قيود جديدة في أوروبا لوقف انتشار كورونا مع اقتراب أعياد الميلاد
تطبق عدة دول أوروبية سلسلة قيود جديدة لوقف انتشار كوفيد-19 بمستويات تعتبر مقلقة مع اقتراب عيد الميلاد إذ تغلق الحانات في لندن والمدارس في الدنمارك والمتاجر في المانيا التي أعلنت الأربعاء أنها سجلت عدداً قياسياً من الوفيات في اليوم الاول من بدء إعادة الحجر جزئيا.
في الوقت نفسه، تسرع أوروبا خطواتها على جبهة اللقاحات إذ ستنظر الوكالة الأوروبية للادوية اعتباراً من 21 كانون الأول، أي قبل ثمانية أيام من الموعد المقرر، في مصير لقاح فايزر/بايونتيك لتمهد الطريق بذلك أمام احتمال بدء حملات التلقيح في الاتحاد الأوروبي قبل نهاية السنة.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لايين الثلاثاء ان “كل يوم يحتسب” فيما بدات حملات التلقيح في بريطانيا والولايات المتحدة وتنطلق الاربعاء في البرازيل.
وفي ألمانيا التي تواجه موجة ثانية من الوباء تبذل جهودا شاقة للسيطرة عليه كما حصل في الربيع، وأعلن معهد روبرت كوخ الصحي الأربعاء وفاة 952 شخصا في الساعات الـ24 الماضية فيما أحصيت 27728 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، وهو مستوى يقارب الحصيلة القياسية اليومية التي سجلت الجمعة الماضي.
وتأتي هذه الأرقام الجديدة بينما تفرض ألمانيا الاربعاء إغلاق المتاجر “غير الأساسية” حتى 10 كانون الثاني. وهذا الإعلان أثار صدمة في بلد لم تغلق فيه المتاجر منذ الموجة الأولى من الوباء في الربيع.
وعبر رئيس اتحاد التجار ستيفان غنيث عن أسفه قائلا “سوف تتحول أهم فترة في العام إلى إخفاق تام”. في برلين، سارع السكان الى المتاجر في وسط المدينة للقيام بمشتريات العيد قبل الإغلاق.
في بريطانيا، ستضطر الحانات والمطاعم والفنادق في لندن إلى الإغلاق الأربعاء للمرة الثالثة منذ بدء انتشار الوباء. وقالت إيما ماكلاركين المديرة العامة لجمعية الحانات إنه “مسمار جديد” في نعش الحانات.
في الدنمارك، ستتوسع إجراءات العزل الجزئي السارية في ثلثي مناطق البلاد (اغلاق المدارس والثانويات والحانات والمطاعم والمراكز الرياضية والاماكن الثقافية) الى كل أنحاء البلاد الأربعاء. وسجلت السلطات الثلاثاء ارتفاعا قياسيا في عدد الاصابات خلال 24 ساعة في المملكة التي تعد 5,8 مليون نسمة لتتجاوز بلك 116 ألف حالة.
في هولندا، دخل الإغلاق لمدة خمسة أسابيع حيز التنفيذ الثلاثاء حتى 19 كانون الثاني. من جهتها، فرضت فرنسا حيث تواصل وتيرة الاصابات ارتفاعها، حظر تجول بات يسري من الساعة الثامنة مساء حتى السادسة صباحا كل ليلة ، بما في ذلك رأس السنة الجديدة، باستثناء ليلة عيد الميلاد فقط. وتبقى الحانات والمطاعم والمسارح وقاعات العروض ودور السينما والمتاحف مغلقة منذ نهاية تشرين الأول.
في كندا، أعلنت مقاطعة كيبيك الأكثر تضررا من الوباء في البلاد، عن إغلاق المتاجر غير الأساسية من 25 كانون الأول إلى 11 كانون الثاني، مع فرض العمل عن بعد اعتبارا من الخميس مع تمديد عطلة الميلاد لأسبوع إضافي لطلاب المدارس الابتدائية.
وتسبب الوباء بوفاة أكثر من 1,62 مليون شخص في العالم مع حوالى 73 مليون إصابة بحسب تعداد أعدته كالة فرانس برس الثلاثاء عند الساعة 11,00 ت غ استنادا الى مصادر رسمية.
بعد الولايات المتحدة، الدولة الاكثر تضررا من الوباء مع 303 آلاف و292 وفاة، تحل البرازيل مع 182 ألفاً و799 وفاة. حددت وزارة الصحة البرازيلية التي تطلق الاربعاء حملة تلقيح وطنية لنفسها هدف تلقيح 70% من سكان البلاد خلال 16 شهرا أي حوالى 150 مليون شخص.
في الولايات المتحدة أعلنت إدارة الغذاء والدواء الاميركية (اف دي أيه) الثلاثاء انها سمحت بتسويق أول فحص منزلي لكوفيد-19 وبدون وصفة طبية، ما يمكن ان يحدد وجود الفيروس خلال 20 دقيقة.
وهذا الفحص الذي طوّرته شركة إليومي ومقرّها كاليفورنيا سيباع بحوالى 30 دولاراً. وتخطط الشركة لطرح ثلاثة ملايين وحدة منه في كانون الثاني 2021، وملايين أخرى في الأشهر اللاحقة.
وقال ستيفن هان رئيس إدارة الغذاء والدواء الاميركية إن ترخيص الاستخدام الطارئ يمثّل “خطوة كبرى”.
وبدأت الولايات المتحدة الإثنين حملة تلقيح واسعة النطاق ترمي في مرحلة أولى إلى تلقيح عشرين مليون شخص خلال كانون الأول الجاري، يتوزعون على نزلاء دور رعاية المسنين (ثلاثة ملايين شخص) وموظفي القطاع الصحّي (21 مليوناً)، قبل أن يرتفع هذا العدد إلى مئة مليون شخص بحلول نهاية آذار.
وأكّد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الثلاثاء أنه سيتلقى قريبا اللقاح ضد فيروس كورونا بشكل علني وأن خبير الأمراض المعدية أنطوني فاوتشي أوصى بأن يتم ذلك “عاجلاً وليس آجلاً”.