صندوق التعليم العالي القُطري على اسم المرحومين أحمد شريم ومريم سليمان يوزّع المنح الدراسية على الطلاب الجامعيين
نظّم صندوق التعليم العالي القطري على اسم “المرحوميّن أحمد مصطفى شريم ومريم سليمان” من مدينة أم الفحم، اليوم السبت، حفل توزيع المنح السنوية على الطلاب العرب الجامعيين من مختلف البلدات العربية، وذلك بعد أن تحوّل نشاط الصندوق إلى قُطري العام الفائت، وقد نشط قبلها 15 عاما بتوزيع المنح وإقامة المشروعات الداعمة للتعليم الاكاديمي في مدينة أم الفحم وقراها.
اقتصر الحفل السنوي للصندوق هذه السنة، على توزيع المنح لمستحقيها من خلال دعوة الطلاب والحضور شخصيا إلى مقر مكتب الصندوق الجديد في مجمع “المدينة سنتر” بأم الفحم، واستلام المنحة من قبل اللجنة الموكلة بذلك.
استهل اللقاء بتلاوة عطرة من القرآن الكريم تلاها الطالب عامر جودت، فيما أدار اللقاء، الإعلامي حامد اغبارية وقال في المقدّمة: “نرحب بكم جميعا في هذا اللقاء الذي ينظمّه صندوق التعليم العالي القطري على اسم المرحومين “أحمد مصطفى شريم ومريم سليمان” والذي فيه يلتقي طلبة العلم في مجتمع الداخل الفلسطيني مع الذين نقشوا على رايتهم خدمة هذا المجتمع بكافة أبنائه، من خلال هذا الصندوق الذي لا نبالغ إذا قلنا، إنه لبنة واحدة في بناء شامخ يسعى إلى خدمة أهلنا في مختلف المجالات”.
ولفت اغبارية إلى أن “مستحقي المنحة لهذا العام 296 طالبا وطالبة من مختلف مناطق هذا الوطن الغالي في المثلث والجليل والنقب والساحل، قد تشرف الصندوق هذا العام بأن يقدم لهم المنحة الدراسية، وهو العام الثاني على التوالي الذي توزّع فيه المنح على المستوى القطري، بعد 15 عاما كانت توزع فيها المنح على المستوى المحلي في مدينة أم الفحم وضواحيها”.
وأضاف: “كم كنّا نتمنى فعلا أن يكون حاضرا بيننا أخونا أبو انس الدكتور سليمان، الذي نسأل الله العلي القدير أن يتم عليه الشفاء والعافية ليعود إلى ممارسة نشاطاته في خدمة أهله ومجتمعه”.
ثمّ كانت كلمة الحاج مصطفى أحمد شريم، رئيس مجلس أمناء الصندوق وقال فيها: “أرحّب بالأخوة جميعا، الأهالي، الطلبة، أعضاء مجلس الأمناء. للسنة السابعة عشرة يقدّم صندوق التعليم العالي على اسم المرحومين والديّ الحاج أحمد مصطفى شريم والحاجة مريم سليمان، المنح الدراسية. في السنة الفائتة انطلق الصندوق، من صندوق محلي لأم الفحم وضواحيها، إلى أن يكون قطريا يعمّ خيره على جميع الداخل الفلسطيني من الجولان إلى النقب، دون أي تمييز لأي فئة كانت”.
وأضاف: “نحن في صندوق التعليم العالي المستقل، قمنا بإعداد نماذج للطلبة في تقديم طلباتهم، وقد منّ الله علينا بأن تلقينا نحو 2400 طلب، قمنا بفحص هذه الطلبات مع الاخوة في مجلس الأمناء وأعطينا كل ذي حقه، من الفحص تبين لنا ان المستحقين نحو 300 طالب وطالبة. مع الإشارة إلى أن ميزانية الصندوق لهذا العام مليون و200 ألف شيكل”.
وأشار الحاج مصطفى شريم إلى أن مجلس الأمناء “اجتهد في وضع معايير لاستحقاق المنحة، الأمر الذي مكننا لإعطاء المنح لكل من استوفى هذه المعايير التي أعدّها مجلس الأمناء”.
ثمّ توجه رئيس مجلس أمناء صندوق التعليم العالي القطري إلى الطلبة قائلا: “إنكم انتم تحملون راية ورفعة هذا المجتمع في الداخل الفلسطيني في كل مضاميره، إن كانت السياسية أو الاجتماعية أو الدينية، أنتم الذين ترفعون وتنقلون المجتمع في جميع المجالات وعلى رأسها دفع العنف عن مجتمعنا وتخليصنا منه، فأنتم أبناء هذا الوطن والمجتمع. أتمنى للجميع ولأبنائي الطلبة الصحة والعافية، حيث مررنا بسنة محنة صعبة كان فيها مرض كورونا، لكننا اجتهدنا مع كل الظروف الاقتصادية الصعبة، أن نستمر في عطائنا للسنة السابعة عشرة”.
الكلمة التالية في اللقاء كانت للدكتور مهند مصطفى، عضو اللجنة الأكاديمية في الصندوق، ورحب في مستهلها بالطلاب الذين استحقوا المنحة. وتوجّه بالشكر الجزيل مصطفى أحمد شريم، رئيس مجلس أمناء الصندوق، وقال “إن الحاج مصطفى يمثّل الرجل الذي يسخّر ماله من اجل رفعة المجتمع، وفي نظريات العلوم الاجتماعية، رفعة المجتمع، تكون من خلال التمازج بين رأس المال وبين المعرفة والعلم، فالمعرفة بحاجة الى عقول ومال لدفعها، وهذا الصندوق محاولة لدفع التعليم العالي والمعرفة في مجتمعنا الفلسطيني”.
وأضاف: “الصندوق أيضا لديه مشروع نحو دفع المعرفة الاكاديمية داخل مجتمعنا الفلسطيني، عندما فكرّنا بتحويله الى قطري بالتشاور بين الاخوة في مجلس الأمناء وشخصيات داخل مجتمعنا، كان هدفنا أن يتحوّل الصندوق رافعة في بناء مجتمع فلسطيني مُمأسس وأن يكون نموذجا لبناء مؤسسات في هذه المضمار، وبناء مؤسسات وطنية وقطرية تدعم مجتمعنا في كافة المجالات. هكذا يمكن أن نشكّل رافعة للنهوض بمجتمعنا، الصندوق له طموحات كبيرة على مستوى التعليم العالي والمستوى الاكاديمي والمعرفة، بحيث يكون منصة اكاديمية هامة لمجتمعنا”.
ودعا الدكتور مهند مصطفى، طلاب العالم إلى البحث والمعرفة في تداعيات جائحة كورونا على مجتمعنا وتطوير قدرات معرفية جديدة تسهم في النهوض بالمجتمع العربي الفلسطيني في الداخل، كذلك بيّن أن من أهداف الصندوق المستقبلية، تنظيم مؤتمرات دراسية وعلمية وتخصيص جائزة للكتاب الفلسطيني، موضحا أن الصندوق أولى الأهمية لمعايرين مركزيين في دعم الطلاب، من حيث التخصص وبالذات في العلوم الاجتماعية والإنسانية على مستوى الدراسات العليا إلى جانب المعيار الآخر، الاجتماعي والاقتصادي.
وختم بالتأكيد على ضرورة تبني مشروع الصندوق كتقليد نموذجي لتطوير مؤسسات أخرى في مختلف المجالات داخل مجتمعنا الفلسطيني برأس مال فلسطيني، ودعم أجندات بحثية مستقلة تنتج معرفة منحازة لمجتمعها وموضوعية في البحث والمهنية.
ثم كانت الكلمة الختامية للطلاب المستحقين للمنحة، ألقاها باسمهم الطالب فادي زعي، وقال: “أتقدم بأجمل التهاني والتبريكات لكل الطلاب الذين حصلوا على المنحة الدراسية من هذا الصندوق الخيري الطيب، صندوق المرحومين أحمد شريم ومريم سليمان، واتقدم باسم الطلاب بالشكر والامتنان على هذه المنحة وعلى هذا الصندوق وعلى هذا اللقاء”.
في نهاية اللقاء، نوّه الإعلامي حامد اغبارية إلى أنه “جرى توزيع 296 بقيمة 3 آلاف شيكل للمنحة الواحدة، وهي موزعة على النحو التالي: 285 منحة لطلاب اللقب الأول، 8 منح لطلاب اللقب الثاني، و3 منح لطلاب الدكتوراه، 34 منحة خاصة”.