الصحة الإسرائيلية للمستشفيات: 20% فقط من الأسِرة لمرضى غير الكورونا
أصدرت وزارة الصحة الإسرائيلية تعليمات للمستشفيات في البلاد تقضي بالاستعداد، خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، لتقليص نشاطها العادي إلى 20% فقط، وتخصيص باقي الأسِرة لمرضى كورونا، ما يعني أنه سيكون هناك تخوفا من أنه حتى المرضى في حالات خطيرة، وبينهم مرضى السرطان والقلب والجلطة الدماغية وغيرها، لن يتمكنوا من الحصول على العلاج المطلوب في المستشفيات.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم، الخميس، عن مسؤول في جهاز الصحة الإسرائيلي قوله إن “أقسام الأمراض الخطيرة مليئة دائما حتى آخر سرير. ولا يمكننا الصمود في مثل هذا المرسوم. ويعني هذا أننا سنضطر إلى انتقاء المرضى، ومن سنعالج ومن سنترك ليواجه مصيره”.
وجاء في رسالة وزارة الصحة إلى جميع مدراء المستشفيات في البلاد أنه “تم تحديد غايات الأسرة في أي مستشفى من أجل تحويلها في غضون ثلاثة حتى خمسة أسابيع، بموجب المبادئ التالية: قرابة 20% من مجمل الأسرة المرخصة تستمر بالعمل بموجب الوضع العادي ووفقا لاحتياجات الخدمات التي يتم توفيها في المستشفى، وبموجب ترجيح رأي مدير المستشفى (قسطرة دماغ، قلب، السرطان، غسيل الكلى، عمليات جراحية طارئة وما إلى ذلك). وحوالي 80% من الأسرة تكون جاهزة لحجر صحي وعلاج التنفس الاصطناعي، بالشكل التالي: 30% من مجمل الأسرة للذين يرقدون في المستشفيات في حالة متوسطة – خطيرة يخضعون لتنفس اصطناعي (مخصصة لمرضى كورونا فقط)، قرابة 50% من مجمل أسرة الحجر لمسررين في حالة متوسطة – خطيرة ولا يخضعون لتنفس اصطناعي”.
وتسرد الرسالة بالتفاصيل عدد الأسرة التي ستواصل العمل بموجب وضع عادي، أي ستكون مخصصة لمرضى غير مصابين بكورونا، في جميع المستشفيات: مستشفى “وولفسون” 137 سريا من أصل 683؛ “شيبا” 223 سريا من أصل 1116؛ “إيخيلوف” 216 من 1080؛ “رمبام” 186 من 930؛ “زيف” 62 من 312؛ “بوريا” 62 من 310؛ “أساف هروفيه” 162 من 811؛ “بني تسيون” 79 من 400؛ “هيلل يافيه” 100 من 500؛ نهريا 133 من 665؛ و”برزيلاي” 107 من 536.
وأرسلت وزارة الصحة رسالة مشابهة إلى المستشفيات التابعة لصندوق المرضى العام. وقالت الرسالة إنه يتعين على المستشفيات تقديم خطة استعداداتها وتقديمها للوزارة.
وتوجد في المستشفيات العامة الإسرائيلية 15 ألف سرير. وجرى تحويل قرابة 2000 منها لعلاج كورونا، بإجراءات وصلت تكلفتها إلى ملايين الشواقل وبتمويل الدولة.
وأوعزت وزارة الصحة للمستشفيات، الأسبوع الماضي، بالاستعداد لسيناريو يكون فيه عدد المرضى الذين سيخضعون لتنفس اصطناعي 5000. لكن الصحيفة لفتت إلى أن تعليمات وزارة الصحة بتخصيص 20% فقط من الأسرة لمرضى بأمراض خطيرة وتشكل خطرا على الحياة، يعني أنه لن يستقبلوا للعلاج في المستشفيات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في جهاز الصة قوله، إن “إشغال الأسرة هي بنسبة 100% في أقسام السرطان، غرف الإنعاش، وعمليات جراحية للقلب مستمرة كالمعتاد. وتعليمات وزارة الصحة تعني أن على مدراء المستشفيات أن يضطروا إلى انتقاء المرضى، من يمكننا معالجته ومن لا يمكننا. وهذه تعليمات بعيدة عن الواقع. كيف سنتمكن من تقليص عدد الأسرة إلى الخُمس فقط؟ هل سنوقف علاج السرطان؟ عمليات جراحية ملحة للقلب؟ هذا لا يحتمل”.
وقال مدير مستشفى آخر إن “عدد الأسرة التي أبقتها وزارة الصحة للاستخدام العادي، وليس كورونا، لن يسمح لنا بالاستجابة لأكثر الاحتياجات الأساسية لمرضانا. ووزارة الصحة تقرر بذلك أن الأغلبية المطلقة من موارد الجهاز في إسرائيل ستستثمر في كورونا، ولكن من سيعالج باقي المرضى؟ وتقليص الأنشطة غير الملحة التي يجري العمل بموجبها منذ أسبوع ستؤدي إلى أثمان باهظة في المستقبل لصحة المرضى، ولكننا نفعل ذلك لأنه لا مفر. والحد الأدنى المطلوب لمواصلة العناية بمن يحتاج إلى علاج طبي، وأنا أتحدث عن مرضى بحالات خطيرة جدا، هو 50% من الأسرة. وأقل من ذلك ليس عمليا ولا أخلاقيا. ماذا سنفعل، هل نهمل المصابين بجلطات دماغية؟ هل نلغي عمليات جراحية ملحة لمرضى السرطان؟”.
وأضاف أنه “حتى لو كان الحديث عن خطة درج لحالة متطرفة جنونية، فإنه كان ينبغي القيام بذلك من خلال مشاورات مع مدراء المستشفيات، وإجراء مداولات حول إمكانية التقليص من دون المس بالمرضى واتخاذ قرار مشترك حول أي أقسام ستعمل في كل منطقة،، كي تكون هناك استجابة للمرضى الذين يواجهون أشد الحالات الخطيرة. وليس منطقيا تحميل مدراء المستشفيات اتخاذ قرار حول من سيعالجون ومن لن يعالجون، بعد تخصيص أسرة بشكل تعسفي ولا يستند إلى تحليل معطيات جدي ومدروس”.