“يجب أن نقف جميعا في وجه غول الجريمة”، عشر جرائم قتل في المجتمع العربي منذ بداية 2017 !
تستفحل الجريمة وينتشر العنف أكثر وأكثر في المجتمع العربي، حيث حصدت جرائم القتل منذ بداية العام الحالي 2017 أرواح 10 قتلى من الجليل والمثلث والمركز، قُتل 9 ضحايا منهم رميًا بالرصاص وآخر لقي حتفه طعنًا.
الجريمة الأخيرة التي هزّت مجتمعنا العربي وقعت أمس السبت في مدينة كفرقاسم، والتي راح ضحيتها رجل الأعمال حكمت عامر (55 عامًا)، وهو شقيق ضحية جريمة القتل المزدوجة مصطفى عامر (52 عاما) الذي قتل هو وابنه علاء عامر (30 عامًا) قبل اسبوعين داخل معرض السيارات الخاص بالعائلة.
وبقية ضحايا الجريمة في مجتمعنا منذ بداية العام هم: هلال غنايم (32 عامًا) الذي قتل امام بيته في سخنين، سامي جعابيص (52 عامًا) من سكان اللد، عبد عياش (34 عامًا) ومحمد أصرف (36 عامًا) من سكان يافا واللذين قتلا معًا في نفس الواقعة، الشاب محمود نادر جبارين (19 عامًا) من أم الفحم وقُتل طعنا خلال شجار في المدينة، معتز مصري (33 عامًا) من سكان يافا الذي تعرض أمس السبت لوابل من الرصاص، وأحمد صالح جربان (23 عامًا) من جسر الزرقاء توفي قبل نحو شهر متأثرا بجراحه البالغة بعد الإعتداء عليه بصورة مبرحة قبل عامين.
وحتى يومنا هذا، لم تصل الشرطة الإسرائيلية بعد لاعتقال مشتبهين في جرائم القتل التي حدثت هذا العام باستثناء جريمة مقتل الشاب محمد جبارين من أم الفحم، حيث اعتقل قاصر بشبهة ضلوعه في الجريمة، أمّا في حادثة الضحية أحمد جربان فقد تمّ تقديم لائحة اتهام ضد شابين.
غضب في كفرقاسم
من جانب، آخر تسود حالة من الغضب في مدينة كفر قاسم في اعقاب حوادث العنف والأجرام المستشرية، وهنالك مطالبة باخراج نقطة الشرطة من البلدة، حيث أشار المواطنون إلى أنّ “رجال الشرطة لا يحاربون العنف، بل ينشغلون في امور اخرى، والأفضل مغادرتهم من البلدة”، كما قالوا.
قريب المرحوم حكمت عامر قال: “لا نعلم من وقف وراء هذه الجريمة النكراء والجريمة المزدوجة قبلها. نحن ننظر الى القضية بمنتهى الخطورة، ولا بد من أن تصل الشرطة للفاعلين الذين ارتكبوا جرائم قاسية وبشعة جدا”. وتابع:”المرحوم حكمت كان إنسانًا مسالمًا ولا علاقة له بالعنف، ومعروف بانسانينه وعلاقته الطيبة مع الآخرين، ولم يفكر في يوم من الأيام بايذاء اي شخص، بل كان يدعو الى المحبة والتسامح ونبذ العنف بكافة اشكاله، لكن يد الغدر اصرت على قتل انسان بدم بارد”، كما قال.
أمّا الشيخ وليد فريج، إمام مسجد ومُدرّس في المساجد، قال:”جرائم متعاقبة وخلال فترة زمنية قصيرة أصابت المجتمع في كفرقاسم بصدمة كبيرة وما زلنا تحت تأثيرها. المجتمع فقد الثقة بكل جهاز الشرطة الذي يقف متفرجا على هذا اللغز المُحيّر. لا يعقل أن الشرطة هي ايضا عاجزة لأنها تبقى هي المسؤولة أولا واخيرا عن أمن وحياة المواطن”. وأضاف:”المشكلة كبيرة وعميقه ومتشعبة سواء كانت بانتشار السلاح وقلة التربية والفقر والبطالة، هذه مشاكل كبيرة جدا لا يستطيع المجتمع التعامل معها لوحده، وهنا يأتي دور مؤسسات الدولة، والمطلوب من المجتمع في كفرقاسم، قيادة ومسؤولين، أخذ المبادرة والضغط المتواصل على اجهزة الشرطة بضبط الامور. ويجب الاعلان عن اضراب مفتوح واعتصام متواصل جماهيري امام مكاتب الحكومة حتى تأخذ الشرطة الامور على محمل الجد”، كما قال.
تعقيب الشرطة
هذا، وعقبت الناطقة بلسان الشرطة لوبا سمري على القضايا قائلة:”تحقيقات الشرطة في قضايا جرائم القتل تتم بشكل أساسي ومهني من أجل التوصل للحقيقة وللمجرمين الضالعين. وضمن هذه التحقيقات الشرطة تستثمر جهود كبيرة بهدف حل الغاز جرائم القتل، وذلك من خلال تشغيل وسائل سرية ومكشوفة”. وأضافت:”الشرطة تقوم بنشاطات واسعة بشكل يومي ضد حاملي الادوات القتالية غير المرخصة والتي اغلبيتها تتواجد داخل المجتمع العربي، لا سيما انه خلال عام 2016 تم اعتقال اكثر من 2800 مشتبه، وقدّمت 1000 لائحة اتهام ضد مشتبهين تم ضبط اسلحة بحوزتهم، كما أنّه في السنوات الأخيرة تعمل الشرطة ووزارة الامن الداخلي على توفير الخدمات الخاصة للمجتمع العربي للتقليص من حوادث العنف، وتعزيز الامن والامان لدى المواطنين العرب، وفي هذه الأيام تعمل في الشرطة بوحدة خاصة لتحسين خدمات الشرطة والتي تشمل اقامة محطات شرطة جديدة، تعزيز نقاط الشرطة، وتشجيع تجنيد عرب لسلك الشرطة”، بحسب ما ورد في تعقيب الشرطة.
مكتب الإصلاح الاجتماعي في الداخل يصدر بيانا:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ” وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناَ مُتَعَمِّداَ فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً “.
فُجع داخلنا الفلسطيني اليوم الاحد الموافق 19/2/2017 بالجريمة البشعة التي ارتكبت في مدينة كفرقاسم والتي كان ضحيتها الشاب حكمت علي ياسين عامر
إننا في مكتب الاصلاح الاجتماعي نستنكر ونشجب بكل معاني الشجب والاستنكار هذا العمل الاجرامي وعليه نؤكد على ما يلي :
أولا: قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، جريمة بشعة في كل الشرائع والقوانين ، وهي مصيبة لا تصيب أهل المقتول فحسب وإنما هي وبال على كل مجتمعنا تنزلق به نحو الهاوية . ” من حمل علينا السلاح فليس منا ”
ثانيا :ان ظاهرة العنف التي انتشرت في مجتمعنا واخذت تحصد الارواح بلا رحمة او وازع ديني او اخلاقي او انساني حتى اصبحت تهدد وجودنا ونسيجنا الاجتماعي بحاجة ماسة الى ان يقف الجميع وقفة رجل واحد وتضافر جميع القوى من اجل الحفاظ على مستقبل اولادنا لينعموا بالأمن والامان والسلام
ثالثا : فقدان الأمن والأمان وثقافة العنف والإجرام والانفلات الأمني الذي يجتاح مجتمعنا ، تتحمل مسؤوليته الكاملة المؤسسة الإسرائيلية التي تسكت على الجريمة ، بل وتشجعها في مجتمعنا.
رابعاً : غول العنف والجريمة سياسية تهددنا وتهدد مستقبلنا ووجودنا أكثر من أي وقت مضى فإلى متى يا قادتنا يا مربينا بل يا أهلنا جميعاً نسمح لشرذمة قليلة تهدم حاضرنا ومستقبلنا ؟ .