ثورة في المواصلات: من تل أبيب إلى حيفا في نصف ساعة فقط

في خطوة توصف بأنها ستُحدث ثورة في أنماط التنقل في إسرائيل، صادق اليوم الخميس وزارة المالية على تحويل 300 مليون شيكل لوزارة المواصلات، بهدف تسريع تنفيذ مشروع “مسارات الساحل”، الذي يتضمن إنشاء سكك حديدية مزدوجة وسريعة تربط حيفا بتل أبيب في زمن لا يتجاوز 30 دقيقة.
المشروع، الذي يشمل نحو 70 كيلومترًا من السكك الكهربائية السريعة بين “حوف هكرمل” في حيفا ومنطقة “شفايم”، يشكل المرحلة الأولى من خطة وطنية واسعة تهدف إلى ربط شمال البلاد بجنوبها عبر شبكة قطارات متطورة تمتد من كريات شمونة حتى إيلات. القطارات ستسير بسرعة تصل إلى 250 كلم/ساعة، ما سيجعل التنقل بين المدن المركزية أسرع من أي وقت مضى.
وتمت الموافقة على ميزانية ضخمة تبلغ 15.5 مليار شيكل للمشروع، لتكون أكبر ميزانية لمشروع بنية تحتية في تاريخ “قطارات إسرائيل”، والتي تشمل مضاعفة المسارات بين حيفا، تل أبيب وبئر السبع، مما يتيح تقليص زمن السفر إلى 30 دقيقة فقط بين هذه المدن.
خطة جوهرية
الوزيرة ميري ريغف، التي تقود الخطة، وصفت المشروع بأنه “خطوة جوهرية في الثورة المرورية” وأكدت أن الهدف هو الوصول إلى 300 مليون رحلة قطار سنويًا بحلول عام 2040 – أي خمسة أضعاف الرقم الحالي. “الوصول من حيفا إلى تل أبيب في نصف ساعة لم يعد حلمًا، بل هدف قريب المنال”، قالت ريغف، مؤكدة أن هذه القفزة في البنية التحتية ستقلل الاعتماد على السيارات الخاصة، وتقلص الازدحام المروري والخسائر الاقتصادية الناتجة عنه.
المدير العام لوزارة المواصلات، موشيه بن زاكين، شدد على أن المشروع “سيفرض تغييرًا جذريًا على خريطة المواصلات في إسرائيل”، ولفت إلى التزام الوزارة بإزالة كل العوائق لضمان تنفيذ سريع وفعّال، قائلًا: “نحن نضع حجر الأساس لمهمة وطنية كبرى: فك الازدحامات على الطرقات”.
اهداف المشروع
المشروع يهدف أيضًا إلى تعزيز الربط بين الأطراف والمركز، ما من شأنه تقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية، وتوسيع فرص العمل، التعليم والسكن. كما أنه سيسهم في خفض تكاليف المعيشة وتحسين جودة البيئة عبر تقليل الاعتماد على الشاحنات وزيادة استخدام القطارات لنقل البضائع.
يُذكر أن هذه القفزة التكنولوجية تأتي بالتوازي مع تطوير قطارات كهربائية من طراز “سيمنس DDEMU”، والتي ستستخدم في هذه المسارات الجديدة لتقديم تجربة سفر نظيفة، صامتة، وآمنة.