مؤسسة بطيرم: فجوات كبيرة بين المجتمعين من حيث احتمال وفيات الأولاد ورصد 80 حالة وفاة خلال العام 46 منها كانت من نصيب العرب
مؤسسة بطيرم لأمان الأولاد تصدر تقريرها السنوي لتلخيص وفيات الأولاد لعام 2020:
فجوات كبيرة بين المجتمعين من حيث احتمال وفيات الأولاد ورصد 80 حالة وفاة خلال العام 46 منها كانت من نصيب العرب
- انخفاض عدد الوفيات كان أكبر في المجتمع اليهودي بـ 55% مقارنة مع 24% في المجتمع العربي
- المديرة العامة لمؤسسة بطيرم اورلي سيلفينجر:”تواجد الوالدين في المنزل هذا العام بسبب الاغلاقات الناجمة عن الكورونا قلص وفيات الأطفال الناجمة عن الحوادث المنزلية“
مع نهاية العام الحالي وكعادتها في كل عام اصدرت مؤسسة “بطيرم” لأمان الاولاد تقريرا تلخيصيا حول وفيات الأولاد من جيل الولادة حتى 18 عام، جراء تعرضهم لحوادث واصابات غير متعمدة متنوعة. تحمل هذه المعطيات التي تصدرها المؤسسة هذه الايام، تبعات وتأثيرات جائحة الكورونا، بما في ذلك الاغلاقات الثلاثة التي شهدتها البلاد، والقيود المختلفة التي أثرت بشكل كبير على نمط حياتنا واهمها بقاء الاولاد في المنازل لساعات عديدة مع الاهل في معظم الاحيان.
واهم ما تضمنه التقرير ان العام 2020 شهد وفاة 80 ولدا، جراء تعرضهم لإصابات غير متعمدة، 46 حالة وفاة كانت من حصة المجتمع العربي، مع العلم ان نسبة المواطنين العرب من النسبة السكانية العامة تعادل 20%. وقد وصلت نسبة الوفيات جراء الحوادث غير المتعمدة وصلت الى 2.7 لكل مئة ألف ولد. وتعتبر هذه المعطيات اقل بشكل كبير من معدل نسبة الوفيات للأولاد والشبيبة جراء التعرض لإصابات غير متعمدة ما بين السنوات 2017 حتى 2019، الذي وصل الى 4.6 لكل مئة ألف ولدا. وعلى ما يبدو فان اسباب هذا الانخفاض تعود الى جائحة الكورونا وما تبعتها من اغلاقات وتباعد اجتماعي وغيره.
وبغية توضيح المعطيات المتعلقة بنسبة الوفيات بشكل أكبر، اذ ان الحديث يدور عن ارقام صغيرة، من أجل التغلب على اية اخطاء احصائية قد تكون نابعة من فروقات غير مقصودة بين المعطيات في السنوات المتتالية، فقد تم استخدام المعدل العام لكل 3 سنوات.
انخفاض الوفيات في المجتمع اليهودي أكبر بكثير من الانخفاض في المجتمع العربي
وبحسب المعطيات، فان الانخفاض في وفيات الاطفال والاولاد والشبيبة، حتى جيل 18 عام جراء حوادث غير متعمدة، كان اكبر في المجتمع اليهودي مما هي عليه في المجتمع العربي، اذ ان نسبة الوفيات في المجتمع اليهودي في عام 2020، كانت اقل بـ 55% مقارنة مع السنوات 2017 – 2019 ( 1.4 مقابل 3.3 لكل مئة الف). اما في المجتمع العربي، فقد وصلت نسبة الانخفاض في وفيات الاولاد في خلال العام 2020 لـ 24% فقط، مقارنة مع السنوات 2016 – 2019 (6.3 مقابل 7.9 لكل مئة الف)، وهي نسبة مشابهة للوفيات خلال السنوات 2018 و2019 (6.2 لكل 100 الف ولد).
انخفاض وفيات الأطفال العرب على مدار السنوات
ومن أهم ما جاء في بنود التقرير التلخيصي ايضا، حدوث انخفاض في وفيات الاولاد من المجتمع العربي على مدار السنوات، اذ ان نسبة الوفيات في المجتمع العربي خلال السنوات 2018 – 2020 كانت اقل مقارنة مع السنوات الماضية. فيما انه خلال السنوات 2015 حتى 2017 وصل معدل نسبة الوفيات للأولاد والأطفال العرب الى 8.8 لكل مئة الف ولدا وطفلا، فخلال السنوات 2018 – 2020، انخفضت هذه النسبة الى 6.2. مع هذا يجب التنويه الى ان نسبة وفيات الاولاد والاطفال العرب لم تشهد تغييرا كبيرا ما بين السنوات 2018 – 2020، لذا فإن النسبة المنخفضة لا تُمثل انخفاضا عينيا في عام 2020.
الاولاد العرب معرضون للوفاة أكثر من الاولاد اليهود
مع هذا فان المعطيات ما زالت تؤكد، ان الأولاد والأطفال العرب ما زالوا معرضون للوفاة أكثر من الأولاد اليهود. وتُظهر المعطيات بشكل واضح، ان حصة وفيات الأولاد والأطفال العرب خلال العام 2020 جراء الحوادث غير المتعمدة كانت 58% من مجمل حالات الوفاة، مع العلم ان نسبة الاطفال العرب من شريحة الاطفال العامة في اسرائيل تعادل 25% فقط. وكانت الحصة النسبية للأولاد والأطفال العرب من الوفيات أكبر، مقارنة مع السنوات 2018 و 2019، حوالي 38% و 33% (على التوالي)، ممن توفوا نتيجة الحوادث كانوا من العرب، هذا نتيجة الانخفاض الحاد في عام 2020 في حجم الوفيات جراء الحوادث غير المتعمدة للأولاد والاطفال والشبيبة في المجتمع اليهودي.
وبالنسبة للمعدل السنوي ما بين 2018 – 2020، فان احتمال وفاة الطفل العربي جراء حوادث غير متعمدة اعلى بـ 2.2 من نظيره في المجتمع اليهودي.
حوادث الطرق المٌسبب الاكبر لوفيات الأولاد
وأظهر التقرير ايضا، انه خلال السنوات الخمس الاخيرة، فان حوادث الطرق اعتبرت المُسبب الأكثر شيوعا لوفيات الأولاد، وهي مسؤولة عن 45% من مجمل حالات الوفاة للأولاد والشبان خلال العام الحالي 2020. كما ان 29% من حالات الوفاة للأطفال والاولاد والشبيبة جراء حوادث الطرق، كان فيها الضحايا عابري سبيل و 26% منها كان الضحايا ركاب السيارة.
وفي المجتمع العربي فان ما يعادل 26% من حالات الوفاة للأطفال والاولاد العرب، جراء حوادث الطرق كان فيها الضحايا متواجدون في محيط السيارة وعلى مقربة منها. وانه في معظم هذه الحالات تراوحت اعمار الضحايا ما بين عام واحد حتى 4 اعوام (32 حالة من مجمل 40 حالة، ما بين السنوات 2016 -2020).
الغرق هو العامل الثاني لوفيات الأطفال خلال السنوات الـ 5 الاخيرة
وأضاف التقرير ايضا انه وبحسب المعطيات التي تم رصدها خلال السنوات الخمس الاخيرة، فقد جاءت حالات الغرق في المكان الثاني من حيث التسبب بوفيات الأولاد والأطفال، وهي مسؤولة عن 17% من مجمل حالات الوفاة. وأوضحت معطيات التقرير ايضا ان 66% من حالات الغرق خلال السنوات الخمس الأخيرة وقعت في الحيز العام، وان 47% من حوادث الغرق، كان فيها الضحايا من الأطفال والرضع من جيل الولادة حتى 4 سنوات (بما نسبته 1.5 من نسبتهم الاجمالية من شريحة الأولاد والاطفال والشبيبة). كما ان 96% من حالات الغرق التي انتهت بالوفاة في الحيز العام، كان فيها الضحايا ما بين 5 حتى 17 عام . وان حالات الوفاة لفئة الأطفال والرضع حتى جيل 4 سنوات، وصلت الى 34% من مجمل حالات الوفاة في الحيز العام، وان 64% من مجمل حالات الغرق وقعت في المنزل.
اما فيما يتعلق بفئة الجيل الولادة حتى 4 اعوام فان 55% من حالات الغرق التي اوقعت ضحايا لها، حدثت في برك السباحة، و 32% في دلو مياه او حوض سباحة. كذلك الامر بالنسبة لفئة الأولاد ما بين 5 حتى 9 سنوات، اذ ان 67% من حوادث الغرق التي انتهت بوفاتهم، وقعت في برك السباحة. مقابل ذلك فان وفيات الاولاد الذين تتراوح اعمارهم 10 سنوات وما فوق، وقعت معظمها في مياه البحر في الانهار والوديان.
معظم الحوادث التي أدت للوفاة حدثت في الطرقات والمنزل
ويشير التقرير ان المنطقتان الرئيسيتان للإصابة في السنوات الخمس الماضية هما “الطريق” و “المنزل وفناء المنزل” ، والتي بلغت حصتهما من مجمل حالات الوفاة 41٪ في الطرق و 34٪ في المنزل وساحاته.
وفيما يتعلق بالوفيات في المنزل والساحة خلال السنوات الخمس الماضية، فهناك اختلافات بين اليهود والعرب من حيث الأسباب الرئيسية للوفيات. فبالنسبة للأطفال العرب، فإن أبرز آليات الإصابات المؤدية إلى الوفاة في هذا المضمار، هي حوادث الطرق التي وقعت في البيئة المحيطة بالمركبات (27٪) والتسمم بسبب الحريق وحوادث الاحتراق بنسبة 18٪ ، بينما لدى الأطفال اليهود – الاختناق (25٪) والغرق (20٪).
الاولاد والشبان ما بين 15 حتى 17 عامًا هم الأكثر عرضة للوفاة في حادث طرق
اما بالنسبة للأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 17 عامًا فبلغت حصتهم من مجمل حالات الوفاة 25٪ في السنوات الخمس الماضية (أي اعلى بـ 1.7 من نسبتهم الاجمالية من شريحة الأطفال والشباب).
وعليه فان احتمال وفاة اولاد وشبان ممن تتراوح اعمارهم ما بين 15 حتى 17 عامًا، نتيجة لإصابة غير متعمدة، اعلى بـ 1.2 من احتمال وفاة طفل من فئة الاطفال الذين تتراوح اعمارهم ما بين صفر حتى 4 أعوام، أي ما يعادل 3.7 من احتمال وفاة طفل يتبع فئة الأطفال الذين تتراوح اعمارهم ما بين 5-9 سنوات، واعلى بـ 2.8 من احتمال وفاة طفل من فئة الاطفال ما بين 10-14عام.
ويعتبر الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 حتى 17 عامًا، معرضون بشكل خاص لاحتمال الوفاة في حوادث الطرق، حيث ان هذه الفئة العمرية احتلت حوالي 36 ٪ من مجمل الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق ما بين السنوات 2016-2020 ( اعلى بـ 2.4 من حصتها النسبية من الأطفال والشباب).
الأطفال والرضّع يموتون أكثر
وفيما يتعلق بالوفيات في السنوات الخمس الماضية، فهناك شريحة أخرى معرضة لخطر متزايد للوفاة جراء الإصابات غير المتعمدة بحسب التقرير، وهي مجموعة الأطفال والرضع من جيل الولادة حتى 4 سنوات، والذين يحتلون ما نسبته 46٪ من مجمل الوفيات (أعلى بـ 1.5 من نسبتهم الاجمالية من شريحة الأطفال). كما ان الأطفال والرضّع حتى جيل 4 سنوات، يبرزون بشكل خاص من حيث احتمال الوفيات العالية الناجمة عن الحوادث في البيئة المنزلية، اذ ان هذه الفئة من الاطفال والرضّع تتحمل ما يقارب 76 ٪ من مجمل الوفيات الناجمة عن الحوادث في المنزل في السنوات 2016-2020 ( أي اعلى بـ 2.5 من نسبتهم الاجمالية من شريحة الأطفال والشباب).
الأطفال في جنوب البلاد يموتون أكثر من الأطفال في وسط البلاد
وتطرق التقرير ايضا الى معطيات وفيات الأطفال على مدى السنوات الخمس الماضية، التي اظهرت ان منطقة اواسط البلاد لديها أدنى معدل وفيات جراء الحوادث غير المتعمدة (ما نسبته 2.5 طفل وولد لكل 100.000)، مقارنة مع المناطق الجنوبية من البلاد، التي كانت ذات المعدل الاعلى لوفاة الاطفال نتيجة الحوادث (7.5 طفل وولد لكل 100.000). أي أن احتمال وفاة طفل يعيش في الجنوب نتيجة إصابة غير متعمدة أعلى بـ 3.1 مرة من احتمال وفاة طفل يعيش في اواسط البلاد.
يُشار هنا، الى ان معظم السكان العرب في الجنوب ينتمون إلى المجتمع البدوي. وتتميز هذه الفئة من السكان بمعدل وفيات مرتفع (16.5 طفل وولد لكل 100.000)، حتى بالمقارنة مع المجموعات الأخرى من السكان العرب. فإن احتمال وفاة طفل عربي يعيش في الجنوب نتيجة إصابة غير متعمدة أعلى بثلاث مرات من احتمال وفاة طفل عربي من مناطق أخرى في البلاد. على الرغم من ارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال العرب في الجنوب، فقد حدث انخفاض كبير في السنوات الأخيرة، من 20.7 حالة وفاة لكل 100.000 طفل وولد ما بين الاعوام 2015-2017، إلى 12.5 حالة وفاة لكل 100.000 طفل وولد خلال السنوات 2018-2020.
الأولاد الفقراء معرضون للوفاة بشكل أكبر
ولفت التقرير الى ان نسب الوفاة خلال السنوات الخمس الاخيرة لأولاد واطفال ممن ينتمون الى عائلات ذات مكانة اقتصادية واجتماعية متدنية، كانت أكبر بشكل ملحوظ مقارنة مع وفيات الأطفال والأولاد ممن ينحدرون من عائلة ذات مكانة اجتماعية واقتصادية متوسطة وما فوق. اذ ان احتمال وفاة طفل ينتمي الى الطبقات الفقيرة اعلى بـ 1.4 من احتمال وفاة طفل من الطبقات المتوسطة وأعلى بـ 2.2 من احتمال وفاة طفل ينتمي الى الطبقات العليا من المجتمع.
وعقبت أورلي سيلفينجر المديرة العامة لمؤسسة “بطيرم” لأمان الاولاد على معطيات هذا التقرير قائلة:” ان العام 2020 كان عامًا استثنائيًا على جميع المستويات، نرى هذا أيضًا في خلال المعطيات المتعلقة بوفيات الأطفال جراء الحوادث غير المتعمدة. نحن نشهد انخفاضًا في المعطيات، لكن من المهم أن نتذكر أنه لم يتوفَ أي طفل بسبب فيروس الكورونا في إسرائيل، بالمقابل فان 80 طفلاً فقدوا حياتهم في حوادث كان من الممكن تفادي حدوث معظمها. ان حقيقة تواجد الوالدين في المنزل هذا العام، وانهما كانا متفرغان للأطفال وتحت إشرافهما الكامل، قد ظهر جليا في حدوث انخفاض كبير في الوفيات الناجمة عن الحوادث المنزلية. إن هذا المعطى يؤكد، أنه إذا ركّزنا جميعنا في مهمتنا الكامنة في الحفاظ على سلامة الأطفال، فسنكون قادرين على إنقاذ الأرواح. اما الآن ونحن نشهد نهاية جائحة الكورونا، يتوجب علينا أن نضع لأنفسنا هدفًا آخرا، وهو منع حدوث الكوارث القادمة. من الممكن تحقيق هذا الهدف من خلال تبنّي عادات وسلوك آمنين وتكييف البيئة التي نعيش بها وخصوصا البيئة المنزلية ايضا لتكون آمنة للأطفال وتحافظ على سلامتهم”.