كورونا: الطلاب العرب العائدون من إيطاليا يواجهون ظروفًا سيّئة ومعاملة غير لائقة
أثارت التدابير المُتخذة، من قِبَل السلطات الإسرائيلية، لإعادة طلاب البلاد الذين يدرسون في إيطاليا، استياءَ وامتعاض الطلاب وأهاليهم كذلك؛ بسبب سوء الظروف التي أحاطت برحلة العودة إلى البلاد، والتي انتظرها الطلاب كي يتركوا الدولة الأوروبية الأكثر تضرُّرًا من وباء “كورونا” المستجد، والتي أعلنت اليوم، الثلاثاء، عن تسجيل 743 وفاة جديدة بالفيروس.
وعانى نحو 200 عائد للبلاد من إيطاليا، معظمهم من الطلاب، من ظروف سيّئة، ومن معاملة غير لائقة، في طريق عودتهم، ولا سيّما أنهم انقطعوا عن التواصل مع أهاليهم، والعالم الخارجي بسبب عدم توفر شبكة إنترنت تُتيح لهم ذلك، بالإضافة إلى عدم حيازتهم أرقامًا لشرائح الهواتف المُستخدَمة في البلاد.
وذكرت مواقع محلية عن طلاب كانوا من بين العائدين، أن التدابير السيئة، والظروف القاسية التي عانوا منها، شملت كل ما يتعلّق بطريق عودتهم بدءا من سوء وضع الباصات التي أرسلتها السلطات لتُقلّهم، وصولا إلى الظروف المحيطة بالحجر الصحي في أحد فنادق طبريا، والذي أُعِدّ لاستقبال العائدين من إيطاليا، كما أُعلِنَ عن ذلك في وقت سابق.
وقال أحد الطلاب العرب، الذين يخضعون للحجر الصحيّ في الفندق بطبريا: “في البداية، كانت الحافلات التي نقلت الطلاب من المطار إلى الفندق تتّصف بوضع أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه مزرٍ ومقزّز ومهين”، مُشيرا إلى أن الباصات التي أُرسِلَت؛ “لا تصلح لأنّ تقلّ الحيوانات، إذ أنها قديمة، ومهترئة وقذرة، ومنظرها لا يصدّقه عقل”، على حدّ تعبيره.
وأكمل الطالب: “إضافة إلى ذلك، عدد هذه الحافلات ثلاث، ولم تتسّع لعدد الراكبين، وعندما عبّرنا عن ضيق الحافلات وعدم وجود مكان لنا فيها، تلقينا الإجابة (التي تُفيد بأن) من لا تعجبه هذه الشروط بإمكانه البقاء في المطار حتى اليوم التالي”.
وتابع: “أصرّ الطلاب على المسؤولين أن يدخلوا الحافلات ويروا الاكتظاظ الموجود فيها، وبعد الإصرار والتعبير عن استيائهم، أحضر المسؤولون المزيد من الحافلات”.
وفي ما يتعلّق بالطعام الذي قُدّم للعائدين، أفاد الطالب بأن “الوجبة التي جاءت بعد معاناة انتظارٍ دامت أكثر من 24 ساعة، كانت قليلة جدًّا ولا تكفي لتسدّ جوع طفل”.
وأضاف: “كانت الوجبة عبارة عن شريحة خبز واحدة صغيرة، وبيضة واحدة، وعلبة جبنة ’كوتدج’، وثلاث حبات بندورة صغيرة، وإحداها تالفة، وبضع قطع خيار غير طازجة”.
احد الطلاب من داخل المساكن أعرب قائلاً: “يعاملوننا كالدواب وليس كبشر ونشعر كأننا اتينا من جهنم إلى جهنم أخرى، كان الحديث عن حجر منزلي ولكن فوجئنا عند عودتنا وبعد عناء السفر بمساكن غير صالحة للإقامة وغير نظيفة بتاتًا وعلى المستوى النفسي هذا يضر بنا كثيرًا، المساكن مليئة بالحشرات والثعابين ونعيش هنا بظروف غير انسانية.”
واسترسل الطالب قائلاً:” الوضع هنا لا يطاق، حتى انه لم تجرى اي إجراءات تعقيم او فحوصات ولم نزود بوسائل وقاية تحسبًا لإصابات محتملة بيننا، الطعام سيء ولكن ما نطلبه شروط إقامة جيدة بظروف انسانية أو ان تتم إحالتنا للحجر المنزلي، وهنا اتوجه لكل المسؤولين واناشد بالتدخل الفوري.”