في أيدي أبنائنا وبناتنا قنابل موقوتة: لكلّ منّا دورٌ هامٌ! لا تقلْ لا يعنيني وإنّها ليست مسؤوليّتي!
بقلم: أ. نبيل محمد حسني وتد
مدير مدرسة أجيال الإعداديّة
في أيدي أبنائنا قنابل موقوتة مميتة مهلكة مفسدة للأخلاق، أليس في أيدينا نحن الآباء والمربين ورجال المجتمع وكلّ أصيل عاقل فينا ايقافها وابطال مفعولها؟!
شبكات ومواقع التواصل الافتراضية خطر داهم والألعاب الإلكترونيّة العنيفة الهابطة، تقوم بأسر ابنائنا وتدخلهم في سراديب العبوديّة المطلقة لها، وترمي بهم الى دوائر العنف فيها وخارجها، وإنها لتهدف ساعية دون تؤدة إلى غاية واحدة هي تدمير أبنائنا جوارحنا فلذّات أكبادنا.
فإلى متى سنبقى نتدثّر بدثار الغفلة عن أبنائنا؟
قال تعالى في محكم التنزيل: ” كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ….”
الحمد لله الذي أبان لنا طريق التربية القويمة في كتابه المجيد، وأوضح لنا مبادئ الخير في أحكام شرعه الحنيف، والصلاة والسلام على سيدنا وقدوتنا ومعلّمنا محمد الأسوة القدوة الأمين.
بعد مُضيّ ثلاثة شهور منذ بداية السنة الدراسيّة انكشفت كثيرا على ظواهر خطيرة تدقّ نواقيس الخطر، وتهدد كيان أبنائنا ووجودهم، من هذه الظواهر نرى ونواكب مدى تعلّق أبنائنا وبناتنا بالألعاب الإلكترونية العنيفة الهابطة لدرجة الأسر والتعلّق الأعمى دون بصيرة، وكم لهذه الألعاب الأثر السلبي عليهم؛ سلوكيّا وتحصيليّا، لما فيها من ساحات خصبة للإباحيّة والمفاسد يغشاها أبناؤنا
لا يأخذنّنا التلهي ولا تأخذنّنا الغفلة عن أبنائنا والذين أصبحوا وأضحوا وأمسوا وباتوا يحتضنون هواتفهم النقالة ولا يكفّون عنها، وإنّ تعلّقهم فيها يصل الى درجات الإدمان، وإني لا أبالغ في هذا، فأين رقابة الأهل وتحديد المواعيد لحمل هذه الهواتف خاصّة أننا نخصّ هنا أبناءنا الطلبة في جميع فئاتهم العمريّة؟
لا شكّ أنّ لهذه الألعاب مثل الببجي والفور نايت وغيرها أثرا كبيرا في الإلهاء والفساد والدمار، فلقد أثبتت دراسات حديثة أنها توصل أبناءنا إلى درجات الإدمان، وقد قال أحد الأخصائيين النفسيين أنّ الفتيان الذين يلعبون هذه الألعاب قد يصلون إلى درجات الإدمان العليا، وأنّه من الصعب أن يتحرر من هذا الإدمان، وقد يستعيض الطلبة المدمنون على هذه الالعاب – التي لا تليق بنا ولا بديننا ولا أعرافنا عن المدرسة والمذاكرة والقراءة ويجدون في هذه الألعاب وكرا قد يقبرون أنفسهم فيه وهيهات هيهات حينها.
إننا نحن المربين قد انذهلنا من هول ما لاقيناه وما نصادف ومما نرى ونسمع من أثر هذه الألعاب على طالباتنا وطلابنا، ولما فيها من أثر بالغ عليهم وعلى صياغة شخصياتهم وتكوينهم في هذه المراحل المصيرية من أعمارهم، وقد تنام أعيننا نحن الأهل عن أبنائنا والذين هم أمانة في أعناقنا، فنحاسب على ذلك أيّما حساب حين لا ينفع اللوم ولا الندم.
مما لا يختلف فيه اثنان أنّ الولد إذا لُقّن منذ نعومة أظفاره مبادئ التربية القويمة والتمييز بين الحسن والمفسدة، فإنّه إذا ما شبّ وكبر يُصبح عنده من الوعي والنضج والفهم ما يردعه وما يردّه عن كثير من المفاسد، فعلينا تقع المسؤولية نحن الأهل والمؤسسة التربويّة والدينيّة والمجتمعيّة توعية أبنائنا وبناتنا، لنحصّنهم ونحافظ عليهم.
أملنا نحن المربين وطيد أن نجنّد القوى ونتعاون مع الأهل من أجل وقف المدّ نحو تعلّق أبنائنا بهذه الألعاب والتي فيها مهلكة لأبنائنا وبناتنا، علينا جميعا أن تتضافر قوانا نحن المربين والمجتمعيين وأن نقوم بالتوعية ولن تقصّر المدرسة في بناء خطّة علاجية توعويّة مسنودة بأخصائيين من مختلف المجالات لتوعية أبنائنا، وعلى الأهل مراقبة وتوعية وتخصيص الوقت للحديث مع أبنائهم عن مخاطر التعلّق بهذه الأجهزة لما فيها من خطر محدق داهم يهدد أبناءنا.
اللهم اهد أبناءنا إلى الرشد وألهمهم الصواب.