الصحة العالمية: على الدول البدء برفع القيود، والاستعداد لموجة ثانية
يجب على الدول البدء برفع القيود تدريجيا والتنبّه بكل حذر لإمكانية أن تكون هنالك حاجة لإعادة فرضها إذا حصلت موجة ثانية من تفشي فايروس وباء الكورونا covid 19، هذا ما صرّحت به يوم أمس الجمعة منظمة الصحة العالمية. “يجب حماية الأشخاص المعرضين للإصابة في المؤسسات، وبضمنهم من يتواجدون في مؤسسات الرعاية، السجون ومعسكرات المهاجرين”، كما قال أخصائي الطوارئ في المنظمة، د. مايك رايان (Mike Ryan).
بحسب أقوال رايان، “حتى لو كان الفايروس تحت السيطرة، فإنه من الواجب على المجتمعات الحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية، بالإضافة إلى مواصلة فحص الحالات المشكوك فيه. من الأهمية بمكان، أنه في حين بدأت دول العالم بتخفيف القيود على الحركة والتنقل، أن تتابع هذه الدول تيقّظها لإمكانية حصول قفزة في حالات العدوى، وخصوصا في كل ما يتعلق بالعدوى داخل الأطر الخاصة”، بحسب ما جاء في تقرير عبر شبكة رويترز.
إذا حصل أي خطأ، قد نعود للمربع الأول…
يذكر أن فايروس الكورونا انتشر بسرعة كبيرة في مؤسسات رعاية المسنين في مختلف أنحاء أوروبا وشمال أمريكا، في حين أصيب في سنغافورة مهاجرو عمل كانوا يقطنون في معسكرات إسكانية مشتركة، كما قال رايان، وأضاف: “من الممكن أن تتحوّل مثل هذه الشرارة، بسرعة كبيرة جدا، إلى حريق كبير”.
وأضاف رايان أن منظمة الصحة العالمية تعي الصعوبات التي تواجهها الحكومات في الحفاظ على قواعد الإغلاق خلال فترة الوباء، “لأسباب اجتماعية، نفسية واقتصادية، لكن مع ذلك، فإننا نريد أن نتفادى حالة نقوم فيها بإلغاء القيود بسهولة أكبر ممّا يجب – عندها سنعود إلى المربع الأول من حيث سرعة انتشار العدوى التي أجبرتنا على إعادة كل شيء من البداية”.
بحسب أقواله، حتى لو بدأت بعض الدول الغربية بتخفيف القيود، فهنالك حالة مقلقة من انتشار الوباء في عدّة دول مثل هاييتي، الصومال واليمن. وقد تطرق رايان إلى كل من السودان، سوريا، أفغانستان، سيراليون، جمهورية وسط أفريقيا وشمال نيجيريا.
وعاود رايان التأكيد على أن العلماء الذين قاموا بفحص التركيبة الوراثية لفايروس الكورونا المستجد الذي انتشر في العالم منذ نهاية العام المنصرم منطلقا من مدينة ووهان الصينية، أكدوا أنه فايروس طبيعي المصدر (أي لم يتم إنتاجه في مختبر).
كان أمام دول العالم ما يكفي من الوقت للاستعداد!!
أما مدير عام المنظمة، تادروس أدنوم جبريسوس، فقد دافع عن عمل المنظمة التي أعلنت حالة الطوارئ العالمية في نهاية شهر كانون الثاني من هذا العام، وقال: “لقد اعطى الإعلان عن حالة الطوارئ بتاريخ 30 كانون الثاني، ما يكفي من الوقت لبقية دول العالم لاتخاذ الخطوات اللازمة، لان عدد المرضى في الصين كان في ذلك الحين 82 مريضا فقط، ولم تكن هناك أي حالة وفاة بعد”.
بحسب أقواله، استغلت منظمة الصحة العالمية الأيام التي سبقت الإعلان من أجل زيارة الصين والتعرف أكثر على الفايروس الجديد. خلال الزيارة، قال مدير عام المنظمة إنه تم تحقيق اتفاقية ثورية مع الصين من أجل إرسال باحثين.
وفي ردّه على سؤال حول علاقة المنظمة بالولايات المتحدة الأمريكية، أكبر ممولي المنظمة والتي أعلنت عن وقف التمويل، أجاب المدير العام: “نحن على تواصل دائم ونعمل معا”، ولم يقدّم أية تفاصيل إضافية.