ناجٍ سعودي من عملية إسطنبول: “الإرهابيون كانوا 3 واستهدفوا العرب وهكذا قفزت الى الماء”
قال المواطن السعودي، حسن خاشقجي، أحد الناجين من عملية إسطنبول الارهابية التي وقعت يوم رأس السنة، وراح ضحيتها 39 قتيلًا، وتبناها تنظيم داعش الارهابي، إن “ثلاثة أشخاص نفذوا الهجوم وقد تكون بينهم سيّدة”. وروى حسن خاشقجي تفاصيل الليلة المروّعة، بقوله: “حجزنا مقعدين في مطعم رينا كما اقترح علينا الفندق الذي نزلنا به انا وزوجتي، على اعتبار أنه آمن وترتاده شخصيات كبيرة”.
وتابع: “دقت عقارب الساعة 12:00 من منتصف ليلة رأس السنة، معلنة عن دخول العام الجديد 2017، وكان الفرح يعم المكان والبهجة ظاهرة على الجميع، وفي لحظة معينة سمعنا صوت دربكة، فاعتقدنا انه شجار، فقمت من مكاني للإطمئنان على الوضع ثمّ سمعت فجأة صوت اطلاق رصاص، فنظرت الى زوجتي التي همّت للاختباء خلف حاجز خشبي، وقفزت أنا أيضا للاختباء”.
وأضاف: “زوجتي كانت تصرخ، أريد العودة الى المنزل، إلى أطفالي، فقلت لها، فكّري الآن في الجنّة، وقولي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وقد كنا نردد الشهادتين مع كل طلقة، حيث كانت الطلقات مستمرة وتتوقف 10 ثوانٍ ثم تستمر”.
وورد في تقرير أوردته العربية أن “خاشقجي ذكر أن المهاجمين كانوا 3 أشخاص بينهم امرأة، لأنه سمع أحد الأشخاص يصرخ: “وش فيها هذي تبغى تقتلنا”، وقال كان إطلاق النار يبين أنهم متدربون جيدا، حيث لم يكن يطلق بشكل عشوائي، بل يسير بين الطاولات ويصيب الجالسين. وأوضح حسن خاشقجي أنه من لكنتهم عرف أنهم ليسوا عربًا بل أجانب لكنه لم يستطع تحديد جنسيتهم.
وقال: “إطلاق النار كان كثيفاً، وكنا في كل لحظة ننتظر وصول الشرطة، أو أن ينقذنا أحد ما، وفي نفس الوقت ندعو الله”. وكشف أنه وزوجته قفزا إلى البحر، وبعدها حاولت فتاة سعودية اللحاق بهما، لكن أحد الإرهابيين أردوها قتيلة. وقال مستغربًا: “كان يستهدف العرب بالقتل، وكأنه يعرف أماكن جلوسنا، لدرجة أن عناصر الشرطة سألونا إن كنا أتينا معاً كمجموعة من السعودية”.
وعن تفاصيل قفزه إلى البحر قال: “نظرت خلفي فرأيت شرارة الطلقات، وبصوت منخفض طلبت من زوجتي أن تزحف إلى اليمين حيث هناك باب يؤدي إلى المخرج، فزحفت وأنا خلفها أدفعها إلى الأمام وأحميها من الطلقات، وبعدما وصلنا إلى الباب وتخطينا بعض الجثث والأشخاص المنبطحين هرولنا إلى نهاية المطعم وكان البحر تحتنا. قام المسلح بضرب الناس عند الباب المؤدي إلى المخرج كي لا يهربوا، وقامت زوجتي بالقفز نحو البحر، وقمت بمساعدة فتاتين سعوديتين ورميتهما نحو البحر”.
وفي هذه اللحظات التراجيدية المليئة بالخوف والجزع والرغبة، قفز حسن خاشقجي، فسقط على أرضية مطلة على البحر، وكان طولها من 5 إلى 6 أمتار، فوجد سعوديا يدعى بندر القعيطي مع عائلته، فساعده على سحب زوجته من الماء مع الفتاتين، لافتاً إلى أن زوجة بندر حينها كانت تنزف دماً من رأسها ورقبتها، وواصل: “قمنا بتأمين الفتيات في مكان آمن، وطلبنا المساعدة من عدة زوارق مائية لإنقاذنا، لكن لم يأت أحد”.