غانتس رئيسًا للكنيست بعد تصويت 74 نائبًا من ضمنهم نتنياهو لصالحه
انتُخب رئيس كتلة “كاحول لافان”، بيني غانتس، مساء اليوم الخميس، رئيسا للكنيست، ما يؤكّد أن الأحداث المتسارعة على المشهد السياسي الإسرائيلي، تُشير إلى أن تشكيل حكومة وحدة بات وشيكًا، وذلك على حساب كتلة “كاحول لافان” التي باتت قاب قوسين أو أدنى من الانقسام، ليذهب “يش عتيد” في جهة، فيما يلحق “مناعة لإسرائيل” بركب كتلة اليمين.
وجاء انتخاب غانتس بدعم من المعسكر اليميني، إذ صوت رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، والرئيس السابق للكنيست، يولي إدلشتاين، لصالح غانتس الذي صوّت لصالحه 74 عضوا في الكنيست، واعترض 18 عضوا، فيما امتنع الأعضاء الباقين عن التصويت.
وقدم حزبا “يش عتيد” و”تيلم” طلبا للكنيست بتقسيم قائمة “كاحول لافان”، وذلك في أعقاب ترشيح رئيس القائمة، بيني غانتس، نفسه لرئاسة الكنيست، وذلك خلافا لرغبة الرجل الثاني في القائمة، يائير لبيد، في محاولة من الأول لإتاحة المجال أمام استكمال المفاوضات مع حزب الليكود، لتشكيل حكومة وحدة.
جاء ذلك في أعقاب فض اجتماع لرباعية قائمة “كاحول لافان” دون التوصل إلى نتيجة، حيث أصر غانتس على ترشيح نفسه، راضخًا لشروط حزب الليكود الذي هدد بتجميد المفاوضات، إذا ما أصرت كتلة “كاحول لافان” على تعيين مئير كوهين، رئيسا للكنيست.
وخلال اجتماع رئاسة “كاحول لافان” أظهر لبيد معارضة شديدة للتنازل عن إجراءات السيطرة على الكنيست والرضوخ لرغبة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو والليكود، من أجل دفع تشكيل حكومة وحدة. وانفض اجتماع “كاحول لافان” وكل يتشبث بموقفه، ليقدم غانتس بعد ذلك على ترشيحه لرئاسة الكنيست.
ولفتت التقارير الصحافية إلى أن الليكود يعتزم دعم ترشيح غانتس لرئاسة الكنيست، فيما سيقاطع أعضاء الكنيست عن “يش عتيد” (أحد مركبات “كاحول لافان”) جلسة التصويت المقررة في وقت لاحق اليوم، في تطور جديد على أزمة تشكيل الحكومة المتواصلة منذ نهاية العام 2018.
وتداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية صورة أظهرت خروج لبيد وأعضاء الكنيست عن “يش عتيد” من مجموعة تطبيق المراسلات الفورية “واتساب” التي تضم جميع أعضاء الكنيست عن “كاحول لافان” في الكنيست الـ23.
وبحسب التقارير، فإن الائتلاف الحكومي، سيشمل كتلة اليمين التي تضم 58 مقعدًا عن الليكود و”يهدوت هتوراة” و”شاس” و”يمينا”، بالإضافة إلى 17 عضو كنيست عن حزب “مناعة لإسرائيل” الذي يتزعمه غانتس، بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء كنيست عن حزب العمل.
وبحسب التقارير فإن توزيع الحقائب البرلمانية في الحكومة المقبلة سيكون على النحو التالي: تعيين عانتس وزيرا للخارجية ونائب رئيس الحكومة إلى حين تنفيذ اتفاق التناوب؛ وغابي أشكينازي وزيرا للأمن، حيلي طروبر (“مناعة لإسرائيل”) وزيرًا للقضاء، نفتالي بينيت وزيرا للثقافة.
وتحتفظ الليكود بوزارة المالية وبرئاسة الكنيست إلى حين تنفيذ اتفاق التناوب بين نتنياهو وغانتس على منصب رئيس الحكومة، في أيلول/ سبتمبر 2021، على أن تكون الحكومة متوازنة بحيث تتوزع سائر الوزارات بين “مناعة لإسرائيل” ومعسكر اليمين.
كانت القناة 12 الإسرائيلية، قد ذكرت في وقت سابق اليوم، أن غانتس تحدث صباحا مع قادة “كاحول لافان”، لبيد وموشيه يعالون وغابي أشكنازي، واتفقوا على مواصلة إجراءات في الكنيست كوهين، رئيسا للكنيست. وأشارت القناة إلى أن المفاوضات مع الليكود حول حكومة وحدة قد تؤدي إلى تغيير قرار “كاحول لافان” بشأن انتخاب رئيس جديد للكنيست.
وفي هذه الأثناء، تتواصل الاتصالات بين كتلة “كاحول لافان”، برئاسة بيني غانتس، وحزب الليكود، برئاسة بنيامين نتنياهو، حول تشكيل حكومة وحدة، والمقترح الأساسي المطروح في المفاوضات حاليا، هو تشكيل حكومة مشتركة من كلا الحزبين لمدة نصف سنة.
وستعمل الحكومة الجديدة بشكل أساسي على تحويل ميزانيات ومواجهة انتشار فيروس كورونا، وبعد نصف سنة تجري مفاوضات بين الجانبين حول خطوط عريضة أيديولوجية، حسبما ذكرت القناة 12 التلفزيونية اليوم، الخميس.
وبحسب هذا المقترح، فإنه سيجري التناوب على رئاسة الحكومة بين نتنياهو وغانتس، وبحيث تُحسب فترة النصف السنة الحالية من فترة ولاية نتنياهو في التناوب.
وفي إطار المفاوضات، اتفق الجانبان على تعيين وزير قضاء مقبول عليهما، وأن يكون لـ”كاحول لافان” حق الفيتو على تشريعات تتعلق بمواضيع قضائية. كما اتفقا على ضمانات لتطبيق التناوب بموجب قانون أو بوسائل قانونية أخرى، وأنه في كافة مجالات المسؤولية سيكون الوزير من حزب ورئيس اللجنة الموازية في الكنيست من الحزب الآخر وبحيث لا تكون سيطرة كاملة لأحد الحزبين على مجال معين. وأطلع نتنياهو وزراءه على هذه التفاهمات.
وجرى خلال المفاوضات مناقشة إقدام إسرائيل على ضم مناطق في الضفة الغربية، وطالب الليكود بحرية التصويت على قرار كهذا، فيما طالبت “كاحول لافان” بأن قرار كهذا سيتخذ بعد موافقة غانتس فقط.
لكن القناة 12 لفتت إلى معارضة لبيد ويعالون الانضمام لحكومة وحدة، وأن تشكيل حكومة كهذه ستؤدي إلى انشقاق الكتلة. وسيلتقي قادة “كاحول لافان” الأربعة ظهر اليوم، قبل اجتماع الهيئة العامة للكنيست عند الساعة الرابعة من عصر اليوم، حيث يتوقع تعيين رئيس حزب العمل، عمير بيرتس، رئيسا مؤقتا للكنيست خلفا ليولي إدلشتاين الذي اضطر إلى الاستقالة، أمس.