بعد 10 سنوات على إعدامه: أول محقق مع صدام يفجر مفاجآت
نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية مقتطفات من كتاب بقلم جون نيكسون، العميل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، يكشف عن ملابسات أول استجواب للرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
ويكشف نيكسون، أول محقق أمريكي استجوب الزعيم العراقي بعد أسره لدى القوات الأمريكية في الـ13 من ديسمبر 2003، عن الانطباع الذي تركه فيه صدام حسين، وذلك ضمن كتاب بعنوان “استجواب الرئيس: التحقيق مع صدام حسين” الذي سيطرح في الأسواق في نهاية شهر ديسمبر الجاري.
ذكر نيكسون: “كان (صدام حسين) يجلس على كرسي حديدي، مرتديا دشداشة بيضاء وسترة مبطنة زرقاء. لم يكن هناك حتى أدنى شك في أن هذا الرجل يمتلك الكاريزما.. حتى بكونه أسيرًا ينتظره الإعدام كان يخلق في محيطه أجواءً من الرهبة”.
وأكد الكاتب اندهاشه من نفي الرئيس الأسير قطعيًا امتلاك بلاده أسلحة الدمار الشامل، فضلا عن وجود أي صلة بين حكومته ومنفذي اعتداءات 11 من سبتمبر 2001، علما بأن هذين الأمرين هما ما استخدمته واشنطن كحجة لشن غزوها للعراق.
وأفاد نيكسون بأن صدام حسين كان يأمل أن تسفر هجمات 11 سبتمبر عن تقارب بين بغداد وواشنطن، معتقدًا أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى حليف موثوق به في المنطقة بحربها على الإرهاب، غير أن العراق نفسه أصبح هدفًا للحملة الأمريكية.
“قد وجدتم خائنًا أوصلكم إلى صدام حسين”
وقال الرئيس الأسير بسخرية مريرة، ردا على سؤال من المحقق عن أسلحة الدمار الشامل : “قد وجدتم خائنًا أوصلكم إلى صدام حسين، أليس هناك خائن آخر سيكشف لكم عن أماكن وجود أسلحة الدمار الشامل؟”، ليضيف لاحقا: “لم نفكر أبدا في استخدام أسلحة الدمار الشامل، ولم تطرح هذه المسألة على النقاش”.
وأشار صدام حسين إلى أن الاتهام الوحيد الذي لا يرفضه هو غياب أجواء من التفاهم والإصغاء المتبادل في العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة.
ويعرب نيكسون عن قناعته بصدقية تصريح صدام حسين بأنه لم يأمر بشن هجوم كيماوي على مدينة حلبجة الكردية العراقية، في الأيام الأخيرة من الحرب العراقية الإيرانية في عام 1988.
وفسر عميل المخابرات السابق اقتناعه بهذا الشأن موضحا أن هذا الهجوم وفر أمام طهران مجالًا إضافيًا لانتقاد الحكومة العراقية.
واعترف نيكسون أن الانطباع الذي تركه لديه صدام حسين يختلف جذريا عن تصوراته المسبقة، مضيفا أن الزعيم الأسير كان في حالة صحية جيدة وأشاد بزوج أمه، في تناقض واضح مع المعلومات المتوفرة للاستخبارات الأمريكية.
وحذر الرئيس العراقي الأسبق المحققين من أن الأمريكيين لن يستطيعوا حكم العراق لأنهم لا يعرفون اللغة والثقافة والعقل العربي.
وأشار المحقق السابق إلى أن المرة الوحيدة التي لم يستطع فيها صدام حسين طمس أحاسيسه أثناء الاستجواب حصلت خلال إجابته عن سؤال عن ابنتيه رنا ورغد، إذ اعترف الزعيم الأسير ببالغ اشتياقه إليهما.
إلى ذلك، يروي نيكسون في كتابه تفاصيل لقائه مع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، وذكر أن صاحب البيت الأبيض آنذاك كان قاب قوسين من فقدان أعصابه حين سمع أن صدام حسين لم يبدو للمحقق ديكتاتورًا ، بل رجلا يتمتع حتى بالسخرية من نفسه.
نشر التحقيقات مع صدام حسين بعد 10 سنين على إعدامه
يؤكد عميل الاستخبارات الأمريكية السابق “جون نيكسون”في كتابه الذي سيصدر قريبا، أن الرئيس العراقي صدام حسين، كان يجب أن يبقى في السلطة،بدلا من إنفاق المليارات وإزهاق أرواح الآلاف دون جدوى.
يدحض جون نيكسون مغالطات كثيرة حول صدام حسين والعراق في كتابه الجديد إطلاع الرئيس: استجواب صدام حسين- Debriefing The President: The Interrogation Of Saddam Hussein الذي سيصدر في 29 ديسمبر الجاري ، ” ويشير إلا أنه في أوساط الاستخبارات كانوا يسخرون من تقارير تزعم واستخدام صدام للشبيه أو لشخص بديل عنه إضافة إلى معلومات كثيرة خاطئة تزود بها الأمريكيين من معارضين عراقيين وثبت أنها كاذبة.
وذكر عميل الاستخبارات السابق أنه استدعي للتحقق من هوية صدام من خلال خبرته بعلامات في جسد المذكور مثل جرح رصاصة في قدمه ووشم قبلي على يديه وغيرها من علامات، ولما وجه سؤاله لصدام حسين عن مكان أسلحة الدمار الشامل أجابه صدام، وجدتم خائنا أرشدكم لصدام حسين ألا يوجد خائن آخر ليرشدكم لمكان أسلحة الدمار الشامل؟ وأضاف صدام لنيكسون بالقول إن الأمريكيين هم مجموعة من الغوغاء لا يفقهون شيئا عن العراق وينوون تدميره.
ويقول نيكسون ان ما جمعته وكالة الاستخبارات الأمريكية عن صدام حسين كان خاطئا فقد اتضح خلال الاستجواب أن صدام لم يكن مطلعا على ما يجري في العراق في السنوات الأخيرة ولا يلم بما تقوم به حكومته ولم يكن لديه أي خطط أو استعدادات للدفاع عن العراق بل لم يكن يدري بالغزو الوشيك لبلاده.
وأظهر صدام سروره خلال الاستجواب لدى سماع أصوات انفجارات متفرقة في الخارج وقال “ستفشلون وتكتشفون أن حكم العراق ليس سهلاً لأنكم لا تعرفون اللغة والتاريخ وطريقة التفكير العربية.”
وأضاف نيكسون أن الأمر الوحيد الذي أجبر صدام حسين على الانفعال وإظهار عواطف كان عند الحديث عن ابنتيه رنا ورغد حين ادمعت عيناه وارتجف صوته قائلا إنه مشتاق لهما بشدة فقد استمتعت فعلاقة رائعة معهما وكانتا تحباني وأنا أحبهما كثيرا.
وقال صدام خلال استجوابه:” أبلغ رئيسك بوش إن الصيف حار وسيثور عليك العراقيون في الستينيات بلغت الحرارة درجات عالية واندلعت ثورة في العراق.
ولم يتمكن نيكسون من إطلاع الرئيس جورج بوش عن خلاصة استجوابه لصدام حسين في المكتب البيضاوي إلا بعد سنوات وحصل ذلك عام 2007 وبعد أن تحقق كل توقعه صدام حسين.
وحين تحدث مع بوش عن طبيعة شخصية صدام وجوانب الكارزيما لديه قام بتغيير لهجته لتجنب ثورة غضب بدت وشيكة لدى بوش وعاد ليؤكد أن صدام طاغية وسادي.