مقالة: الكلمة الطيبة صدقة – بقلم محمد عبد الرحمن أبو فول
إخواني!
المقاهي في بلدنا جارٌ للقبور، ويوميًّا بعد صلاة الفجر أو قبل غروبِ الشمس يتجمّع بعض الأخوة للجلوس حول طاولة “خَرساء”، ويتمّ تبادل الآراء والنقاش حول عدّة قضايا، منها الدينية والاجتماعية والسياسية، فهنيئًا لهم وبارك الله في جلساتهم. ولعلّ وعسى أن تتغيّر أحوالنا وتعود علينا هذه الجلسات بالفائدة لأولادنا. ولا شكّ أن الخير في الأمّة إلى يوم الدين. فهذا وعدُ الله.
ولكن في بعض الأحيان، يتمُّ طرحُ قضايا وتُهمٍ فارغةِ المضمون، والمصيبةُ والعيبُ أن يتخلّل هذه الحلقات شتائم، فنصيحتي للمتكلّم والمستمع، ألّا تتّهم قبل الفهمِ، وأن تكون مخافة الله فوق كل اعتبار، لأنّنا سنحاسبُ على كل حرف، فمن المفضّل أن نتذكّر في جلساتنا “يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون”.
والمؤسف أيضا، أنّ في مثل هذه الحالةِ السيّئة، يدخل المتكلّم والمستمعُ مرحلةً ومنحنى آخر، وفعلًا “إنّك لا تهدي من أحببت، إنّ الله يهدي من يشاء”. فالمطلوب من هؤلاء، وقفة وصراحة مع الذّات، لأنّ كل الحقائق في قلوب وعقولِ أهل بلدنا ومجتمعنا.
ولا يوجد أسعد من إنسان يدرك عواقب الخطأ، ويعدل عند الكلام، وينفّذ القول الصائب “لا تتّهم قبل الفهم”.
فيا إخوان! لا قيمة لإنسان يعيش بلا دين ولا مشاعر، ويرى النّهار ليلًا، والإشراق ظُلمة، فهذه التّصرفات وإن دلّت، تدلّ على الضلالة والتسرّع وضعف الشخصيّة. وهذا ما لا نتمنّاه لأخ أو صديق.
مع الاحترام: محمد عبد الرحمن أبو فول – قائمة العدل.