الشيخ كمال خطيب يذكر بمعسكرات التواصل في النقب التي نفذتها الحركة الإسلامية قبل حظرها
عشية الذكرى الـ 44 ليوم الأرض، أكّد الشيخ كمال خطيب، القيادي الإسلامي البارز في البلاد ورئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة، أن معسكر التواصل مع النقب التي كانت تنفذه الحركة الإسلامية قبل حظرها على مدار 10 أعوام متتالية كان “نموذجًا من نماذج مشروعنا الكبير الذي آمنا به ودعونا له وهو مشروع المجتمع العصامي الذي يقوم على استنهاض طاقاتنا وفي كافة المجالات، وإقامة مؤسساتنا الوطنية دون أن نظل نتباكى على أعتاب المؤسسة الإسرائيلية الظالمة”.
وكانت الحركة الإسلامية بقيادة الشيخان رائد صلاح وكمال خطيب التي حظرتها المؤسسة الإسرائيلية في 17 تشرين ثان/نوفمبر 2015، إلى جانب حرصها الدائم على المشاركة مع باقي المركبات الحزبية والسياسية في الداخل الفلسطيني في الفعاليات والنشاطات التقليدية الروتينية إحياءَ لذكرى يوم الأرض، ارتأت بنفسها للقيام بدور بارز ومهم في إحداث تغييراتٍ جذريةً في مفهوم إحياء ذكرى يوم الأرض، وأضفت طابعاً جديداً لم يُشهد له من قبل على مستوى المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل، حيث أنها، وبالتزامن مع ذكرى يوم الأرض، ترجمت العادات إلى عمل فعلي وخصصت يوماً في شهر آذار من كل عام، للنقب أسمته “معسكر التواصل مع النقب” نفذت من خلاله مشاريع ضخمة لدعم أهالي النقب وخصوصا سكان القرى غير المعترف بها إسرائيليا بالتسمك بالأرض والتشبث بالوطن.
وتحت عنوان “ها نحن ومن نكون” كتب الشيخ كمال خطيب على صفحته في “فيسبوك”: في مثل هذا اليوم السبت، الذي كان يسبق ذكرى يوم الأرض في الثلاثين من آذار، وفي كل سنة وعلى امتداد من 2006 -2015 فقد عملت الحركة الاسلامية المحظورة إسرائيليًا لإقامة معسكر التواصل مع النقب.
وأضاف: كان أساس الفكرة، قناعتنا أن إحياء يوم الأرض لا يكون بالشعارات ولا بالهتافات الثورية التي أكل الدهر عليها وشرب. كان أساس الفكرة أن الأرض التي لأجلها استشهد الشهداء الستة في العام 1976 خير ياسين من عرابة ومحسن طه من كفركنا، رجا أبو ريا وخضر خلايلة وخديجة شواهنة من سخنين، ورأفت زهيري من نور شمس والذي استشهد على أرض الطيبة، هذه الأرض والدم الذي سال لأجلها ودفاعًا عنها فإنها تستحق أن نخدمها بالفعل لا بالشعارات والقول.
وبين أن اختيار النقب كان “لأنه الأكثر استهدافًا من قبل المؤسسة الإسرائيلية حيث مصادرة الأراضي والتضيق على أهلنا في القرى مسلوبة الاعتراف، والتي تفتقر لأبسط الخدمات الإنسانية”.
وتابع الشيخ كمال خطيب: “كانت الفكرة أن تقوم كل قرية أو مدينة من الجليل والمثلث والساحل بتبني وتنفيذ مشروع في قرية من قرى النقب حيث تجمع التبرعات ويعمل المتطوعون على تنفيذ المشروع بأيديهم. بناء عشرات البيوت لعائلات مستورة، ترميم عشرات البيوت، شق طرقات، توصيل خطوط مياه، بناء مساجد في قرى غير معترف بها، بناء رياض أطفال، ملاعب، تسييج مقابر، زراعة آلاف أشتال الزيتون وأهلنا في النقب يعرفون ماذا أقول وماذا أعني”.
وأضاف: من بئر هداج جنوبًا وحتى العراقيب وأم الحيران شمالًا خدم وعمل الآلاف من شيوخ وشباب الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليًا. كان معسكر التواصل مع النقب نموذجًا من نماذج مشروعنا الكبير الذي آمنا به ودعونا له وهو مشروع المجتمع العصامي الذي يقوم على استنهاض طاقاتنا وفي كافة المجالات، وإقامة مؤسساتنا الوطنية دون أن نظل نتباكى على أعتاب المؤسسة الإسرائيلية الظالمة.
ونوّه “لأن المؤسسة الإسرائيلية عرفت أننا أصحاب مشروع وليس أصحاب شعارات، وظهر ذلك جليًا في المشروع والدور الكبير في القدس والمسجد الأقصى، فقد اتخذت قرارها الظالم بملاحقتنا لسنوات طويلة توجتها بقرار حظر الحركة الإسلامية يوم 17 /11 /2015 وإخراجنا عن القانون بل اعتبارنا تنظيمًا إرهابيًا”.
واستدرك الشيخ خطيب: “ولأجل ذلك مازال الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية التي حظرت ملاحقًا، ولأجل ذلك حُلّت أكثر من 35 جمعية ومؤسسة كنا نخدم فيها أهلنا وأبناء شعبنا في كافة المجالات”.
وأكّد نائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها: “لا أقول هذا الكلام للحزبيين أبطال الشعارات البرّاقه والهتافات الرنانة، وإنما أقوله واذكر به من نسي من نحن ومن نكون. لئن حظر تنظيمنا وحظرت حركتنا إلا أننا أبناء دعوة وفكرة ومشروع، وحملة رسالة لن يستطيع كل طواغيت الأرض حظرها ولا تغييبها”.
وختم الشيخ كمال خطيب مقالته بالقول: “أما أنتم أيها الأوفياء من شيوخ وشباب الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليًا، يا من مِن أموالكم تصدّقتم ومن عرق أجسادكم شرب رمل النقب فابقوا على العهد ولا تكترثوا لأصوات النشاز التي تتطاول عليكم، فيكفيكم أن الله سبحانه وأن شرفاء شعبكم يعرفون من أنتم”.
في مثل هذا اليوم السبت والتاريخ 28 /3/ 2015، كان معسكر التواصل مع النقب العاشر والأخير في عام حظر حركتنا الإسلامية المباركة بقرار من نتنياهو وبطانته الفاسدة والظالمة.
“أهل الحق لا يخافون، أهل الحق على العهد باقون”