ما الذي تفعله القنوات الإسرائيلية في الموصل؟
بثّت أكبر قناتين إخباريتين في التلفزيون الإسرائيلي، الثانية والعاشرة، خلال نهاية الأسبوع الماضي وحتى اليوم، الأحد، مقابلات حصرية خاصة من داخل الأراضي العراقية، وتحديدًا من منطقتي كردستان العراق والموصل، وصورًا للمعارك الضارية التي تشهدها الأخيرة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، داعش، في الموصل.
وخلال البث، توسطت المراسلة مقاتلي البيشمركة، وأجرت مقابلات معهم ورافقتهم إلى ‘مناطق القتال’.
ولا يعرف تحديدا كيفية دخول المراسلين الإسرائيليين إلى العراق، إن كان عبر مطار بغداد الدولي أو عبر مطار أربيل، باستخدام جواز سفر إسرائيلي أو آخر دولي، لكن البث الحيّ من داخل الأراضي العراقيّة شكّل سابقة هي الأولى في تاريخ العراق، خصوصًا وأن المراسلة لم تخفِ اسم القناة التي تعمل لصالحها أثناء مقابلة العراقيين، إذ حملت مايكروفونَ يحمل شعار القناة الثانية. كما لا يعرف عدد الصحافيين والمرافقين لهم الذين دخلوا الأراضي العراقية، لكن المعروف أنهم تحت حماية قوات البيشمركة.
أخبار الموصل على صدر الصفحات الإسرائيلية الأولى (يسرائيل هيوم، يديعوت أحرونوت، معاريف)
وجدّدت الصور والبث الحي الجدل القائم حول العلاقة بين إقليم كردستان العراق وإسرائيل، في فترة الاحتلال الأميركي للعراق وما تلاها، إذ رشحت أنباء غير رسمية عن اتصالات سياسية واقتصادية بين الإقليم الذي يسعى لتوسيع مناطق نفوذه في العراق، وإسرائيل.
وبرزت العلاقة (أو الرغبة في أن تكون هنالك علاقة) بين كردستان وإسرائيل في العام 2008، حين صافح الرئيس العراقي السابق، القادم من الاتحاد الوطني الكردستاني، جلال طالباني، رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود باراك، خلال مشاركتهما في مؤتمر الاشتراكية الدولية الذي انعقد في ذلك العام في العاصمة اليونانيّة، أثينا، بوساطة من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.
وتولي الصحف الإسرائيلية تغطية واسعة لمعارك الموصل واهتماما كبيرا بتقدم القوات العراقية والميليشيات المتحالفة معه، مبرزة التقدم على صدر صفحاتها الأولى.