الأخبار الرئيســـيةباقة وجتقبسات إخبارية

جت: جمعية “كيان” النسوية تردّ على بيان أئمة المساجد بخصوص “مساق الجنسانيّة”

أئمة المساجد: “سنتصدى لأي نشاط مخالف لديننا دون الحاجة لاجتماع آخر”
جمعية سند: ” المساق فُهم بشكل خاطئ، نعتذر عن اللبس الحاصل وسنبذل جهودنا لخدمة أهلنا”
الشيخ حسام أبو ليل: “يجب التصدي لهذه الدعوات ومنعها، والتحذير من خطرها”
رئيس المجلس المربي خالد غرة: “نشكر الأئمة لموقفهم الحازم ولا نقبل أي مساس بديننا”

ورد صحيفة وموقع القبس بيان من جمعية كيان (تنظيم نسوي) ردّا على بيان أئمة المساجد في جت، بعد اجتماعهم بمسؤولين في جمعية سند بشأن إلغاء “مساق الجنسانية” والذي أثار عاصفة قوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى المستوى المحلي.

وجاء في بيان الجمعية: “بلغنا أن في قرية جت اضطرت جمعية سند لإلغاء مساق تعليمي في موضوع الجنسانيّة، بعد أن أصدر أئمّة المساجد في البلدة بيانًا لا يخلو من التحريض والتخوين، يطالب بإلغاء البرنامج لأن محتواه يتناقض مع تعاليم الإسلام، بحسب زعمهم ويفسد أخلاق الشباب. كما يتهم البيان الجمعية بخدمة أجندات أجنبيّة مشبوهة، بدليل حصول الجمعية على تمويل أجنبي.

جدير بالذكر أيضا أن البيان نجح بإثارة عاصفة كراهيّة وتخوين على صفحات الفيسبوك موجّهة إلى الجمعيّات النسويّة والمثليّين. نتساءل في هذا الصدد من يا ترى أوهم أئمة المساجد بأنهم أوصياء على الأخلاق؟ أو أنهم أحرص على شبابنا من المؤسّسات الناشطة في مجال رفع الوعي. ومن فوّضهم بإسقاط رؤيتهم للشريعة الإسلاميّة على المشاريع المدنيّة وإجبارها على الالتزام بها؟ وما تفسير هذا التصدي العنيف لكل مشروع توعويّ أو فعاليّة والتجاهل التام للكوارث الحقيقية التي يواجهها مجتمعنا من إجرام منظّم واحتلال استيطاني يبلع الأخضر واليابس وعنف عام وفساد على جميع المستويات؟ كل هذا لا يتناقض مع تعليم ديننا الحنيف ولا يفسد أخلاق الشباب؟!”.

وتابع البيان: “ثم مَن يتلقّى أجره من وزارة الأديان الإسرائيلية وتمويلا من دول عرفت بإثارة الفتن والنعرات الطائفية وتمويل الحروب الأهلية في العالم العربي، كيف له أن يعاير جمعية بتمويلها الأجنبي؟! ظاهرة التشهير والتحريض على المؤسّسات الحقوقية والنسويّة والتربويّة وظاهرة القمع الظلامي عامّة زادت عن حدّها ويجب إيقافها قبل فوات الأوان. إذا أردنا أن نحرز أي تقدم نحو الخروج من مستنقع التخلّف، فلا بد أن نتحرر من كل قبضة تحاول سحبنا إلى الخلف. لن يصلح حالنا إذا استمر قمع الفنون والكتب والآراء والبرامج التربوية باسم الدين والأخلاق، وإذا سكتنا على تخويف كل مبادرة وابتكار، وإذا تجاهلنا الجهات التي تقف سدّا بين مجتمعنا وبين أي محاولة لتجديد الخطاب والارتقاء بالفكر وتلبية احتياجات الجيل الجديد من توعية اجتماعيّة وتربية جنسيّة”.

وختم البيان: “إن ما يعانيه مجتمعنا من عنصريّة وتضييق من جهة الدولة كافٍ ولا ينقصنا احتلال فكريّ وإقصاء. الوحدة والوقفة الثابتة الواثقة في وجه كل محاولة لتضييق هامش الحريّة الصغير المتبقي لنا في بلادنا، هي مطلب الساعة”.

وقد جاء في بيان الأئمة الذي وصل صحيفة وموقع القبس نسخة منه:
“في يوم الجمعة الاخير 7.2.2020 خرج ائمة المساجد في جت المثلث ببيان مشترك كجزء من خطبة موحّدة المضمون، تضمنت الحديث عن الاجتماع الذي حصل بين الائمة وبعض الغيورين مع جمعية سند، إثر اعلان الأخيرة عن “مساق الجنسانية”، وجاء في البيان المشترك الذي تلاه الخطباء في جت من على منابر المساجد، ما نصّه:
“اجتمع الائمة وبعض الاخوة المؤمنين الغيورين وادارة جمعية سند: الاثنين بعد العشاء 27-1-2020 لبحث موضوع مساق الجنسانية الذي تبنته وأعلنت عنه الجمعية، وقد بين الائمة لادارة الجمعية ما يلي:
-1 مساق الجنسانية المشار اليه يتضمن ابحاثا تناقض الإسلام واحكامه، كالمثلية وما شابهها، وهو خطر على أهلنا وابنائنا وبناتنا، وينبغي الغاؤه.
-2 بينا ان من يتلقى مساعدات وهبات مالية من جمعيات او مؤسسات في أمريكا وبريطانيا.. فإنه يكون عندنا مشبوها متهما بخدمة اجندات لغير المسلمين، [ميبي] فهم لا ينفقون المال نصرة للاسلام.
-3 بينا ان الله تعالى حذر في كتابه من الفاحشة واشاعتها فقال عز من قائل: “ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة..”. هذا الوعيد لمن يحبون، فكيف يكون حال من يبرمج لتعليم الفاحشة ويعمل على نشرها…
-4 بينا انه إذا اجتَمَع الحلالُ والحرامُ غُلِّبَ الحرامُ
“لو اشْتَبَهَتْ مَيْتَةٌ بمُذكَّاةٍ لم يَجُزْ تناوُلُ شيء منها”
وتابع البيان: “إثر هذا قررت إدارة سند الغاء مساق الجنسانية، ووعدوا بأنهم لن يقوموا مستقبلا بأي نشاط يتضمن ما يخالف ديننا. وذكرنا لهم انه اذا حصل فسيتصدى الائمة والغيورون له دون الحاجة الى اجتماع اخر”. إلى هنا نص البيان.
وفي جولة سريعة لخطب الجمعة للأئمة، فقد كانت المحاور الرئيسية للخطب في مجموعها بشكل عام، على النحو التالي:
– بيان الائمة في ما يخص الاجتماع، والغاء مساق الجنسانية.
– التحذير من فساد الغزو الفكري الغربي.
– التحذير من خطر مشروع ميبي للسفارة الامريكية (احد شركاء جمعية سند).
– التحذير من اتفاقية سيداو التي يدعو لها مشروع ميبي.
– التحذير من فكرة الجندر المستوردة. رسائل وتوجيهات. رسالة شكر.

وبدورها، عقّبت “جمعية سند” لمراسل صحيفة وموقع القبس على القضية التي سببت جدلا واسعا في القرية، والتي وصلت خارجها، موجهة النداء للأهالي في جت:
“أهلنا الأعزاء، في الأيام السابقة نشرنا دعوة للاشتراك في مساق تعليمي الذي فُهم بشكل خاطئ وأثار نقاش إن دلّ على شيء إنما يدُل على فطنة وقلق أهل بلدنا على مستقبل البلد وشبابه. ورأينا في جمعية سند أهمية بالغة لهذا النقاش ولكن بأسلوبه وقنواته المناسبة. بناء عليه قامت الجمعية باجتماع طيب مع أئمة المساجد وبعض الاخوة في البلدة وأوضحت النقاط التالية خلال الجلسة:
1. التدريب المقترح ممول ذاتيا من خلال دفع رسوم الاشتراك وغير ممول من أي جهة خارجية.
2. التدريب المقترح يستهدف المستشارين والاخصائيين ممن انهوا اللقب الأول وليس للطلاب أنفسهم.
3. التدريب المقترح يهدف الى تقديم وسائل وأدوات في التعامل والحد من الظواهر السلبية التي تواجه مجتمعنا وليس للتشجيع عليها وكان من المخطط الأخذ بعين الإعتبار والتماشي مع قيمنا الدينية والاجتماعية.
4. الجمعية تسعى للحفاظ على النسيج الاجتماعي وعلى ديننا الحنيف وقد دعت لفهم القضية قبل التشهير بالجمعية والإساءة لأسماء اشخاص والنشر على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وتابعت الجمعية بقولها: “بعد جلوسنا مع أئمة المساجد الأفاضل في قرية جت، والذين بدورهم قاموا بإيضاح وجهة نظرهم بما يخص المساق المعلن عنه والتي تنص على وجود مخالفات وموانع شرعية من إقامته، فإننا ومن منطلق ثقتنا بالأئمة الافاضل ومن باب دفع الشبهات قد رجّحنا رأيهم وقمنا بإلغائه بدون تردد”.
وأوضحت الجمعية في تعقيبها: أنه “بالإضافة إلى ذلك، بعد خطبة الجمعة الموحدة بتاريخ 7.2.2020 نود توضيح بعض النقاط التالية:
-1 جمعية سند تعمل وفق اجندة واضحة وبرنامج واضح وهي التي تحدد سياساتها وبرامجها من خلال مجلس إدارة مستقل ومحلي من أشخاص معروفين في نهجهم وقيمهم، وهذا المجلس يعمل وفقا لمصالح مجتمعنا وقضاياه بما يتلاءم مع احتياجاته، لا يتلقى توجيهات أو شروط من أي طرف كان.
-2 جمعية سند هي التي تحدد مشاريعها ومن ثم تبحث لها عن تمويل. سند حتى الآن ليس لديها أي مصدر تمويل ثابت، وهي ترسل مقترحات المشاريع لكل من يمكنه أن يمول نشاطها كما هو مخطط له من قبل الجمعية، وذلك من خلال الصناديق المختلفة، السلطات المحلية والوزارات. كما وحاولت الجمعية عدة مرات جمع تبرعات محلياً بعد عرض مشاريع ناجحة ولكن الدعم من المجتمع لم يكن كافياً. لذلك فإننا نتلقى الدعم من صناديق مختلفة ما دام هذا الدعم يخدم اهدافنا ولا يحتوي على أية شروط. ولكننا لن نيأس ولدينا خطة من شأنها بتوفيق الله أن تساعدنا اذا نجحت على زيادة نسبة التبرعات المحلية بشكل تدريجي للوصول في نهاية المطاف الى اكتفاء محلي وذاتي.
-3 ميبي كانت بالنسبة لسند صندوق يمكن لأي مؤسسة ان تتقدم له بمشروع اجتماعي كباقي الصناديق الأخرى التي تدعم مشاريع اجتماعية.
-4 صندوق ميبي دعم مشروعاً لسند في عام 2016 يهدف دعم الطلاب الأكاديميين من خلال المنح الدراسية بمشاركة مجلس جت المحلي وبلدية باقة الغربية. من خلال المشروع قام الطلاب بنشاطات تطوعية لفائدة المجتمع في باقة وجت. كان هذا المشروع ناجحا جدا والطلاب وأهاليهم على إطلاع كامل بمجرياته، يمكن التوجه إليهم وسؤالهم عنه وهنالك فيديوهات توثقه يمكن الاطلاع عليها بصفحة الجمعية. كما أن تمويل المشروع تم من خلال كلية القاسمي للهندسة والعلوم والتي تلقت الدعم من صندوق ميبي وقامت بدورها جمعية سند بالمشاركة في تفعيله كمزوّد خدمات لهذه المؤسسة. كان هذا آخر دعم تلقّته جمعية سند من صندوق ميبي.
-5 تعتذر جمعية سند عن اللّبس الحاصل وممن شعر بالإساءة جراء ذلك من أهلنا.
-6 الجمعية ستبذل كل الجهود خدمة لأهلنا في مجالاتها العملية المختلفة ونسأل الله لنا ولكم التوفيق معا بما فيه الخير للمجتمع”.

بدوره، حذر الشيخ حسام أبو ليل رئيس حزب الوفاء والإصلاح من أي عمل ينبع من اي جمعية أو شخصية من شأنها أن تسيء لأبنائنا ومجتمعا، حيث قال لصحيفة القبس معقبا: “نحن فلسطينيون وعرب ومسلمون، لنا حضارتنا وقيمنا وثوابتنا وهويتنا، التي سمت بها أمتنا ونعتز بها، وهذا لا يروق لأعداء الفضيلة فيتجندون ليل نهار ويرصدون الميزانيات الكبيرة ليحرفوا شبابنا ومجتمعنا عبر جمعيات وشخصيات تحمل أجندات وتوجهات مشبوهة مدفوعة غربيا لينشروا الفساد الأخلاقي كالشذوذ والزنى والإلحاد والتمرد على القيم بادعاء الحرية، لأنهم يعرفون تماما أن هذه القيم الأخلاقية سر نهضتنا وقوتنا وتميزها”.
وتابع قوله: “ولذلك نرفض هذه الدعوات تحت أي مسمى ونشكك في نواياهم الخبيثة، ولا يجوز تمكينهم أو التعاون معهم وخاصة المؤسسات الرسمية، بل يجب التصدي لهذه الدعوات ومنعها، والتحذير من خطرها”.

أما رئيس مجلس جت المحلي المربي خالد غرة قال معقبا عن هذه القضية: “قبل اجتماع المسؤولين في جمعية سند مع أئمة المساجد الذي عُيّن لاحقا، كنت قد تواصلت مع المسؤول حينها عدة مرات، وأبديت رأيي المعارض بالموضوع، وحثثته على أن يلغي الأمر ويتراجع عنه، إلا أنه وبعد تعيين الجلسة مع الأئمة، وتم اتخاذ القرار، فكان قرارهم ملزم بالنسبة لي، فأنا لا أقبل أن يكون أي مساس بالدين الإسلامي وتعاليمه ومبادئه وأخلاقه في مجتمعنا، فنحن مجتمع محافظ، نلتزم بتعاليم ديننا، وخلق الإسلام”.
وتابع: ” نحن كمجلس محلي نعارض مثل هذه الأمور جملة وتفصيلا، ونأمل من المسؤولين في الجمعية أن ينتقوا المساقات الصحيحة التي تعود بالمنفعة على مجتمعنا، ولا ننسى أن نشكر الأئمة لموقفهم الحازم ونسادهم مساندة مطلقة ونقف وراءهم، وعلى الجمعية أن تبتعد عن كل ما هو مشبوه”.
أما بخصوص الدعم للجمعية التي كانت تتلقى دعما من المجلس المحلي في السنوات السابقة، فقال: “في المجلس المحلي لجنة تسمّى “لجنة الدعم” وهي التي تنظر بأحقّية الجمعيات بحصولها على ميزانية ودعم مادي من قبل المجلس المحلي، فالمجلس يعمل على دعم الجمعيات التي تعمل لصالح المجتمع كجمعيات اجتماعية ودينية، أما بخصوص جمعية سند فسترى لجنة الدعم مدى أحقّية الجمعية للحصول على الميزانية أم أنه سيكون لها تحفّظ إزاءها”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى