“يديعوت أحرونوت”: عودة لا يستبعد انضمام المشتركة إلى حكومة وسط – يسار برئاسة غانتس!
كشفت صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية عن استعداد عضو الكنيست المحامي أيمن عودة (الجبهة) رئيس القائمة المشتركة للدخول بعد الانتخابات في ائتلاف حكومي للوسط واليسار، إذا ما استجاب حزب “أزرق – أبيض” والأحزاب الأخرى إلى سلسلة من المتطلبات الأساسية المتعلقة بالعرب والعملية السياسية.
وجاء ذلك في مقابلة مع أيمن عودة أجرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت”، والتي ستنشر غدا الجمعة في “ملحق السبت”.
وذكرت الصحيفة أن عدم استبعاد عودة انضمام المشتركة إلى حكومة وسط – يسار برئاسة “غانتس” يمثل استعدادًا لتغيير تاريخي، حيث أن الأحزاب العربية انضمت سابقًا إلى كتلة حاسمة وشبكة أمان للحكومة، لكنها بقيت دائمًا خارج الائتلاف والحكومة. ويقدر عودة أن احتمال تنفيذ الاقتراح بعد الانتخابات المقبلة ضئيل، لكنه ذو أهمية كبيرة كـ”بيان نوايا”.
وأشارت “يديعوت أحرونوت” أن عودة قد اختار الامتناع عن التشاور قبل المقابلة مع شركائه في القائمة المشتركة التي تتألف من أربعة أحزاب: الجبهة، العربية للتغيير، العربية الموحدة والتجمع. ووفقًا لفحص أولي، ستواجه دعوته بمعارضة قوية من جانب الأحزاب الأربعة، بما في ذلك حزبه الجبهة، ويقول عودة إنه يرحب بالنقاش.
قرار عودة الذي لا يقل أهمية عن مضمون تصريحاته، بحسب الصحيفة، يأتي على خلفية انتخابات أبريل، التي انخفضت نسبة الناخبين العرب إلى 49 في المائة. ووفقا لآخر استطلاعات الرأي، فإن الإقبال المتوقع في الانتخابات القادمة سيكون مشابها، وإذا كانت هناك زيادة في المشاركة، فستكون صغيرة. كما أن الناخبون العرب، وخاصة الشبان، يمتنعون عن الوصول إلى صناديق الاقتراع لأنهم يشعرون أن صوتهم ليس له أي تأثير عملي. وهم لا يريدون لممثليهم الجلوس الأبدي في المعارضة. بالإضافة إلى أجندتهم المدنية التي تركز على المشاكل اليومية للوسط العربي. وفي موقفه هذا، يعرض عليهم عودة الأمل في التأثير، من خلال الارتباط مع معسكر سياسي كبير يمكنه دمجهم في السلطة. على حد تعبير الصحيفة.
وبينت “يديعوت أحرونوت” أن عودة قد وضع أربعة مطالب يعتقد أنها ستهيئ العرب للدخول في الائتلاف وهي: التخطيط والبناء: تجميد هدم المباني وتبييض المباني المقامة على الأراضي ذات الملكية الخاصة، وإلغاء قانون كامينيتس الذي فاقم العقوبة على مخالفات البناء، وبناء مدينة عربية. العنف: جمع الأسلحة من الجمهور، وتنظيم حملات لمكافحة منظمات الجريمة، وإنشاء فريق وزاري مشترك لمكافحة الجريمة. الرعاية الاجتماعية: بناء مستشفى عام في مدينة عربية، ورفع معاشات الشيخوخة، وزيادة الميزانية لملاجئ النساء اللائي يتعرضن للعنف. سياسي: استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وإلغاء قانون القومية. ويقول عودة: “لن نكون شركاء في الحكومة إلا إذا لم يعد المواطنون العرب مواطنين من الدرجة الثانية”.
وجاء أيضا في التقرير أن هناك ثلاثة حواجز تفصل بين القائمة المشتركة وكتلة يسار الوسط. الأول، هو الانضمام إلى كتلة مانعة: هناك اتفاق على ذلك. الحاجز الثاني هو توصية الرئيس بشأن المرشح لرئاسة الوزراء: التجمع يعارض ذلك وعودة يؤيد. وبعد نقاش الموضوع في قيادة القائمة، تم الاتفاق على انتظار مكالمة هاتفية من غانتس وعندها الاجتماع واتخاذ القرار. يعتمد هذان القراران على العرب فقط. الحاجز الثالث، هو الانضمام إلى الائتلاف، وهو الأكثر صعوبة – والمطلوب هنا إبداء الاستعداد من كلا الجانبين.
وقالت الصحيفة إنه بعد انتخابات أبريل، خلص حزب “أبيض – أزرق” إلى أنه كان مخطئًا في تعامله مع الناخبين العرب. وتم فتح 50 فرعا للحزب في الوسط العربي، وبدأ غانتس سلسلة من المحادثات مع عودة وأحمد طيبي. وكان كلا الجانبين على اقتناع بأنه يمكنهما التعاون. إلى جانب قرار غانتس، على الرغم من معارضة يعلون، السماح لعودة بالتحدث في المظاهرة ضد نتنياهو التي جرت في ساحة متحف تل أبيب، ساهم في تعزيز الثقة. بعد ذلك تمت مقابلة غانتس على قناة عربية على الإنترنت. وعلى الرغم من أن نتنياهو هاجمه، إلا أن غانتس لم يتلكأ، ورد عليه، وقد سجل أعضاء الكنيست العرب ذلك أمامهم.
مراهقة سياسية!!
وتعليقا على تصريحات أيمن عودة يقول الكاتب وصحافي المختص بالشأن الإسرائيلي نضال وتد: إن العرب لن يكسبوا شيئا من ابداء استعداد للانبطاح تحت اقدام غانتس او انتظار اتصاله بهم، المراهقة السياسية والسعي وراء عنوان رئيسي في مطبوعة إسرائيلية سيضر أكثر مما يفيد.
ويضيف: اشتراط الارتماء في أحضان غانتس بشروط يدرك صاحبها أن نجوم السماء أقرب الى غانتس من أصحابها هو محاولة تذاكي لا غير لتبرير نشر مقابلة تحمل فرقعات اعلامية موهومة لأنها اصلا لا تأتي بجديد.
ويتساءل وتد: هل غاب عن مفكري واستراتيجي حملة المشتركة أن اسقاط نتنياهو يلزم عدد صغير من النواب العرب وعدد أكبر لليسار الصهيوني؟ ولماذا تمنح نتنياهو سلاحا ماضيا ضد من يبدي رئيس المشتركة استعدادا للتحالف معه؟ هل يمكن لحزب عربي او غالبية مصوتيه من العرب أن يعتبر بكل جدية امثال يعالون وهاوزر وهندل من الوسط. إذا كان النائب ايمن عودة يقبل بهذا التصنيف لهؤلاء فهذه مصيبة!!!
هذا ما كنا نخشى منه!!
من جهته، عقب الدكتور إبراهيم خطيب؛ الباحث في العلوم السياسية بالقول: هذا ما كنا نخشى منه!! خطاب الخدمات والتأثير يجُرنا للانغماس في الأسرلة ويجعلنا كجزء من مكونات المجتمع الاسرائيلي (كالحريديم مثلاً) التي تسعى للحصول على امتيازات كمكون طبيعي من المجتمع الاسرائيلي. هذا خطاب سيجرنا بعد حين لنقاشات تصل لتجنيدنا في الجيش وسلخنا عن هويتنا الفلسطينية.
وقال أيضا: نحن فلسطينيين لنا خصوصية ولسنا إسرائيليين لنا خصوصية. أُدرك تماماً أن هذا الخطاب الداعي للانضمام للحكومة (ولو بشروط أو بشعار) نابع من محاولة التأثير والشعور بالقيمة السياسية الذي يريد بعض الناس تحقيقه. ولكن واجب القيادات زرع إمكانية التأثير والشعور بالقيمة وأن يكون ذلك غير مرتبط بانغماسنا بالمجتمع الإسرائيلي ومشروعه، بل منبثق من مشروع جماعي منا مبني على أننا أصحاب البلاد ويكون مشروع متكامل وخطوات عملية عليه ويتم تعبئة الناس حوله ويناضلوا من أجله وهنا سيشعر الناس بواجب العمل والتأثير ولكن وفق مشروعنا الوطني.