1300 صيني توفّوا بمنازلهم وتقدير صادم لأمد أزمة كورونا عالميا
أودى فيروس كورونا المستجد حتى صباح الجمعة بحياة نحو 147 ألف شخص حول العالم، فيما ناهز عدد من تم تسجيل إصابتهم به مليونين و200 ألف، جلهم في الولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، وسط تحذيرات من استمرار إجراءات مواجهة الجائحة عاما آخر.
وأعلنت الصين، الجمعة، عن إضافة 1290 حالة إلى حصيلة وفيات الجائحة، لم يتم إدراجها سابقا جراء وفاتهم في منازلهم خلال حظر التجوال بمدينة ووهان، بؤرة الفيروس الأول، الذي استمر نحو شهرين ونصف.
ولم يتجاوز معدل الوفيات الجديدة بالبلاد حالة واحدة يوميا، خلال الأيام القليلة الماضية، لتمكنها من محاصرة الأزمة، ما أتاح إعادة فتح المدن والاقتصاد تدريجيا.
وبعد المراجعة، ارتفع العدد الإجمالي للحالات المؤكدة إصابتها بـ”كوفيد-19″ في مدينة ووهان بمقدار 325 حالة، ليصبح الإجمالي 50333 إصابة، وارتفع عدد الوفيات بمقدار 1290 وفاة، ليصبح الإجمالي 3869 وفاة.
وأوضح مركز ووهان للوقاية من الوباء ومكافحته في تقرير له، أن المراجعات تمت وفقا للقوانين واللوائح المعنية.
وأعادت السلطات الصينية فتح أكبر أسواق الحيوانات الحية في هذه المدينة، رغم ما يرجح عن ارتباط هذه السوق ببداية نشر المرض.
وبحسب ما أفادت وسائل إعلام في الصين، فقد استأنفت نحو 90% من متاجر سوق “بيشازو” عملها، بعد رفع الإغلاق الذي فرضته السلطات في تشرين الثاني/يناير الماضي لاحتواء الوباء.
كما أعلنت سلطات المدينة أن حركة الطيران وخدمات السكك الحديدية والشحن، ستعود للعمل على نحو كامل في نهاية نيسان/أبريل الجاري.
حصيلة ثقيلة عالميا
وسجلت أمريكا 4505 وفيات جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليتجاوز عدد المتوفين بكورونا هناك 33 ألفا، أغلبهم في نيويورك، وهو رقم قياسي جديد، فيما بلغ عدد المصابين 670 ألف مصاب.
وأظهرت آخر الأرقام التي نشرتها جامعة “جونز هوبكنز”، أن عدد الوفيات في نيويورك وحدها بلغ 11477 حالة حتى الآن.
وفي بريطانيا، أظهرت بيانات وزارة الصحة أمس الخميس وفاة 861 شخصا إضافيا في المستشفيات، ليصل مجموع الوفيات الآن إلى 13729 وفاة.
من جهتها، سجلت فرنسا 753 وفاة جديدة في الساعات الـ24 الأخيرة، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للوفيات على الأراضي الفرنسية إلى 17920، وفق مدير الصحة العامة جيروم سالومون.
وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول الأكثر تضررا من فيروس كورونا، حيث تجاوزت حصيلة الوفيات اليومية ألفي حالة.
وتأتي إيطاليا في المرتبة الثانية حيث تجاوز عدد الوفيات فيها 22 ألفا، وفي المرتبة الثالثة إسبانيا حيث سجلت حتى الآن 19300 حالة وفاة، وتليها فرنسا بنحو 18 ألف حالة وفاة.
ويخضع أكثر من 4.4 مليار شخص في العالم، أي قرابة 57% من سكان الكوكب، للحجر الصحي حاليا، أو ترغمهم السلطات على البقاء في منازلهم.
تقدير أسترالي لأمد الأزمة
أعلن رئيس وزراء أستراليا، سكوت موريسون، الجمعة، أنه في ظل عدم وجود لقاح ضد فيروس كورونا، فإن القيود على الحياة العامة في البلاد قد تظل مفروضة لعام آخر.
وقال موريسون، إن بعض الإجراءات مثل القواعد التي تلزم الأشخاص بالوقوف على مسافة 1.5 متر على الأقل بعضهم عن بعض، ستظل سارية على الأرجح لشهور، نظرا لعدم وجود ما يضمن تطوير لقاح ضد الفيروس خلال تلك الفترة.
وأضاف في تصريح لإذاعة محلية، أن “التباعد الاجتماعي أمر ينبغي أن نعتاد عليه. قد يكون لعام، لكنني لا أتوقع بشأن ذلك”.
ولم تشهد أستراليا حتى الآن تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات والوفيات بسبب فيروس كورونا على غرار دول أخرى في أنحاء العالم، وذلك بعدما أغلقت حدودها وفرضت إجراءات تباعد اجتماعي مشددة على مدى الشهر الماضي.
وتم إغلاق المطاعم والحانات وغيرها من الأعمال “غير الضرورية”، ومنع تجمع أكثر من شخصين في مكان عام، وفُرضت عقوبات بالغرامة وحتى بالسجن على المخالفين.
وبلغ إجمال عدد الإصابات في أستراليا حتى الآن 6500 تقريبا، وتم تسجيل 63 حالة وفاة.
مظاهرة ضد العزل بأمريكا
شهدت ولاية ميشيغان الأمريكية مظاهرة شارك فيها الآلاف، جلهم من أنصار الرئيس دونالد ترامب، يحمل بعضهم أسلحتهم، للتنديد بأوامر البقاء في المنازل، لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد.
وتناقلت وسائل إعلام وحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع تظهر غضب المتظاهرين، وإطلاقهم شعارات تطالب بإعادة فتح الولاية.
وهتف المتظاهرون من على درج مبنى بلدية “لانسينغ” ضد الحاكمة الديمقراطية “غريتشن ويتمر”، مطالبين بـ”حبسها”.
وظهر في الشعارات المرفوعة التشكيك بالمعلومات عن الجائحة، وترفض انتزاع حرية التنقل والعمل من المواطنين، رافعين أعلام “الكونفدرالية”.
بدورها قالت الحاكمة الديمقراطية إنها “تتفهم الإحباط”، لكن “المفارقة المحزنة” أن المظاهرة ربما تسببت بنشر الفيروس أكثر، ومن ثم الحاجة لتمديد أمر البقاء في المنازل، فيما رفع مواطنون وشركات قضايا ضدها، بحسب موقع “ذا هيل”.
وكان ترامب قد قال في وقت سابق، إن “خطط إعادة فتح الولايات تشارف على الانتهاء، وسيتم إعادة فتح بعض الولايات قبل الأول من أيار (مايو) المقبل”.
وتشهد الولايات المتحدة أعلى معدل وفيات حول العالم حتى الآن، جراء العدوى التي شلت اقتصاد معظم الدول.
تراجع جديد في كوريا الجنوبية
أعلنت كوريا الجنوبية، الجمعة، تسجيل 22 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع عدد الإصابات الإجمالي فيها إلى 10632.
واجتاح الفيروس البلاد بعد الصين قبل شهرين، وتمكنت من السيطرة عليه إلى حد كبير، لكنه بدأ بالانتشار مجددا، ما أثار مخاوف حادة.
وبحسب آخر البيانات الرسمية، بلغ إجمالي عدد الوفيات بالفيروس في البلاد 230، في حين تم شفاء 72 حالة.
وفي سياق متصل، أعلن علماء كوريا الجنوبية اكتشاف 38 جسما مضادا (مضاد مناعي أو الغلوبولين المناعي) يمكنها تحييد فيروس “كوفيد-19″، ويمكن استخدام هذه الأجسام المضادة في الأدوية لعلاج المرضى.
وتسابق العديد من الدول حول العالم والمنظمات الزمن في ابتكار لقاح ضد فيروس “كورونا” المستجد، الذي أصبح جائحة عالمية بحسب منظمة الصحة العالمية، حيث أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهان غيبريسوس، عن بدء الاختبارات الأولى للقاح ضد فيروس كورونا “كوفيد-19″، وكذلك أعلنت الصين والولايات المتحدة عن إجراء تجارب للقاحات مفترضة ضد الفيروس.