دراسة: الإنترنت السريع في المنزل يؤثر على نوعية النوم
أفادت دراسة دولية حديثة، بأن توافر خدمة الإنترنت السريع في المنزل، يمكن أن يؤثر على النوعية والوقت الذي يقضيه الأشخاص خلال النوم يوميًا.
الدراسة قادها باحثون بجامعة “بوكوني” الإيطالية، بالتعاون مع باحثين في جامعة “بيتسبيرج” الأمريكية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Journal of Economic Behavior & Organization) العلمية.
وأوضح الباحثون أن ألمانيا تفقد حوالي 200 ألف يوم عمل سنويًا بسبب عدم كفاية الموظفين من النوم، ما يتسبب في تكبد اقتصادها حوالي 60 مليار دولار، أو حوالي 1.6 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، وفقا لتقرير حديث.
ولرصد تأثيرات وجود خدمة الإنترنت السريع بالمنازل، على النوم، راقب الفريق حالة آلاف المشاركين من مختلف الأعمار.
ووجد الباحثون أن توافر خدمات الإنترنت فائق السرعة في المنزل، يقلل من مدة النوم لدى الأفراد الذين يواجهون قيودًا تدفعهم للاستيقاظ صباحًا لأسباب تتعلق بالعمل أو الأسرة، ويجعلهم غير راضين عن نوعية نومهم.
وكشفت الدراسة، أن الأفراد الذين يتمتعون بخدمات إنترنت سريعة في المنزل، ينامون أقل بمتوسط 25 دقيقة يوميًا من نظرائهم الذين لا تتوافر لديهم تلك الخدمة، كما أنهم أكثر عرضة لعدم الحصول على القسط الكافي من النوم.
ووجد الباحثون أن الإغراءات التي يتعرض لها الأشخاص تختلف حسب العمر، حيث يرتبط الإنترنت بين المراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و30 سنة، بالوقت الذي يقضونه في ألعاب الكمبيوتر أو متابعة الفيديوهات، ما يؤثر على نوعية النوم.
أما الكبار الذين تتراوح أعمارهم بين 31 إلى 60 عامًا، فإن أكثر ما يتابعونه على الإنترنت هو تصفح أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية.
وقال الدكتور فرانشيسكو بيلاري، قائد فريق البحث إن الإغراءات يتعرض لها الأشخاص أثناء فترة المساء، وليس على مدار اليوم، حيث يسهم تصفح الإنترنت بالمنزل مساءً في عدم الحصول على نوم جيد.
وأضاف: “قد تؤدي الإغراءات الرقمية إلى تأخير وقت النوم، وهو ما يؤدي في النهاية إلى خفض مدة النوم بالنسبة للأفراد غير القادرين على تعويض وقت النوم المتأخر بالاستيقاظ في وقت لاحق من الصباح”.
وحذّرت دراسات سابقة من أن إفراط الشباب في الدخول على حساباتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من هواتفهم المحمولة، لأن ذلك يجعلهم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات النوم.
كما أن الضوء الأزرق الذي يخرج من شاشة الهاتف، قد يتسبب في إحداث مشاكل خطيرة للصحة البدنية والعقلية للمستخدمين.
وكشفت الدراسات أن الحصول على قسط كاف من النوم ليلاً؛ يحسن الصحة العامة، ويقي الإنسان الكثير من الأمراض، وعلى رأسها السكري والسمنة والزهايمر.
وربطت الدراسات بين اضطرابات النوم وخطر التعرض للإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية وضعف الجهاز المناعي.