لا لن تشوهوا صبغتنا ولن تمسخوا هويتنا
الشيخ كمال خطيب
الإنسان خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وجعله خليفته في أرضه، وكرّمه وفضّله على جميع مخلوقاته، وجعل له صبغة هو اختارها له سبحانه، إنها صبغة الإسلام {قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ*فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقٖۖ فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ*صِبۡغَةَ ٱللَّهِ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبۡغَةٗۖ وَنَحۡنُ لَهُۥ عَٰبِدُونَ} آية 136-138سورة البقرة.
ولأن الشيطان يسعى دائمًا لتشويه ومسخ هذه الصبغة الربانية عن بني آدم عبر الغواية والذنب، فإن على المسلم أن يتدارك ذلك بسرعة العودة عن الذنب والمعاصي وإزالة آثار ذلك التشوه الذي طرأ على عقيدته وأخلاقه ليعود إلى الفطرة والصبغة الأصلية التي فطره الله عليها وصبغه بها.
إن عقيدة المسلم وأخلاقه وفكره ومنهج حياته، لا بد أن تكون كلها من صميم صبغة الإسلام، فليس للمسلم أن يجعل عبادته صبغتها إسلامية بينما أخلاقه وسلوكياته اليومية وفكره السياسي والاقتصادي صبغته رأسمالية أو شيوعية أو حتى صهيونية. إن مثل هذا المسلم الذي تشكلت شخصيته من أكثر من صبغة ولون، كمثل صاحب سيارة أُصيبت بخدش، فإنه يدهن آثار ذلك الخدش بلون يختلف عن لونه الأصلي، وإذا أُصيبت بخدش آخر فإنه يدهن ذلك الخدش بلون ثالثٍ، وإذا أصاب خللٌ إحدى أجزائها فإنه يستبدله بقطع غيار لشركة أخرى أو قطعة غيار مزورة وليست أصلية، وعندها تصبح سيارته خليطًا مشوهًا من ألوان مختلفة وقطع غيار مختلفة وليس لها من انتسابها إلى الشركة التي صنعتها إلا الاسم فقط. فعلى المسلم أن يحافظ على صبغته التي اختارها الله له عقائديًا وفكريًا وأخلاقيًا، فلا يكون شخصية مشكّلة ومهجّنة، لأن الله سبحانه لن يقبل يوم القيامة إلا هذه الصبغة. {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} آية 19 سورة آل عمران. {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آية 85 سورة آل عمران. {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّه} آية 30 سورة الروم.
فمن ملامح الصبغة الإسلامية والفطرة التي أراد الله تعالى للمسلم أن يكون عليها:
البصيرة
فالمسلم يملك المنهج الذي فيه حياة القلوب فيشفي أمراضها، وفيه نور يكشف ظلمات النفوس ويكشف ضلالات الأفكار الفاسدة، ويصبح المسلم عندها يشق طريقه على بصيرة فلا يضلّ ولا يشقى {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} آية 52 سورة الشورى.
إنها البصيرة التي تجعل المسلم يفرق بين الحق والباطل، بين الهدى والضلال وبين الأصدقاء والأعداء. إنها البصيرة التي تنقذنا في زمن السنين الخداعة التي تحدث عنها النبي ﷺ أنها “ستأتي على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيه الخائن ويخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: السفيه يتكلم في أمر العامة”.
إنه لما تشوهت صبغتنا وفقدت بصيرتنا فقد اختلت الموازين وأصبحنا نتيه في دياجير الظلام وتتقاذفنا الأمواج حتى أصبح العدو صديقًا والصديق عدوًا، وحتى أصبحت إسرائيل صديقة، وغزة والشعب الفلسطيني أعداء في سياسات بعض الأنظمة، {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} آية 46 سورة الحج، وصدق الشاعر:
سيقال لو أن المؤرخ منصف هذه الشعوب لأحمد لا تنتمي
رضيت من الإسلام ظاهر لفظه ومن العروبة لهجة المتكلم
العزة
إن المسلم حين يحافظ على صبغته التي صبغه الله بها فإنه يشعر بالاعتزاز والشموخ، إنها عزة الانتساب إلى الله تعالى ورسوله ﷺ {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} آية 8 سورة المؤمنين. وإنها عزة الانتساب لهذا الدين {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} آية 33 سورة فصلت. وإنها عزة الانتساب الحقيقية بعيدًا من مظاهر الانتساب إلى العائلة والعشيرة والوطن والقوم، كما قال ذلك المسلم:
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم
وكما قال الآخر:
أنا مسلم ولي الفخار فأكرمي يا هذه الدنيا بدين المسلم
وأنا البريء من المذاهب كلها وبغير دين الله لن أترنم
فستشهد الأيام ما طال المـدى أو ضمّ قبري بعد موتي أضلعي
إني لغير الله لست بعابدٍ ولغير دستور السما لن أنتمي
إنه الاعتزاز الذي ورغم الظروف والمحن التي تمر بها الأمة إلا أنه لا يقبل أبدًا أن ينحني ولا ينثني ولا يشعر بالضعف، وإنما لسان حاله يسمع نصيحة من قال له: “ارفع رأسك فأنت مسلم”.
التمسك بالحق
إن قبول ورضا المسلم بالصبغة التي صبغه الله بها تجعله صلبًا متمسكًا بها مهما كان الثمن، وأنه لم يتنازل عنها تحت أي ظرف متمثلًا قول الله تعالى لرسوله ﷺ {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} آية 43 سورة الزخرف. إنه يتمسك بل يستمسك بعقيدته ودينه ولا يساوم عليها مهما كان الثمن ولو تناوشته السهام، ولو ألقي في النار كما قال ﷺ: “ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار”.
إنه يتمسك بالحق ولا يساوم عليه ولو ألقي في النار كما ألقي إبراهيم، فثبت وتمسك. {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} آية 68 سورة الأنبياء. وكما ألقي في النار أصحاب الأخدود فثبتوا ولم يساوموا على عقيدتهم وصبغتهم {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ*وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ*وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ*قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ*النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ*إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ*وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ} آية 1-7 سورة البروج.
ومثل إبراهيم وأصحاب الأخدود فإنها آسيا زوجة فرعون التي تمسّكت بالحق وثبتت عليه. وإنه يحيى بن زكريا الذي نُشر بالمناشير وظلَ متمسكًا بالحق، ومثل كثيرين من أصحاب رسول الله ﷺ الذين تمسّكوا بالحق محافظين على صبغة الله التي صبغهم عليها. إنه الإسلام الذي جاء به محمد ﷺ. ولتظل كلمات بلال خالدة وهو يقول لأمية بن خلف وهو يعذبه: “إنك تملك السيف الذي به تطيح بعنقي، وتملك الرمح الذي به تدق صدري، وتملك القيد الذي به تقيّد يدي، ولكنك لا تملك إيماني ويقيني بمحمد ﷺ”.
إنه يتمسك بالحق ولو كثر أهل الباطل وقلّ أصحاب الحق. إنه يتمسك بالحق ولو كثر المتساقطون والمثبطون والمصفقون للباطل الذين يسعون لتشكيكه بالحق الذي هو عليه، فيصبح حاله كحال جحا لما كان يسير في الطريق ومعه ابنه وكان جحا راكبًا حماره وابنه يمشي، فرآهم جمع من الناس فقالوا لجحا: ألا تخجل من نفسك أن تركب وتترك ولدك الصغير يمشي؟ فنزل جحا وأركب ابنه بينما مشى على رجليه، فقالوا للابن: ألا تخجل من نفسك أن تركب أنت وتترك والدك يمشي؟ فركب جحا وابنه على الحمار، فقال لهم جمع من الناس: ألا تخجلان من نفسيكما تركبان كلاكما على ظهر حمار فتتعبانه، فنزل جحا وابنه ومشيا ومشى الحمار، فقال لهما جمع من الناس: أمجانونان أنتما معكما حمار وتمشيان ولا تركبان؟ فوقف جحا ووقف خلفه ابنه ووضع جحا رجلي الحمار الأماميتين على كتفيه ووضع الابن الرجلين الخلفيتين على كتفيه ومشيا والحمار على ظهريهما، فأخذ الناس يضحكون ويسخرون منهما .
المجاهدة
إن من معاني ودلالات الصبغة التي صبغ الله المسلم عليها أنها تخلق فيه روح المجاهدة والمواجهة والمراغمة لأعداء الإسلام. إنه لا يقف مكتوف اليدين توجّه إليه اللطمات والطعنات ولا يرد عن نفسه، ولا توجه إلى دينه الشبهات بينما هو يوزع الابتسامات على المشككين، وإنما هو الذي يواجههم ويقذف بحقه في وجه باطلهم {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} آية 18 سورة الأنبياء. هكذا جاهد نوح قومه وهو يقول لهم: {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا*وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} آية 13-14 سورة نوح. وهكذا تجاهل إبراهيم قومه وهو يقول لهم: {مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} آية 52 سورة الأنبياء. {أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} آية 67 سورة الأنبياء. وهكذا جاهد محمد ﷺ كفار قريش وهو يقول لهم: {أَفَرَءَيۡتُمُ ٱللَّٰتَ وَٱلۡعُزَّىٰ*وَمَنَوٰةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلۡأُخۡرَىٰٓ*أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلۡأُنثَىٰ*تِلۡكَ إِذٗا قِسۡمَةٞ ضِيزَىٰٓ*إِنۡ هِيَ إِلَّآ أَسۡمَآءٞ سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلۡطَٰنٍۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَمَا تَهۡوَى ٱلۡأَنفُسُۖ وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلۡهُدَىٰٓ} آية 19-23 سورة النجم.
إنه وأمام سطوة الباطل وقوته فإنه لا يساوم على حق المسلمين في المسجد الأقصى المبارك ويقبل كما قبل دعاة التطبيع ودعاة التنسيق الأمني المساومة عليه، بل إنه يصرخ ويجاهدهم بالقول أن المسجد الأقصى بكل حيطانه وجدرانه ومن أرضه إلى أرضنا السابعة وإلى السماء السابعة حق خالص للمسلمين ليس لليهود حق ولو في ذرة تراب واحدة فيه. إنه يجاهدهم ويواجههم ويتحداهم بالقول:
ولم تروا بعد منا أمة همجًا تمضي سفينتها من غير ربان
ويل لمن حسبونا قطعة نظمت من غير قافية من غير أوزان
معاذ ربي أن تنحل عروبتنا أو أن نتيه وفينا نور قرآن
الثبات على الحق
إن الحفاظ على الصبغة التي اختارها لنا يتطلب منا القيام بما يلزم حتى لا تتعرض هذه الصبغة للتحريف والتشويه والمسخ، لأن عدم القيام بذلك فإنه يقود حتمًا إلى الانزلاق والابتعاد عن أصالة هذه الصبغة ونقائها، ومن ذلك:
– الإلحاح على الله تعالى بالثبات: “يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك، يا مصرف القلوب صرف قلبي عن معصيتك”.
– الحفاظ على الصحبة المؤمنة التي تعينك على الثبات وحضور مجالس العلم ومجالسة الصالحين.
– الإكثار من قراءة القرآن {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} آية 9 سورة الإسراء.
– الإكثار من الأذكار، لأنها تزيد من طمأنينة النفس وتبعد وساوس الشيطان {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} آية 28 سورة الرعد.
– الحفاظ على أداء الفرائض جماعة في المسجد.
– البعد عن مواطن الفساد وعدم مجاملة أصدقاء السوء.
الأوبة إلى الحق
ولأن الله سبحانه قد خلقنا على الفطرة النقية الطاهرة، وهي الصفة التي يجب أن نظلّ عليها، ولكن ولأننا لسنا معصومين، فإننا نقع في الذنوب والخطايا التي تشوه هذه الصبغة تمامًا مثلما أن تمرير قلم الرصاص على الورقة البيضاء مرة ومرة فإنه يحيل الورقة البيضاء إلى سوداء وهكذا تفعل الذنوب بالقلوب.
وعليه فإنه ومن أجل سلامة وصفاء الصبغة التي اختارها الله لنا فلا بد من محو الذنوب بالاستغفار والتوبة نقول ما قال آدم عليه السلام: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آية 23 سورة الأعراف. ونقول كما قال نوح عليه السلام: {وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ} آية 47 سورة هود. ونقول ما كان يقول رسول الله محمد ﷺ: “يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أستغفره في اليوم 70 مرة” صحيح مسلم. بل إننا نصغي لنداء الرب الجليل لنا سبحانه كما قال: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} آية 53 سورة الزمر.
إننا بعد الذنوب نتوب ونؤوب إلى الحق نقرّ بذنوبنا ونعترف بخطايانا ونتوب عنها حتى نظل ما استطعنا على الصبغة التي اختارها الله لنا ورضيها لنا سبحانه، كما قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } آية 3 سورة المائدة.
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن فمن الذي يدعو ويرجو المجرم
أدعوك ربّ كما أمرت تضرعًا فلئن رددت يدي فمن ذا يرحم
مالي إليك وسيلة إلا الرجا وجميل عفوك ثم إني مسلم
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.