الأخبار الرئيســـيةباقة وجتقبسات إخبارية

مقالة: احتلال العقول (3)

العالم يتغيّر، والبشريّة تتغيّر. فبالله عليكم! ألّا تتأخرّوا عن تلبية الواجب، ومعرفة الحقيقة التي تدور حولنا، لنغيّر واقعنا الكئيب. والله لا ينقصنا شيء لنغيّر حالنا ولنكسب راحتنا وراحة أولادنا في الدنيا والآخرة.

بين أيدينا دستور عظيم، نحن لا نشعر بقيمته، لهذا السبب تستهتر الأمم منّا وترانا أمواتا. وللأكل والشرب فقط.

أخي!

لا تستهر بشخصيّتك، أنت قادر على تغيير كل شيء. وكل واحد فينا في مجاله ومعرفته، المطلوب منا سهل ومريح، الإيمان والصدق مع الله ومع بعضنا البعض، وخطوة الألف ميل تبدأ بخطوة، لتفرح الأجيال القادمة من بعدنا، وكل ثورة في الدنيا تبدأ بشخص، وكل رجل يصل إلى قمم الجبال لم يسقط من السماء، بل صعد خطوة خطوة، وإذا أردت أن تعرف وتتأكّد من قيمة دستورنا العظيم، انظر وترقّب حقد وكراهية الحاقدين لهذا الدستور العظيم، فما السبب أننا لا نزال نعيش العمى والطرش والخرس؟! المطلوب منا أن نزرع لنحصد. الله سبحانه وتعالى قدّر نشوب حرب بين أوكرانيا وروسيا، ليرينا نتيجة أفعالنا، وليرينا ثمن الإنسان الأوروبي وثمن الإنسان المسلم في هذا الزمان.

ملوك ورؤساء دخلوا أوكرانيا تحت النيران والقصف للتضامن مع أهلها من حلف الناتو، أما أطفال العراق وسوريا فقد غرقوا بالآلاف في البحار، والأغرب أن الأوكراني لم يترك حتى كلبه، بل احتضنه ليعود به بعد انتهاء الحرب (انعكست الآية صاروا هم الرحماء). دول الناتو خصصوا معاشا لمن يحتضن أوكرانيًّا في بيته، أما السوري والعراقي لم يبق له إلا دموع الأمّهات وجوع الأطفال، حقا إننا عدنا لشراسة الجاهلية، مات المعتصم، ومات صلاح الدين.

الأمانة والإيمان والإسلام أصبح وضوءًا وركوعا وسجودا وقراءة سور من سور القرآن، بدون أفعال، والله إذا بقينا على هذا الحال سيدخل الخراب بيوتنا بيتا بيتا، وسندفع الثمن غاليا، أطفال غزة تنام على شحم بطونها، وثروات الأمة لا تعد ولا تحصى، بل توزع على الدول الغربية، والله من السهل يا إخوان إصلاح الذات ليتبعه إصلاح المجتمع، ولكن عودوا لدستوركم، حروفه أغلى من الذهب والفضة، وأغلى من الدينار والدرهم، فلماذا هذا العمى والطرش؟!

من ضمن أخطائنا التي نقع بها، هو ذلك الموظف والمسؤول في مجتمعنا العربي الذي لا يعطي ربع المطلوب، بل عشره، والله هذا حرام.

يا الله ما أغلى الوقت في ديننا، كل أركان هذا الدين العظيم لها صلة بالوقت، فكفى نوما وكفى استهتارا، لا تكن ظالما (وتذكر  يوم يعض الظالم على يديه قائلا: يا ليتني كنت ترابا).

فَيدًا بيد، لنصنع جيلا فالحا عادلا، ينكش التاريخ من جذوره لتعود الابتسامة لصلاح الدين والمعتصم.

بقلم: العدل – محمد بعد الرحمن أبو فول.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى