إطلاق حملة توعية تحذيريّة من السوق السوداء
أطلقت غرفة الطوارئ لمكافحة الجريمة والعنف في المجتمع العربي بالشراكة مع مركز الطوارئ للدعم والمعلومات للمجتمع العربي، حملة التوعية من السوق السوداء بعنوان “السوق السوداء مش الحل”، اليوم الأحد 28 كانون الثاني/ يناير 2024، عبر عدد من المنصات الإعلامية المرئية والمسموعة وشبكات التواصل الاجتماعي، وكذلك لوحات إعلانية في الشوارع.
وتهدف هذه الحملة إلى رفع مستوى الوعي لدى المواطنين العرب من خطورة اللجوء إلى السوق السوداء والمصادر غير المشروعة للاقتراض، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد عموما والمجتمع العربي على نحو خاص، بسبب الأوضاع الأمنية المركبة التي تترافق مع الحرب؛ كما تهدف الحملة إلى تسليط الضوء على مخاطر الانزلاق إلى دائرة استهداف المنظمات الإجرامية.
بسبب الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها العديد من المصالح بسبب حالة الطوارئ، تتعزز المخاوف من تصاعد الجريمة من جراء إمكانية انتعاش السوق السوداء، التي غالبا ما تسيطر عليها منظمات إجرام أو جهات تستعين بمنظمات إجرام لتحصيل أموالها في حال تأخر التسديد، علما بأن المجتمع العربي يبقى الضحية الأكبر بسبب اعتماد اقتصاده على الشركات الصغيرة التي تتضرر من أي أزمة عابرة.
تأتي الحملة للتأكيد على أن “السوق السوداء مش الحل، السوق السوداء هي المشكلة”. وتستعرض الحملة، التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع العربي، معلومات توضح آلية عمل السوق السوداء وخطورة التعامل معها، والتبعات المترتبة على اللجوء إلى هذا العالم والتي قد تمتد إلى التورط بعالم الجريمة المنظمة.
وتؤكد المحامية راوية حندقلو، مديرة غرفة الطوارئ لمواجهة الجريمة والعنف في المجتمع العربي، المنبثقة عن اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، أن “السوق السوداء تعتبر من بين العوامل الرئيسية التي تساهم بشكل كبير في توسيع نطاق وخطورة الجريمة في المجتمع العربي، نسعى من خلال هذه الحملة إلى رفع مستوى الوعي لتقليص اعتماد المجتمع العربي على السوق السوداء كمصدر للقروض في إطار جهود مكافحة الجريمة، إلى جانب الجهود التي تبذل لتوفير البدائل ومعالجة التحديات التي يواجهها المجتمع العربي في هذا السياق”.
من جهته، عقب مركز الطوارئ للدعم والمعلومات في المجتمع العربي أن “الحملة الإعلامية ضد ظاهرة السوق السوداء في المجتمع العربي تأتي في أعقاب التآكل الاقتصادي الذي يعاني منه المجتمع العربي بسبب الحرب وفترة الطوارئ. إلى جانب هذه الحملة عمل مركز الطوارئ حملات مختلفة هدفها منح المواطنين العرب أدوات للمساعدة الاقتصادية، سواء للعائلات أو أصحاب المصالح التجارية؛ تجدر الإشارة إلى أن المجتمع العربي يعاني من نسبة فقر مرتفعة مقارنة بالمجتمع اليهودي”.
ويشير مركز الطوارئ أيضًا إلى أن “سوق العمل في البلاد تعرض أيضًا لضرر شديد في أعقاب 7 أكتوبر، لكن الضرر الذي لحق بالمجتمع العربي أعلى بكثير من المعدل العام؛ وفقًا لتقرير” نبض سوق العمل” لشهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي الصادر عن خدمة التوظيف، فإن نسبة الباحثين عن عمل في المجتمع العربي بلغ حوالي 17% مقابل حوالي 5% في المجتمع اليهودي. وبالمقارنة بين المعطيات الصادرة في كانون الأول/ ديسمبر وتلك الصادرة عشية الحرب، في أيلول/ سبتمبر، ارتفعت معدلات البطالة في المجتمع العربي بثلاثة أضعاف من 5.6% إلى 17%. إضافة إلى ذلك: بدأت العودة التدريجية إلى سوق العمل في المجتمع الإسرائيلي عموما، بنسبة وصلت إلى 8% شهريًا من الباحثين عن عمل، مقارنة بحوالي 0.5% فقط في المجتمع العربي”.