مقالة: الهروب من المعركة
لماذا تتهرّبون من مسؤولياّتكم؟ ألا يكفي ما نحن فيه من همومِ وعنصريّة وإهانة؟ اتقوا الله قبل فوات الأوانِ. إنها أعوام عجفاءٌ قادمة علينا. يا كلّ الناطقين بلغة الضّاد. والله يا إخوان، لا أبكي – لكن رجائي وندائي أن نبكي الشهامة والنخوة والرجولة التي أوشكنا على فقدانها.
إخواني، العربي والمسلم الحقيقي لا يستسلم، ولا يباع ولا يُشترى (ولا يُعاند) ولكن يعيش الواقع والحقيقة، ويراقب التطورات السياسية، فالمفروض والمطلوب أن نتعقّل وننظّم أنفسنا وصفوفنا، لأن السياسة اليوم واضحة وضوح الشمس، ولأول مرّة منذ قيام الدولة نكون الكّفة التي ترجّح الميزان، فتعالوا لنرى ماذا يريدون منّا ما بعد الانتخابات.
فيا إخوان، لماذا تصرفاتنا غريبة، ولماذا الاستسلام والخنوع واليأس. قبل أشهر نتنياهو تبجّح وقال: “العرب يُهرولون للصناديق” لِيكسب أصوات اليمين المتطرّف، وغير ذلك، بل وعد ويخطّط لبناء مدينة على اسم ترامب كجائزة لإعلانه عن القدس عاصمة إسرائيل الأبديّة. من يخطّط لحرق المدن والقرى العربية من الشمال إلى الجنوب؟ فيا ترى: “نتنياهو وبنت ولبيد” هم المنقذ لنا؟ ويجوز لهم الوضوء بماء زمزم؟
إخواني: الأيام القادمة امتحان لكل عربي في البلاد، وعندنا فرصة ذهبيّة، وفعلا المطلوب الهرولة للصناديق، أما إذا تصرّفنا عكس ذلك، والله لا يليق لنا وبنا إلا كلمة المذيع المصري أحمد سعيد بعد هزيمة حرب ال 67 حين قال: “لكم الله يا عرب”.
محمد عبد الرحمن أبو فول – جت