جديد في كلاليت لواء حيفا والجليل الغربي..نظام الاستشفاء المنزلي للمرضى النفسيين
التخلص من المكوث المتكرر في المستشفى والامتناع عن تدهور الوضع الصحّي – أقام لواء حيفا والجليل الغربي في كلاليت نظام نظام الاستشفاء المنزلي للمرضى ال نفسيينبهدف التقليص من المكوث المتكرر في المستشفيات وتدهور الوضع الصحّي لدى المتعالجين. يزور الطاقم بيت المتعالج ويجيب على جميع الأسئلة المتعلقة بأنماط الحياة: “نرى كيف تشعر العائلة بالارتياح لأنها توصلت أخيرًا الى حل”.
الحالات المتكررة وكثرة مكوث المتعالجين النفسيين في المستشفيات بات معروفًا للعالم الطبّي، وقد تقرّر في كلاليت لواء حيفا والجليل الغربي إحداث تغيير جذري حول الموضوع – وهو توفير المكوث المنزلي للمتعالجين النفسيين. هذا المكوث الفريد من نوعه، مُعدّ لتقليص المكوث المتكرر في المستشفيات ولهدف تقوية علاقة المتعالجين بالهيئات الاجتماعية المختلفة والتي ستوفّر لهم جودة حياة أفضل.
بحسب أقوال د. ططيانا جلوجين، مديرة جهاز الصحة النفسية في لواء حيفا والجليل الغربي في كلاليت: “المكوث المنزلي معدّ للمتعالجين الذين لا يخرجون من المنزل، ولا يتواصلون مع الهيئات الاجتماعية ويمكثون بشكل متكرر في المستشفيات”. هذه الخدمة من أجل أبناء 18-60 عامًا مع تشخيص نفسي معروف أو أنهم في حالة أزمتهم الأولى ولا يتوجهون للعيادة من أجل تلقّي العلاج. “هنالك أمر مهم آخر، وهو تدخُّل العوامل المساعدة – أن يكون أبناء العائلة وجهة للتواصل في حال ازداد الوضع سوءً”. الطاقم متعدد التخصصات وفيه أطباء، عمال اجتماعيون، وطاقم من الممرضين والممرضات، الذين يجتمعون لإجراء تقييم أولي. وتوضّح د. جلوجين “وبعد ذلك، يتم اتخاذ القرار بشأن خطة العلاج والتي ممكن أن تتضمن علاج بالأدوية، رعاية تمريضية، إرشادات لنمط حياة صحي، جدول الأعمال اليومي، استنفاد الحقوق وسلة إعادة التأهيل”. “نرى المتعالجين في المنزل، ونفهم احتياجاتهم ونستطيع توجيههم للهيئات الاجتماعية المختصة أو للعيادة الأولية في حال احتياجها. في بعض الأحيان، هنالك أشخاص الذين لم يجروا فحوصات دم منذ سنوات عدّة ويجب فحص الحالة العامة لصحتهم”.
بدأت هذه الخدمة قبل حوالي شهر – 11 متعالج يتلقون هذه الخدمة حاليًّا
الخدمة الجديدة هي خدمة حصرية لكلاليت في لواء حيفا والجليل الغربي، يتوجه المتعالجين للخدمة عبر أطباء العائلة وتقول د. جلوجين، يوجد حاليًّا 11 متعالج الذين يتلقون هذه الخدمة. “نرى كيف تشعر العائلة بالارتياح لأنها توصلت أخيرًا الى حل، وتصلنا أيضًا ردود من أطباء العائلة بأنهم حاولوا كثيرًا توجيه المتعالجين للعلاج لكن دون جدوى. وبالطبع، فإن كل مكوث إضافي متكرر في المستشفى لا يخدم المتعالج”.
وتوضّح د. جلوجين أنه في جميع أنحاء العالم، الطب ينتقل للتدخل المنزلي، “هذه الخدمة التي بموجبها يأتي مختص لبيت المتعالج، والذي يكون مهتمًا ومحفّزًا للنشاط، يشجع المتعالج على القيام بالأمور الأساسية. هذا العلاج عادةً ما يستغرق الكثير من الوقت، ولكن في خطة عملنا يوجد توازن دوري.
لا نتجاهل – بل نعتني بالمتعالجين
الممرضين والممرضات هم الذين يهتمون بتناول المتعالجين للأدوية وفعل النشاطات اليومية. وتقول رينات بصل، مديرة التمريض اللوائية لكلاليت في لواء حيفا والجليل الغربي، أنه بعد التقييم الأولي يتعامل الطاقم مع جميع النشاطات اليومية للمتعالجين. وتتحدث عن منزل كان قد زاره الطاقم، وفيه أخوة اثنين مع تشخيص مرض نفسي ويعيشون بإهمال شديد. تدخل الطاقم بمساعدة أحد أفراد العائلة أدّى لاستقرار وضعهم وعودة المنزل للحالة الطبيعية.
وتضيف رينات بصل: “يستغرق هذا المسار ثلاثة أشهر، وبه تتكلم العاملة الاجتماعية مكالمات علاجية مع المتعالج، والطبيب يشرف على هذه العملية والطاقم التمريضي ينفذ خطة العلاج”. “نحن نذهب مع المتعالجين للعيادة لكي يتعرف عليهم الطاقم، ولتقوية التواصل الاجتماعي لديهم بما في ذلك يستطيع الطاقم مراجعة المتعالجين. ليس فقط مراجعة حالتهم النفسية، إنما ايضًا حالتهم الصحية من الأمراض العضوية. بالمقابل نعطي للمتعالجين مهام وظيفية، التي نلائمها لقدراتهم، وبذلك نعلم كيفية تعاملهم وتعاونهم، خطوة تلو الأخرى”.
يُتيح هذا العلاج المميز للمتعالجين الخدمات الرائعة من الطاقم المهني التابع لكلاليت، بما في ذلك الطاقم التمريضي ذي الخبرة الواسعة والتدريب المخصص. “عندما نتطلع على الملف الطبي، نرى أيضًا الأمراض العضوية في الملف ونقدم العلاج الشامل. من الجدير بالذكر، أن الأمراض العضوية يمكن لها أن تؤثر على المتعالجين وتفقد تركيزهم، لذلك علاج هذه الأمراض يمنع تدهورها لأمراض مزمنة التي يمكن أن تُدخل المتعالجين لمراجعة دورية في حال عدم التطرق اليها. هذه الفئة المستضعفة التي يتم تهميشها عادة في المجتمع، نرافقها حتى في حالاتها الصعبة ونعطي للمتعالجين الفرصة بأن يتواجدوا في بيئتهم الطبيعية عندما يكونون محاطين بالهيئات والعوامل الداعمة”.
وتقول رينات بصل أن المرافقة تكون ايضًا لعائلات المتعالجين، “تدفع العائلات ثمنًا باهضًا، فهنالك تعقيدات كثيرة للعائلة ويمكن الّا يتكيفوا مع الوضع الحالي، ولذلك نحن موجودون ايضًا من أجلهم للمشاورة”. في حالة من الحالات، كما وصفت، وصل الطاقم لبيت المتعالج النفسي ووجد أن أحد أفراد العائلة هو شخص مُسنّ وفي حالة مهملة. “حرص الطاقم على توجيهه للهيئات المناسبة، نحن موجودون من أجل كل المنزل ونعمل على تحديد وضع المتعالج من الناحية النفسية وايضًا وضعه في البيت وعلاقته بأفراد عائلته بما في ذلك حالته الصحية العامة”.
رونين نولدمان، مدير لواء حيفا والجليل الغربي في كلاليت يبارك على نجاح هذه الخدمة في مدة قصيرة من الزمن: “تنضم خدمة المكوث المنزلي للعلاج النفسي لخدمة المكوث المنزلي الحاد التي بدأنا بتقديمها في اللواء في العام المنصرم، ودمج هذه الخدمات يُتيح للمتعالجين المحتاجين الخدمة الطبية، دون الحاجة للمكوث في المستشفى. يتم تقديم هذه الخدمة لأول مرة في كلاليت من قِبَل موظفي اللواء، وهو طاقم متعدد التخصصات وماهر، والذي تلقّى تدريب متخصص ويعمل بتعاون كامل من أجل تحسين جودة حياة وصحة المتعالجين المحتاجين للعلاج وللمتابعة النفسية التي لا يتلقّونها. أنا سعيد بردود المتعالجين وأبناء عائلاتهم بأنهم راضون عن الخدمة”.