أعلن في مدينة كفر قرع عن عدم افتتاح العام الدراسي والإضراب الشامل والمفتوح بدءا من يوم غد، الأحد، وذلك خلال جلسة طارئة عقدتها البلدية ولجنة المتابعة العليا بمشاركة رؤساء سلطات محلية عربية مساء السبت.
وتسود أجواء من الغضب والاستنكار في مدينة كفر قرع في أعقاب مقتل 3 أشخاص في ظرف ساعات، أحدهم من مدينة قلنسوة بينما الآخران فتى (14 عاما) وإمام مسجد من كفر قرع.
وجاءت الجلسة الطارئة إثر جريمة القتل الأخيرة التي راح ضحيتها إمام مسجد قباء في المدينة، الشيخ سامي عبد اللطيف، بعدما تعرض لإطلاق نار فور خروجه من المسجد ظهر السبت.
ووصل المئات من أهالي كفر قرع إلى مكان الجريمة الأخيرة المرتكبة، وعبروا عن غضبهم فيما وقعت مناوشات بينهم وبين عناصر الشرطة الإسرائيلية بعد وصولهم إلى مكان الجريمة، إذ حملوا الشرطة المسؤولية في ظل تقاعسها عن القيام بدورها في لجم الجريمة المستفحلة وتوفير الأمن والأمان للمواطنين العرب.
وقال رئيس بلدية كفر قرع، فراس بدحي، من مكان الجريمة إننا “سنعقد اجتماعا عاجلا الآن وسنتخذ خطوات مهمة. ما حصل في كفر قرع مصيبة كبيرة هزت كل المدينة والمجتمع العربي. هذا ظلم كبير”.
وسبق جريمة قتل الشيخ عبد اللطيف، مقتل الشاب فؤاد نبهان نصر الله من قلنسوة وشقيق زوجته الفتى محمد مصطفى عربيد من كفر قرع، إثر تعرضهما لإطلاق نار بعد مطاردة سيارتهما في المدينة مساء الجمعة.
وفي السياق، عمم اتحاد ائمة المساجد بيانًا استنكر فيه الجريمة، وجاء فيه: الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، القائل: {لأن تُهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم}.
بقلوب يملؤها الحزن، ونفوس يتفجر فيها الغضب، ننعي إلى أبناء شعبنا في الداخل الداعية والقيادي الإسلامي ورجل الإصلاح فضيلة الشيخ سامي عبد اللطيف مصري الذي طالته رصاصات الغدر بعد ظهر هذا اليوم السبت، الثاني من أيلول 2023 أثناء خروجه من بيت عزاء في مدينة كفر قرع.
إننا في اتحاد أئمة الداخل الفلسطيني نعرب عن عميق حزننا لفقدان هذا الرجل الذي أفنى عمره في الدعوة إلى الله تعالى ونشر الفضيلة وإصلاح ذات البين في بلده وفي سائر بلداتنا في الداخل، وقد قدم من وقته وجهده وماله في سبيل رفعة مجتمعه.
إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا أبا العبد لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.
الحكومة مسؤولة عن الجرائم
وإننا في اتحاد الأمة نحمّل الحكومة الإسرائيلية وأذرعها الأمنية، وعلى رأسها جهاز الشرطة، كامل المسؤولية عن هذه الجريمة النكراء، ونطالبها بالعمل فورا على تحمل مسؤولياتها في وقف حمام الدم في مجتمعنا.
وفي ذات الوقت فإننا نطلقها صرخة مدوية ونوجهها رسالة إلى أهلنا جميعا لنبذ الفرقة والخلافات والوقوف جسدا واحدا في مواجهة آفة العنف والجريمة وسفك الدماء. فبوحدتنا وخروجنا عن صمتنا، ضمن خطة استراتيجية، يمكننا أن نضمّد الجراح ونوقف النزيف. كما ندعو كل الضالعين في سفك الدماء إلى أن يتقوا الله في أنفسهم ومجتمعهم وأهلهم، وأن يتوبوا إلى الله تعالى الذي سيقفون بين يديه غدا ليسألهم عن كل قطرة دم سفكوها وكل بيندت آمن روّعوا أهله، وعن مجتمعهم كيف حولوا الحياة فيه إلى جحيم.
نسأل الله العلي القدير أن بحفظ أهلنا ومجتمعنا وشعبنا، وأن يهيء لنا من أمرنا رشدا لنوفر لمجتمعنا الأمن والأمان والسلام.
تعازينا إلى ذوي الشهيد الشيخ سامي مصري وأسرته الكريمة وأهل بيته وإلى أهلنا في كفر قرع عموما. إنا لله وإنا إليه راجعون.