السنوات، توجد أهمية كبيرة لمشاركة الأولاد، وضمهم إلى هذه المهمة. من المهم أن تشرحوا لهم الوضع وبالإمكان أن تتيحوا للأولاد إمكانية اختيار الأمور التي سيتنازلون عنها كي يشعروا بأنهم شركاء في هذه الخطوات وملزمين بها. مساهمة الأولاد قد تكون أيضا من خلال مساعدتهم في أعمال المنزل (على حساب توفير تكلفة المساعدة).
*طلب المساعدة بدون خجل: نعيش في مجتمع يعتبر النجاح الاقتصادي مقياسا للنجاح في الحياة، لذلك هناك من يخجل من طلب المساعدة. الحقيقة هي أن كل شخص معرض للمرور بأزمة اقتصادية، وأنتم لستم وحدكم. إن كان بإمكان الآباء المساعدة، فاستعينوا بهم.
تحتاجون لتخفيض في إيجار المنزل – لا تخجلوا من طلبه. تريدون تجميد القرض البنكي – توجهوا. ستكتشفون في الكثير من الحالات أنكم ستتلقون المساعدة.