نفحات

ما حكم شجرة الهلال الرمضانية؟

انتشرت  في الآونة الأخيرة ظاهرة تزيين البيوت بشجرة على صورة هلال وذلك كإستقبال لشهر رمضان المبارك. ولا شك أنّ أصل  هذه الفكرة مأخوذ من فكرة  استقبال  السّنة الميلادية بشجرة الميلاد عند النّصارى؛ ولكن هيئة شجرة الهلال تختلف عن هيئة شجرة الميلاد كما أنّ الباعث والقصد في الحالتين مختلف أيضاً.

ولمعرفة حكم اتخاذ شجرة بصورة هلال رمضان لا بدّ بداية من بيان معنى التشبه لغة ثمّ بيان المراد الشرعي بالتّشبه المنهي عنه.

معنى التشبه لغة :  يقال تشبه بِغَيْرِهِ أي ماثله وجاراه فِي الْعَمَل ( انظر المعجم الوسيط، 1 /471)
والتشبه شرعاً لا يخرج عن المعنى اللغوي.

جاء في عون المعبود في شرح قوله صلّى الله عليه وسلّم (من تشبه بقوم):
قَالَ الْمُنَاوِيُّ وَالْعَلْقَمِيُّ أي تزي فِي ظَاهِرِهِ بِزِيِّهِمْ وَسَارَ بِسِيرَتِهِمْ وَهَدْيِهِمْ فِي ملبسهم وبعض أفعالهم . (عون المعبود شرح سنن أبي داود ، 11 / 51)

وبناءً عليه يمكن أن نقسّم التّشبه إلى أنواع :
أولاً : إذا تشبه المسلم بشعيرة أو رمز ديني لدى غير المسلمين فهذا من التشبه المنهي عنه وذلك كتزيين البيوت في شجرة الميلاد.

ثانياً: إذا تشبه المسلم بغير المسلمين بعادة مذمومة شرعاً أو خلقاً  فهذا من التشبه المنهي عنه وذلك كتقليدهم بعيد الحب مثلاً.

ثالثاً: إذا تشبه المسلم بعادة لغير المسلمين يختصون بها فهذا من التشبه المنهي عنه وذلك كلباس أو زي خاص بهم.
ومن الجدير بالذكر أنّه كما يحرم التشبه والتقليد فيما سبق ذكره فإنّه أيضاً يحرم بيع ما فيه تقليد وتشبه منهي عنه لما فيه من الإعانة على أمر محرم  .   ( انظر : حاشية ابن عابدين ، 6 /392 ).

رابعاً: إذا تشبه المسلم بعادة عند غير المسلمين غير مذمومة بشرعنا فهذا ليس من التشبه المنهي عنه وذلك كفكرة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة.

وعليه:
فإنّ شجرة الهلال وإن كانت لا تعتبر تقليداً مباشراً لرمز ديني أو عقدي لدى غير المسلمين ولكن فتح الباب لمثل هذه الأمور تجعل أعيادنا ومناسباتنا الدينية متأثرة بنهج وعادات وثقافة غيرنا وهو يتنافى مع ما تدعو إليه الشّريعة الإسلامية من توطيد النّفس وعدم التّبعية للآخر وتقليده  بثقافته وعاداته وسلوكه وتصرفاته بل إنّ هذه المحاكاة للغير تزرع في نفوس أبناء وبنات المسلمين الشعور بالنقص والدّونية لأنها تجعله بأن يشعر  بحاجة دائمة لئن يستورد من الغير ثقافته ويستمد منه موروثاته ولا يخفى على أحد ما لهذا الغزو الفكري من تبعات وتداعيات على المستويات كافة الأمر الذّي قد  يوقع المرء  في التشبه المنهي عنه بقوله صلّى الله عليه وسلّم: ” مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» رواه أبو داود ( 4031 ).

كما  ونتوجه لإخواننا التّجار بتجنب بيع الأشجار التي على صورة هلال حفاظاً على خصوصية شعائرنا ومناسباتنا  الدينية كي تبقى لها هيبتها ورسالتها التّربوية.

هذا ولا بأس ببيع زينة لرمضان مثل الفوانيس ونحوها ممّا لا تقليد به لشعائر غير المسلمين ولا حرمة فيها كمجسمات ذوات الأرواح.

ملاحظة مهمة : يذكّر المجلس أصحاب المحلات التجارية بعدم كتابة الآيات القرآنية وذكر الله تعالى على الدّعايات التّجارية أو الإمساكيات الرّمضانية خشية أن تلقى بالشّوارع وأماكن النفايات كما نشاهده في كل رمضان.

والله تعالى أعلم

المجلس الإسلامي للإفتاء في الدّاخل الفلسطيني (48)

عنهم: أ . د . مشهور فوّاز رئيس المجلس

السّبت 26 شعبان 1442 ،  9 نيسان 2021 م

صورة للتوضيح من مواقع التواصل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى