الذكرى الـ23 لهبة القدس والأقصى:أهالي الداخل يحيون ذكرى الشهداء بمسيرة في سخنين
شارك نحو ألفي شخص من المجتمع العربي في المسيرة المركزية بمدينة سخنين، إحياء للذكرى السنوية الـ23 لهبة القدس والأقصى التي استشهد فيها 13 شابا ممن هبوا للدفاع عن المسجد الأقصى والقدس برصاص الشرطة الإسرائيلية في العام 2000.
وشهداء هبة القدس والأقصى الـ13، هم: رامي غرّة من جت المثلث، أحمد صيام جبارين من معاوية، محمد جبارين ومصلح أبو جراد من أم الفحم، وسام يزبك وإياد لوابنة وعمر عكاوي من الناصرة، محمد خمايسي من كفركنا، رامز بشناق من كفر مندا، عماد غنايم ووليد أبو صالح من سخنين، علاء نصار وأسيل عاصلة من عرابة.
وانطلقت المسيرة من ساحة الشهداء في سخنين، لتجوب شوارع وأحياء المدينة وصولا إلى النصب التذكاري للشهداء.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية ولافتات حملت صور الشهداء وأخرى حملت شعارات تحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عما ارتكبته الشرطة في هبة القدس والأقصى وحيال تقاعسها في الجريمة المستفحلة بالمجتمع العربي.
وجاءت المسيرة بدعوة من لجنة المتابعة العليا وتتويجا لفعاليات إحياء الذكرى الـ23 لهبة القدس والأقصى، والتي سبقها زيارة أضرحة ونصب الشهداء التذكارية في جت المثلث وأم الفحم ومعاوية والناصرة وكفر كنا وكفر مندا وسخنين وعرابة.
واستهل رئيس بلدية سخنين، د. صفوت أبو ريا، الحديث في المهرجان المركزي بالقول إن “شهداء هبة القدس والأقصى أبناء كل شعبنا، وقد سفك دماءهم برصاص المؤسسة الإسرائيلية التي تتعامل مع مواطنيها كأعداء وليس كمواطنين، إذ تقوم بإعدامهم وقتلهم وتحتفي بذلك، والآن تقتل أبناء هذا الشعب بطريقة مختلفة برصاص عصابات الجريمة المنظمة التي تفتك بنا”.
وأضاف أن “المنتمين لهذه المنظمات من أبناء شعبنا يأخذون غطاء كاملا من الدولة التي تحميهم وتعطيهم الشرعية لقتلنا. يجب أن يتعظ هؤلاء ويصحوا من هذه الغفلة”.
وذكر والد الشهيد وليد أبو صالح من سخنين، منعم أبو صالح، ممثلا عن عوائل الشهداء “يوميا نتذكر الشهداء ولن ننساهم أبدا، عاهدناهم كما عاهدتموهم أنتم، كما لن ننسى أبدا الشهداء ونتذكرهم وندخل غرفهم ونرى ملابسهم وأغراضهم ونحن متشبثون بهم ما حيينا”.
وأكد “سنبقى على العهد وسنبقى نرفع صوتنا وصوتهم حتى تتم معاقبة القتلة الذين أعدموهم بدم بارد”.
وقال رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، إن “المؤسسة الإسرائيلية تتفنن بتضييق الخناق علينا وقتلنا بدم بارد من خلال عصابات الإجرام وتضييق الخناق على أبناء شعبنا في كل أماكن تواجده من كل الجوانب في البناء والعمل والتهجير وكل شيء، ولكننا نقول لهذه المؤسسة أنها لم ولن تهزمنا أبدا”.
وشدد على أن “وحدة الصف الوطنية هي ضرورية للنيل من مشاريع الحركة الصهيونية التي تعمل على اقتلاعنا من أرضنا، ومن خلال وحدتنا سنهزم كل هذه المخططات، إذ أننا ندعو كل مركبات شعبنا وكل أبناء شعبنا للمشاركة في العمل السياسي والمظاهرات، حيث لا يمكن أن ننتصر بدون العمل الشعبي والجماهيري”.
وختم بركة بالقول إن “ما يطرح اليوم بين السياسيين الإسرائيليين حول شطب لجنة المتابعة يعني شطب كلّ أبناء شعبنا، وهذا يندرج ضمن الملاحقة السياسية وما يحصل في مجتمعنا ومنها ملاحقة التجمع الوطني الديمقراطي وحظر الحركة الإسلامية الشماليّة بالإضافة إلى ملاحقة حركة أبناء البلد والجبهة وكل ذلك من أجل أن يكون شعبنا من دون قيادة”.
وكانت لجنة المتابعة قد أصدرت بيانًا سياسيًا بمناسبة الذكرى، قالت فيه، إن جميع السياسات التي فجّرت هبّة القدس والأقصى، “استفحلت أكثر مع السنين، وخاصة في السنوات الأخيرة، في ظل حكومات اتبعت تعميق الاحتلال وتوغل الاستيطان، وتكثيف استهداف القدس المحتلة، وخاصة المقدسات الإسلامية والمسيحية، وأولها المسجد الأقصى المبارك، الأكثر استهدافا، خاصة وأن عصابات ’الهيكل المزعوم’، تتربع حاليا على سدة حكومة الاحتلال، ما يقتضي زيادة اليقظة، وإفشال كل مخطط للتقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، الذي يعتبر مسجدا إسلاميا بكامل مساحته، وذلك في الوقت الذي تتواصل مخططات اقتلاع أهالي القدس من أحيائهم التاريخية، وأولها البلدة القديمة، جوهرة التاج”.
وتابعت: “وعلى صعيد جماهيرنا الفلسطينية في الداخل، فإن الهجمة على ما تبقى من أرض عربية تستفحل، خاصة في منطقة النقب، حيث تشتد مخططات الاقتلاع وتدمير آلاف المساكن والبيوت سنويا، لتهجير أصحاب الأرض، وإسكانهم في غيتوات مخنوقة، في حين أن جميع البلدات والمدن العربية والجماهير العربية في المدن التاريخية، تشهد أزمة أرض وسكن، وعدد من البلدات تشهد حالة تفجر سكاني، بموازاة استفحال سياسات التمييز العنصري، والحرمان من الميزانيات، ومساواة الميزانيات الأخرى، وكل ذلك بالتوازي مع تشريعات عنصرية فاشية تستهدف شعبنا الفلسطيني عموما وجماهيرنا العربية الفلسطينية في الداخل”.
وقالت: “إننا نحيي الذكرى الـ23 لهبة القدس والأقصى، في عام يسجل ذروة بعدد ضحايا دائرة الجريمة والعنف، فاقت بكثير الذروة التي تسجّلت في العامين الماضيين على التوالي”. وأكدت المتابعة أن “استفحال هذه الظاهرة الدموية، مرتبطة كليا بهبّة القدس والأقصى، لأنها مخطط سلطوي، يقضي بإطلاق يد عصابات الجريمة، وانتشار السلاح، كأحد استخلاصات الهبة في المؤسسة الحاكمة، بهدف ضرب وتفتيت وتفكيك مجتمعنا الفلسطيني من الداخل، وإبعاده عن قضاياه الأساسية، أولها قضيته القومية، وقضاياه اليومية”.
وأضافت: “وهذا بموازاة تشديد القبضة السياسية، بالملاحقات والاعتقالات والترهيب للناشطين السياسيين، والحركات السياسية، وفرض أحكام جائرة غليظة على معتقلي هبة الكرامة في أيار العام 2021، وفي هذا العام بات جليا استهداف لجنة المتابعة، والسعي لحظر نشاطها بموجب قانون الطوارئ الجائر”.
وأكدت لجنة المتابعة على “أن شعبنا بات أحوج إلى رص الصفوف، وتجاوز جميع مظاهر الانقسام والشرذمة والمراهنة على سراب الأوهام، ولمواجهة كل هذه السياسات، خاصة في زمن الهرولة، والتعاطي المشبوه مع أشرس الحكومات الإسرائيلية، والسعي للتطبيع معها”. وحذّرت “من المساعي الأميركية والإسرائيلية المحمومة لإقامة علاقات بين إسرائيل والسعودية، لخدمة المصالح الكونية للإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة، ولتصفية القضية الفلسطينية في خدمة إسرائيل والصهيونية العالمية، الأكثر تشددًا”.
وأشارت المتابعة “بقلق شديد إلى الموقف السعودي الذي يقفز وفق ما يصدر عنه مؤخرًا من تصريحات، عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وعن قرارات الشرعية الدولية، ويقفز حتى عن المبادرة العربية التي صاغتها السعودية بذاتها”. وأكدت لجنة المتابعة أنه “لن يكون استقرار ولا أمن ولا سلام في المنطقة، إلا بإحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإنجاز حقة في العودة وتقرير المصير”.