المشتركة تصوّت مع إسقاط حكومة نتنياهو ونواب الإسلامية يتغيبون
صوت الكنيست، الليلة الماضية، بغالبية 49 مقابل 47 ضد قانون تمديد الموعد النهائي لإقرار الميزانية الذي يهدف لتمديد ولاية الحكومة الحاليّة وتمديد ولاية بنيامين نتنياهو رئيسًا للحكومة.
وتغيّب عن التصويت نوّاب “كاحول لافان” في حين صوت الليكود والأحزاب اليهودية المتدينة مع تمديد فترة ولاية الحكومة. وفاجأ 3 نواب من “كاحول لافان” بدخولهم قاعة التصويت في آخر لحظة وصوتوا ضد القانون كما فعلت ميخال شير من الليكود.
وأكدت المشتركة أنها بتصويتها ضد القانون فهي تنفذ التزاماتها السياسيّة الطبيعية ضد الحكومة العنصرية كما أن تصويتها هذا “ينسجم مع وعوداتها لجمهور الناخبين للإطاحة والعمل ضد كل حكومة عنصرية، يمينية متطرفة وعلى رأسها حكومة نتنياهو التي تعمل أذرعتها على هدم البيوت كما فعلت، أمس، في كفر قاسم وقلنسوة بينما تتواطأ في قضايا العنف وانتشار الجريمة والسلاح في المجتمع العربي ليصل عدد الضحايا حتى اللحظة 110، كما تسعى للإجهاز على القضية الفلسطينية”.
وأشارت القائمة المشتركة إلى أن “تغيّب أربعة نواب عن الحركة الإسلامية عن التصويت، يعتبر خروجًا عن مشروع والتزامات المشتركة تجاه الناخب والمجتمع العربي، إضافةً لضربها بعرض الحائط باتفاقية اقامة المشتركة والبرنامج الانتخابي للمشتركة، حيث كاد هذا التصويت الخارج عن إجماع المشتركة أن يساهم بإبقاء نتنياهو، الذي رفض مجرد التفاوض والتوجه لنواب الحركة الإسلامية للتصويت مع الليكود”.
وأضاف البيان أن “نواب الإسلامية رفضوا مجرد إبلاغ زملائهم في المشتركة بكيفية تصويتهم وغادروا البناية رافضين توجه وطلب زملائهم بالتصويت بشكل موحد”.
بدورها، قالت الحركة الإسلامية في بيان: “مجتمعنا ليس في جيب أحد والانتخابات المتكررة ليست إنجازًا وليست من مصلحته، ولو أردنا إنقاذ أحد- كما يدّعي البعض- لأنقذناه. ولكل من يزاود نقول: يكفينا شرف المحاولة وشرف الخروج من خانة العربي المفهوم ضمنًا!”.
وأضافت في بيان أصدرته، اليوم الثلاثاء: “أكدت القائمة العربية الموحدة– الحركة الإسلاميّة، أنَّ قرارها بعدم التصويت على اقتراح قانون تمديد الموعد النهائي لإقرار الميزانية، أمس، والذي يؤدي إلى الذهاب لانتخابات جديدة، جاء لعدة اعتبارات”.
وتابعت: “أولًا: تصويتنا هو استمرار لنهج يقول: على العرب أن يكونوا قوة مستقلة مبادرة تصوّت وفق مصلحة المجتمع العربي ولا تدخل إلى صراعات اليمين واليسار، لأنه لا فرق بينهما أصلًا. في البارحة أثبتنا عكس ما كان يتهمنا به البعض، لأننا لو أردنا إنقاذ رئيس الحكومة لأنقذناه، ومزاودة كتلة الجبهة وحلفائها برئاسة النائب أيمن عودة سنتطرق لها في النقاط التالية”، مضيفة: “ثانيًا: الصراع بالكنيست بالأمس لم يكن إحدى المعارك الوطنية لشعبنا، كما يصوّرها البعض، بل كان صراع جنرالات بين بنيامين نتنياهو و(وزير الأمن الإسرائيلي،) بيني غانتس، ونحن لسنا جزءًا من هذا الصراع، ولا نعلم لماذا يرفع البعض شارات الانتصار أثناء الخروج من معركة لا ناقة لنا فيها ولا بعير؟ والجدير ذكره أن البنيامين الثاني لم يحضر جلسة التصويت حتى، فمن الواضح أنه يعلم أن هناك من سيقوم بالواجب”.
وقالت: “ثالثًا: لا ننكر أنّنا لم نطمح للخروج لانتخابات وأننا نراها لا تصبُّ بمصلحة مجتمعنا في هذه الفترة، بسبب الأوضاع الصعبة التي يمر بها مجتمعنا، ولأنَّ كلَّ التّحليلات تقول: إنَّ الانتخابات القادمة ستنتج حكومة يمينيّة ومتطرفة أكثر”.
وأوضحت أن “السبب الأهم سنوضحه في النقطة التالية: (…) رابعًا؛ عَمِلَ نوابنا في السنة الأخيرة على أربعة ملفات كبيرة وهامة، والتي تصبّ في صلب عملنا الوطني لتثبيت وحماية شعبنا، وهي: خطة مكافحة العنف والجريمة، خطة إزالة المعوقات للتخطيط والبناء في المجتمع العربي، الاعتراف بعدة قرى في النقب، وخطة مساواة للعرب في سوق العمل. اجتازت هذه الملفات كلّ الموافقات المطلوبة، وتبقى الموافقة عليها من الحكومة. إنَّ عملنا على هذه الملفات لا يُنقِص من مجهود الآخرين، ولكننا أردنا فعليًّا إخراجها إلى حيز التنفيذ مثل ما فعلنا بتمديد الخطة الاقتصادية 922 دون شعارات أو خطابات سئمت الناس سماعها”.
وقالت إن “الخروج لانتخابات جديدة وحكومة جديدة معناه أن العمل يبدأ من جديد على كلِّ هذه الملفات المهمة، وللأسف كل يوم يمرّ دون إتمامها سيزداد الوضع سوءًا في مجتمعنا، ونقولها بكل وضوح: أراد البعض إفشال هذه الملفات خوفًا من أن يُحتسب إنجازًا يضرّ بنجوميتهم، واستمعوا إلى مهاجمتهم لكل خطوة نقوم بها، ستتأكدون من الأمر”.
وأضافت: “خامسًا: كانت التجربة في الفترة الأخيرة بعد طرح النهج إثباتًا على أن هناك قدرة على التأثير، إذا وضعنا أسلوب المعارضة جانبًا وكنا لاعبًا سياسيًا مبادرًا وفاعلًا، وأن العرب قادرون على مضاعفة وزنهم السياسي في الخارطة السياسية وإعادة تثبيت المكانة السياسية للعرب وفق هذا النهج، وأن الإنجاز هو مسألة وقت فقط، دون الحاجة للتعويل على أحد، ولنتذكّر كيف تصرف اليسار وجانتس قبل وبعد طرح النهج؟”.
وتابعت: “سادسًا: قد يتساءل البعض عن سبب وجود معارضة وحملات تشويه كبيرة ضد نهجنا، والجواب بسيط: إنَّ اليسار الإسرائيلي ومن يتَّبعه يرى بنهجنا ضربًا لمصالحه، لأنه اعتاد أن يأخذ العرب معه دون مقابل، المقاطعة لها أسبابها التقليدية لمعارضة الأمر، والأحزاب الأخرى لها كوادر كبيرة تعتاش من وراء العمل الانتخابي، وترى بالانتخابات فرصة مادية، لهذا قد يشعر البعض بهذا الكم من المعارضة”.