خلال “عيد الفطر” في 10 نيسان: استعدادات يهوديّة لـ”ذبح البقرات الحمراء” قبالة الأقصى تمهيدًا لإقامة “الهيكل”
بعد أن أتمت “البقرات الخمس” التي جلبها الكيان الإسرائيلي العام الماضي من ولاية تكساس الأمريكية “سنها الشرعي” الذي يسمح بذبحها ونثر رمادها قبالة المسجد الأقصى المبارك، وفق المعتقدات اليهودية، تعتزم “جماعات الهيكل” المزعوم التحضير لإقامة طقوس ذبحها في العاشر في نيسان/ أبريل الجاري.
وتقتضي تعاليم الشريعة اليهودية حرق “البقرة الحمراء” في منطقة جبل الزيتون بطقوس وأدوات معينة ومن ثم نثر رمادها قبالة المسجد الأقصى، إيذانًا ببدء طقوس إقامة “الهيكل الثالث” المزعوم، والتجهيز لاقتحام ملايين اليهود للمسجد.
ويعتقد غالبية الحاخامات اليهود أن “دخول أي يهودي للأقصى يُعد خطيئة وأمرًا محظورًا ما لم يتطهر برماد البقرة الحمراء”.
وتعوّل “جماعات الهيكل” المتطرفة على أن إقامة طقس “التطهر بالبقرة الحمراء” يمكن أن يفتح المجال لمئات آلاف اليهود المتدينين لاقتحام الأقصى، والذين يمتنعون عن ذلك اليوم التزامًا بالمنع الحاخامي الرسمي.
والأربعاء الماضي، عقد ما يسمى “معهد الهيكل” مؤتمرًا خاصًا، لمناقشة التحضيرات الدينية لإقامة طقوس ذبح البقرة الحمراء التي تهدف للتطهر من “نجاسة الموتى”، لتتجاوز من خلاله المنع المفروض من الحاخامية الكبرى على اقتحام الأقصى، بسبب “عدم توفر شرط الطهارة”.
مضاعفة الأخطار
الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول، إن “جماعات الهيكل” تعتزم إقامة طقوس ذبح “البقرات الحمراء” في الثاني من نيسان الجاري وفق التقويم العبري، والذي يوافق العاشر من أبريل، ويتزامن مع عيد الفطر المبارك، بعدما استوفت الشروط المطلوبة.
ويشترط وفقًا لتعاليم الشرعية اليهودية، ألا يقل سن البقرات عن عامين وشهرين لأجل ذبحها والتطهر برمادها، خاصة أن 95٪ من اليهود يلتزمون بفتوى الحاخامات.
ويوضح أبو دياب أن ذبح هذه البقرات من شأنه مضاعفة الأخطار المحدقة بالأقصى وأعداد المقتحمين ليس من الجماعات المتطرفة فقط، بل سيصبح لكل اليهود “الحق” في اقتحام المسجد وأداء طقوسهم التلمودية داخله.
ويضيف أن “ذبح البقرات حسب المعتقدات اليهودية والطائفة الإنجيلية الصهيونية سيقرب مجيء المسيح المخلص، لذلك يدعمون هذه الفكرة وتنفيذها، كونها تُمهد لهدم الأقصى وإقامة المعبد الثالث المزعوم”.
وتستغل “جماعات الهيكل”- وفقًا للباحث المقدسي- الأوضاع الحالية والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتسليط الضوء إعلاميًا وعالميًا عليها لأجل تنفيذ هذه الخطوة.
ويشير إلى أن المتطرفين وبعض أعضاء حكومة الاحتلال يستغلون تراخي الأمة العربية والإسلامية وتخاذلها في دعم الفلسطينيين والوقوف إلى جانبهم، وخاصة خلال الحرب على غزة، ويظنون أنهم إذا نفذوا أي عمل من شأنه تغيير الوضع القائم في الأقصى وفرض وقائع تلمودية فيه، وتقسيمه، لن يكون هناك من يقف في وجههم.
و”هذه النظرية تُخالفها شرطة الاحتلال، كونها لا تريد تصعيد الأوضاع وانفجارها سواء في فلسطين أو الشارع العربي والإسلامي، لما للقدس والأقصى من خصوصية ومكانة مهمة لدى المسلمين، لذلك تحاول منع الجماعات المتطرفة من إقامة طقوس ذبح البقرات”، وفق أبو دياب
تفجر الأوضاع
ويحذر أبو دياب من مخاطر إقدام “جماعات الهيكل” على تنفيذ الخطوة، التي تتزامن مع ثاني أيام عيد الفطر، كونهم يُعدون العدة ويظنون أن الفرصة مواتية للانقضاض على المسجد الأقصى، مع وجود حكومة يمينية متطرفة.
وفي شباط/ فبراير الماضي، نشر “معهد الهيكل” أثناء الحرب على غزة، إعلانًا طلب فيه كهنةً متطوعين لتدريبهم على طقوس “التطهر بالبقرة الحمراء”، ووضع شروطًا خاصة للمتطوعين.
ورغم عدم نشر الجماعات المتطرفة حتى الآن دعوات رسمية لإقامة تلك الطقوس، إلا أن المؤتمر الذي عقد الأربعاء الماضي يأتي في إطار عدة خطوات تمهيدية جرى رصدها تنبئ بجدية التحضير لهذا الطقس سواء في يوم عيد الفطر أو في أي وقت بعده.
ويقول الباحث المقدسي: “إذا أقدموا على هذه الخطوة فإن الأمور ستنقلب رأسًا على عقب، وستكون القدس على موعد مع تفجر الأوضاع”.
ويؤكد أن السماح لأعداد كبيرة من المستوطنين واليهود باقتحام المسجد الأقصى سيصاحبه فرض قيود وتضييقات مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين إليه، وعدم السماح لهم بدخوله تمامًا في أوقات الاقتحامات، ما يعني تقسيمه زمانيًا ومكانيًا وتكريس “الوجود اليهودي” فيه.