موقع كل الحق بالتعاون مع جمعية الجليل ينظّمان مؤتمرًا حول الحقوق في مجال الصحة في المجتمع العربي
أقامت جمعية كل الحق بالتعاون مع جمعية الجليل القطرية للبحوث والخدمات الطبية مؤتمرًا للمهنيين بعنوان رفع الوعي للحقوق في مجال الصحة في المجتمع العربي. وذلك كجزء من حملة خاصة تقودها جمعية كل الحق للمجتمع العربي وبتمويل من مجلس الصحة بهدف ر فع الوعي حول الحقوق الصحية لجسر الفجوة المعرفية لدى الجمهور وتشجيعهم على تحصيل حقوقهم في هذا السياق.
استضاف المؤتمر متحدثين من مجالات مختلفة منهم أطباء، ممرضين، محامين، جمعيات وآخرون. وشارك مهنيون عبر منظومة الزوم من كافة أنحاء البلاد من المجالات الطبية والعلاجية والعاملين في صناديق المرضى والمستشفيات، وكذلك اختصاصيين من مجال القانون وتحصيل الحقوق، وباحثين وأكاديميين.
افتتحت المؤتمر بيان مجادلة، مديرة “كل الحق” بالعربية التي قدمت لمحة عن موقع “كل الحق”، معطيات عن استخدام الموقع، والعوائق التي يواجهها الأفراد لتحصيل حقوقهم وعلى رأس القائمة عدم معرفة الحقوق.
قالت مجادلة: “عقدنا هذا المؤتمر، بالتعاون مع جمعية الجليل، كجزء من حملة إعلامية واسعة في مجال الحقوق الصحيّة التي سوف تنطلق خلال الشهر الحالي وتمتد على مدار السنة بتمويل من مجلس الصحة في وزارة الصحة. شاركت في المؤتمر جهات مختصة في مجال الطب والصحة، الي جانب جهات مختصة في مجال تحصيل الحقوق من مؤسسات المجتمع المدني. الحق في الحصول على خدمات صحية هو حق أساسي، وكلّما ازدادت المعرفة يزداد تحصيل الحقوق والخدمات التي تتعلّق بالصحة.
ومن جانبها قدمت جمعية الجليل محاضرتين تضمنتا معطيات عن الوضع الصحي في المجتمع العربي، مثل الارتفاع المقلق لمعدّلات الأمراض المزمنة كالسكري، ضغط الدم وأمراض القلب، حيث تظهر هذه الأمراض لدى فئة عمر الشباب الأمر الذي يثير القلق حول الوضع الصحي، الى جانب السلوكيات والممارسات الصحية الخاطئة. كما قدم د.محمد خطيب، باحث في جمعية الجليل محاضرة حول النظرة الحقوقية للصحة، والتي تؤثر على جاهزية الفرد للمطالبة بحقوقه الطبية، واستخدام الخدمات المتوفرة له كالمحافظة على اجراء الفحوصات الطبية الروتينية حتى عند شعوره بشكل جيد ما يعطي فرصة للكشف المبكر في حال تطور مرض، ويزيد من فرص نجاح العلاج.
وقال السيد أحمد الشيخ محمد، المدير العام لجمعية الجليل القطرية: “لهذا المؤتمر أهميّه كبيرة في رفع الوعي للحقوق والمعرفة الصحية في مجتمعنا. تبين أبحاثنا، في جمعية الجليل، تطور سلبي في المؤشرات الصحية مع تضاعف نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة في العقد الأخير وانخفاض في مستوى المعرفة الصحية والمعرفة بالحقوق الصحية في مجتمعنا. مما يؤدي لعدم استغلال الخدمات المتوفرة والمنصوص عليها وفق القانون. بهذا المؤتمر تكون انطلاقة لحملة لرفع الوعي بهذا الخصوص لجعل القضايا الصحية في سلم أولوياتنا كأفراد ومجتمع. تسرنا جدًا شراكتنا مع جمعية كل الحق فهي شراكة تكاملية وبنّائه من أجل واقع صحي أفضل لمجتمعنا”.
وقد دارت خلال المؤتمر حلقتي نقاش الأولى حول الاحتياجات الخاصة والأزمات النفسية وقد شارك فيها حسام أبو بكر، مدير التأمين الوطني في العفولة، المحامية ريم أسدي، مديرة عيادة القانون والصحة، كلية “المنهال” وعن بُعد شارك كلا المتحدثان شادي درباشي، محاضر في برنامج “زملاء للحقوق” ومركّز تشغيل في “فن التأهيل” وياسمين أبو فنة، مندوبة عن خدمات سلة التأهيل، لواء حيفا 2. وقد تم نقاش عوامل مختلفة من شأنها التأثير على تحصيل الحقوق ومخصصات التأمين مثل الوصمة المُجتمعية المرافقة للأزمات النفسية، حاجز اللغة، وبُعد المراكز التي تقدم الخدمات الصحية عن البلدات والقرى العربية.
وبشأن حلقة النقاش التي اختُتِم بها المؤتمر، فقد تمحورت حول تحصيل الحقوق الطبية في مواقف حياتية مختلفة، وشارك فيها كل من د. صبحية مروات- رباح، طبيبة أخصائية بطب النساء والتوليد في “كلاليت” ومديرة وحدة الأم والجنين في مستشفى الناصرة الإنجليزي، حمادة حامد، مدير عام جمعية “مريم” لدعم مرضى السرطان وعُلا حاج، محامية وممرضة مرافقة للمرضى بما يخص الحقوق الطبية في مستشفى “تال هشومير”. كما شارك عن بُعد د. عوني يوسف، مدير الملف الجماهيري للتطوير الصحي في المجتمع العربي في “كلاليت” وشادي قسيس، مؤسس ومدير عام جمعية الشجعان لسكري الأطفال.
وتحدّث المشاركون كلٌ من خبرته في مجاله وتجربته مع المتعالجين والجمهور، عن العوائق الرئيسية التي تثبط محاولات المطالبة بالحقوق الصحية ومنها المستوى الاقتصادي المتدني وتأثيره على تفادي استشارة محامٍ خوفًا من التكاليف المادية، الإرهاق النفسي والجسدي للمتعالج الذي قد يدفعه للتخلي عن المطالبة بحقوقه كالاكتئاب ما بعد الولادة، والعلاج الكيماوي بالإضافة الى تفاوت القوى بين الموظف والمشغل ما يصعّب مواجهة المشغلين للحصول على حقوق عمل لها علاقة بالوضع الصحي وأمثلة أخرى كثيرة.
ومن الجدير بالذكر أنّ جمعية كل الحق ترى أن المهنيين من المجالات المختلفة هم شركاء كُلٌ من منبره في سيرورة رفع الوعي حول الحقوق الصحيّة وتحصيلها، لتكون هذه الرسالة كاملة متكاملة، من ترجمة وإتاحة المواد والمعلومات بالعربية لأبناء مجتمعنا، وأيضًا توجيه الأخصائيين للأفراد في كل نقطة اتصال معهم كالعيادات الطبية وغيرها.