سؤال لعائض القرني: أين جُثة خاشقجي؟!
رفضت الكاتبة الأردنية إحسان الفقيه، التصريحات الأخيرة للشيخ السعودي، عائض القرني، التي هاجم فيها تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، متحدية إياه، أن يكشف مكان جثة الصحفي جمال خاشقي، التي أقرت السعودية بمقتله في قنصليتها بإسطنبول.
وقالت الفقيه، في مقال نشر الإثنين، بعنوان “أين الجُثّة يا عائض؟”، في صحيفة القدس العربي: “أحزنتني يا صاحب كتاب لا تحزن، عندما رأيتك تُلملم فضلات الاتهامات اليابسة التي كالها شانئو أردوغان وعفا عليها الزمن، لتُحذّرنا من احتمالية تنصيبه خليفة للمسلمين”.
وخاطبت القرني، قائلة: “لا تخف، عقلاء الأمة ينظرون إليه على أنه رئيس محافظ مخلص لوطنه، يسعى لرُقيّه وحفظ أمنه، ويتصرف إقليميًا ودوليًا بما يتفق مع مكانة دولته، التي اكتسبتها في عهده”.
وأضافت: “المُهم الآن: أين جُثة خاشقجي يا عائض؟ (..) وعندما كنتَ تثني على أردوغان، ألم تكنْ تعلم وقتها بوجود السفارة الإسرائيلية بأنقرة؟ ألم تكن تعلم بزيارته فلسطين المحتلة ولقائه شارون؟ ألم تكن تعلم بالمُسكرات والمُنكرات في بلده؟”.
وتابعت: “هذا سؤال عاملة المنزل، أما أنا فلدي الإجابة، وحديثي ليس موجهًا إليك بصفة شخصية كداعية – لأنني أعلم أنك مجرد بوق، ينقل للجماهير ما يريده ولي أمره، من باب إضفاء الصبغة الشرعية على توجّهاته – وإنما أريد بِرَدّي، ذلك الذي ينفخ في البوق”.
وقالت الفقيه: “أمَا وقد وصفتَ ولي أمرك بأنه قائد الأمة الإسلامية، ومُطبّق تعاليم الإسلام فإني أسألك ابتداءً: أين جثّة خاشقجي يا عائض؟”.
وأكدت أن “المتلون الحقيقي هو الذي أرسل كتيبة الإعدام لقتل صحافي من بلده داخل سفارة دولة أخرى، ثم خرج يكذب ويقول إنه قد غادر السفارة”.
وكررت الفقيه سؤالها للقرني قائلة: “أين جثة خاشقجي يا عائض؟”.(..) يا عائض.. ما زال السؤال ساخنا: أين جثة خاشقجي؟ ذكّرتني.. أين الجثة يا عائض؟”.
وأكدت الفقيه عدم صحة ما ذكره القرني بشأن تركيا من اتهامات، مضيفة: “من كان بيته من زجاج فلا يقذف الناس بالحجارة”.
وتابعت: “يشهد الله أني لا أحب مهاجمة حَمَلة العلم بالدين إجلالا لما يحملونه لا تقديسا لهم، ولكن لحمك ليس مسموما يا عائض، ولستَ فوق مستوى النقد، وكلماتي هذه ليست تقديسا لأردوغان، ولك حرية انتقاده، لكن ينبغي أن لا يكون السبيل إلى ذلك قلب الحقائق وتزييفها”.
وقبل أيام، وجه القرني في مقطع فيديو انتقادات لتركيا ورئيسها أوردغان، وزعم أنه كان “مخدوعا” في الرئيس التركي الذي اتهمه بمعاداة قضايا الأمة الإسلامية والمشاركة “في كل فتنة بالمنطقة وقتل المسلمين في سوريا واليمن وليبيا”، كما هاجم معتمرين أتراك؛ لأنهم هتفوا للمسجد الأقصى في “الصفا والمروة”.
وقتل خاشقجي، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية، في قضية هزت الرأي العام الدولي.
وبعد 18 يوما من الإنكار والتفسيرات المتضاربة، أعلنت الرياض مقتله داخل القنصلية، إثر “شجار” مع أشخاص سعوديين، وأوقفت 18 مواطنا ضمن التحقيقات، دون كشف عن مكان الجثة.