ام الفحم: المئات في حفل توزيع منح الصندوق القُطري على اسم المرحومين “أحمد شريم ومريم سليمان”
جرى أمس الجمعة، توزيع منح الصندوق القُطري لدعم التعليم العالي على اسم المرحومين “أحمد شريم ومريم سليمان” على 335 من الطلاب والطالبات الجامعيين من مختلف البلدات العربية، بمنحة قيمتها 3 آلاف شيكل وميزانية سنوية للصندوق تبلغ مليون و200 ألف شيكل.
جاء ذلك في احتفال، استضافته قاعة “تل المرح” في قرية عارة، بحضور المئات من الطلاب والطالبات الجامعيين المستحقين للمنحة إلى جانب مشاركة العديد من الأهالي وبحضور أعضاء مجلس أمناء الصندوق وشخصيات اعتبارية أخرى من مختلف البلدات العربية.
استهل الحفل بقراءة عطرة من القرآن الكريم للمقرئ الشيخ محمد مصطفى، فيما تولت إدارة الحفل المربية ابتسام اغبارية، مرحبة بالحضور وأشادت بمؤسس الصندوق الحاج مصطفى أحمد شريم وإخوانه على بصمتهم الخالدة في فعل الخير وإنشاء الصندوق صدقة جارية عن والديهم المرحومين الحاج أحمد مصطفى شريم والحاجة مريم سليمان.
وكانت الكلمة الأولى في الحفل، للسيد محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا، وترحم في مستهلها على المرحومين أحمد شريم ومريم سليمان مشيدا بمؤسس الصندوق الحاج مصطفى أحمد شريم.
وقال بركة “لا شك أنها مبادرة طيبة ومباركة لأنها تعطي للمكان الذي يجب أن يعطى فيه، وهو الاستثمار في الإنسان، ونحن كمجتمع فلسطيني في هذه البلاد مغيبون عن المساواة وحقوقنا في كل شيء ومنها التعليم والحق في كل شيء، ولم يبق في يدنا إلا سلاح العلم والرقي والتقدم لذلك هذه المنح تعطى تماما في المكان الصحيح وعليه نبارك للعائلة على هذه المبادرة”.
وتطرق بركة إلى أهمية القطاع الخاص حين يتفاعل مع الهموم العامة وفي مشاريع تخدم المجتمع كما في حالة صندوق التعليم.
وشدّد رئيس المتابعة على ضرورة الاستثمار في التنمية المستدامة داخل المجتمع العربي وضرورة التفاعل بين القطاع الخاص والقطاع العام.
ودعا رجال وسيدات الأعمال إلى أخذ دورهم في خدمة المجتمع العربي.
وختم بركة بالقول: “الأخ أبو أحمد يدعم إلى جانب الصندوق العديد من المشاريع وتحديدا في بلده أم الفحم، فله كل التحية وأتمنى لكم التقدم والخير على المستوى الشخصي والعام لأنه بأمثالكم يرتقي المجتمع”.
ثم كانت كلمة البلد المضيف للمحامي مضر يونس، رئيس مجلس عارة عرعرة، مشيدا بدوره، في مشروع الصندوق وبالقائمين عليه، وتحدث عن أهمية التشابك والتعاون بين صناديق دعم التعليم العالي والسلطات المحلية العربية لأجل المزيد من الارتقاء بدعم الطلاب العرب سواء في جامعات البلاد أو في الخارج.
وحيا يونس الحضور من طلاب وطالبات الجامعات وطالبهم بالاستمرار في تحصيل العلم حتى وصولهم إلى أعلى درجات النجاح.
ثم كانت كلمة مؤسس الصندوق ورئيس مجلس أمنائه، الحاج مصطفى أحمد شريم، ورحّب بداية بالحضور من الطلاب والضيوف وأعضاء مجلس الأمناء.
وقال: “نلتقي بكم اليوم لنرتقي في مجتمعنا، وفي أعمدة بناء مستقبل مجتمعنا في الداخل، نلتقي اليوم لنرتقي فيمن هم أصحاب رسالة العلم والتعلم، نلتقي بكم اليوم في هذا المقام ونحن نحتفل وإياكم في السنة السادسة عشر على انطلاق مسيرة الصندوق الذي هو عن روحي والدي المرحومين الحاج أحمد مصطفى شريم والحاجة مريم سليمان”.
وأضاف: “لقد مرّ على تأسيس صندوق التعليم العالي 16 عاما، ذلك الصندوق المستقل الذي لا ينتمي لأي فكر أو حركة أو حزب، ولا يميز بين طالب وآخر”.
وتابع شريم: “انطلق العمل في هذا الصندوق منذ عام 2004، وحتى اليوم، قمنا من خلاله بالوقوف مع أبنائنا الطلبة في أم الفحم والمنطقة، وقد ساهم خلال هذه المدة في تعليم أكثر من 2800 طالب وطالبة جامعية”.
وأردف: “وبعد التوجه لنا من أبناء مجتمعنا من الطلبة لتعميم فكرة الصندوق، ليصل خيره لكافة أبناء مجتمعنا، أقرّ مجلس الأمناء على نقل وتعميم وارتقاء الصندوق من المحلي إلى القطري، ابتداء من هذا العام، وذلك استجابة لنداء الواجب أمام أبناء شعبنا ومجتمعنا في الداخل من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب”.
وقال السيد مصطفى شريم إن “فكرة تعميم الصندوق والإرتقاء به من محلي خاص بأم الفحم إلى قطري عام لكل أبناء شعبنا، بعد أن منّ الله على أم الفحم بثلاثة صناديق محلية جميعها يعمل من أجل تعليم طلابنا في الجامعات”.
وأضاف: “ونحن في السنة السادسة عشر من عمر الصندوق أقر مجلس الأمناء ميزانية صندوق التعليم العالي لعام 2020 إلى مليون و200 ألف شيكل بحمد الله وفضله”
وأشار إلى أنه “لقد تقدّم أكثر من 1600 طالب وطالبة في طلبات للحصول على منحة من الصندوق ولقد أقرّ مجلس الأمناء توزيع 335 منحة لكل أبنائي الطلبة ممن يستجيبون لشروط المنحة وقد تم إقرار المنحة بقيمة 3000 شيكل لكل صاحب حق”.
وخاطب الحاج مصطفى الطلاب قائلا: “أنتم سفراء مجتمعنا في الجامعات والكليات، وأنتم سفراء مجتمعنا في داخل البلاد وخارجها، فمثّلونا خير تمثيل من الناحية التربوية والعلمية والأخلاقية”.
وشدّد بالقول “نحن لا نريد حملة شهادات تعلق على الجدران والحيطان، بل نريد خريجين يحملون هموم مجتمعهم وتعلق عليه الآمال ويسعون لتغيير الواقع نحو الأفضل”.
وشكر شريم في ختام كلمته “أعضاء مجلس الأمناء على عملهم الدؤوب، فلهم كل الشكر والتقدير بوركت أوقاتهم وبوركت جهودهم، كما لا بد من كلمة شكر لمدير صندوق التعليم العالي الأستاذ يوسف أبو شقرة الذي يعمل ليلا ونهارا لإنجاح مسيرة الصندوق خلال الستة عشرة عاما، بوركت أخي الحبيب يوسف على مجهودك وعطائك ولك كل الشكر والتقدير، كما أشكر من أرادوا أن تكون لهم بصمة خير في هذا الحفل الأخوة أصحاب تل المرح مشكورين”.
ثم كانت محاضرة، للدكتور غانم يعقوبي تناولت مستقبل التعليم العالي في الداخل الفلسطيني وضرورة الإرتقاء به على أكثر من صعيد، وعرض معطيات ومقاربات بين وضع التعليم عموما في البلاد وفي غيرها من البلدان في العالم.
وكانت الفقرة الختامية في الحفل، توزيع المنح، حيث جرى توزيعها على الطلاب عبر اعتماد نقاط توزيع تسلم فيها المنح على الطلبة بناء على أرقام تسلسلية أعطيت لهم من قبل إدارة الصندوق.
تجدر الإشارة إلى أنه جرى عرض فيلم قصير عن مسيرة الصندوق خلال 16 عاما في مدينة أم الفحم وقراها والمشاريع الأخرى التي انبثقت عن الصندوق.
هذا وشهد الحفل فقرة نشيد للفنان أحمد خالد وفقرة كوميدية للفنان أيمن نحاس، كما كرّم الحاج مصطفى شريم كلا من السيد عمار يونس مدير متنزه “تل المرح” على استضافة الحفل والحاج عبد الرحمن محاميد، عضو سابق في مجلس أمناء الصندوق.