قلق إسرائيلي من امتداد انتفاضة النقب إلى مدن بالداخل
كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، وجود حالة من القلق لدى مختلف المحافل الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بسبب انتفاضة سكان النقب ضد انتهاكات الاحتلال بحقهم.
وأكدت الصحيفة في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن “المواجهات العنيفة التي اندلعت في النقب مؤخرا، تعكس الاندماج الخطير بين أزمة سياسية شديدة وبين تهديد أمني داخلي”، منوهة إلى أن اليمين الإسرائيلي “كعادته، يصب الزيت على النار”.
التهديد الأكبر
ورأت أن “الحكومة في حال لم تستيقظ بسرعة، يمكن أن تجد نفسها أمام الخطر الأمني الأخطر الذي سجل في إسرائيل منذ المواجهات التي وقعت في المدن المختلطة أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة”، (10 أيار/ مايو 2021 واستمر 11 يوما).
ونبهت “هآرتس” إلى أن “الأجواء في أوساط البدو في النقب تسخن بالتدريج منذ بضعة أسابيع، وبالأساس على خلفية الخوف من استئناف هدم البيوت، وقفز الغضب درجة بسبب التشجير في أراضيهم”، منوهة إلى أن حكومة نفتالي بينيت تستخدم “التشجير من أجل إبعاد السكان البدو عن الأراضي التي يعيشون فيها”.
وقالت: “توجد هنا مواجهة رمزية يرافقها صراع عملي على تحديد المنطقة الجغرافية والسيطرة عليها، ومستوى العنف (من قبل سلطات الاحتلال) مرتفع نسبيا”، موضحة أنه “بسبب خطورة الحوادث تدخل الشاباك بصورة استثنائية في التحقيقات”.
وقدرت أن المواجهات التي اندلعت رفضا لمصادرة الأراضي بذريعة “التشجير”، لها “دافع عنصري واضح، وما ينشر من أفلام قصيرة في الشبكات الاجتماعية، يشعل التوتر”، وأضافت أن “الاحتجاجات حول التشجير ليست جديدة في النقب، لكنها لأول مرة تحدث في الوقت الذي يوجد فيه حزب عربي عضو رئيسي في الائتلاف الحكومي، علما بأن نحو 40 في المئة من أصوات (راعم) (القائمة العربية الموحدة) في الانتخابات الأخيرة جاءت من النقب”.
ونقلت الصحيفة عن قيادي كبير في الحركة الإسلامية في الداخل، أن “التهديد الأكبر على استقرار الحكومة يوجد في النقب، واستمرار هدم البيوت في القطاع البدوي”. مشيرة إلى تحذير رئيس “القائمة العربية” منصور عباس من أن “قضية التشجير، يمكن أن تضعضع الائتلاف الحكومي”.
أزمة تتشكل
ولفتت “هآرتس” إلى أن الحكومة تواجه في النقب حركة “كماشة” من خصومها، فـ”القائمة المشتركة” (أحزاب عربية غير مشاركة في الحكومة) تطوق عباس و”راعم” من اليسار تطالب بحماية البدو، والليكود يطوق رئيس الحكومة نفتالي بينيت من اليمين ويطالب بمواصلة التشجير وإبداء الحزم تجاههم.
ونبهت إلى أن هناك العديد من الأحزاب الإسرائيلية من بينها حزب “الصهيونية الدينية” و”الليكود”، “يشعلون الحرائق ويلعبون بالنار، وكل هذا بهدف الحفاظ على التوتر، وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو يعمل كوكيل للفوضى لإذكاء التوتر في النقب”.
وقدرت “هآرتس”، أنه في حال “تعمقت الأزمة في النقب، فزيارة أعضاء الكنيست، ستظهر مثل اقتحام أريئيل شارون (رئيس وزراء إسرائيلي أسبق) في المسجد الأقصى عشية اندلاع الانتفاضة الثانية”.