إكزيما الجلد (Atopic Dermatitis): الأسباب، العلاج والوقاية
إذا كان ابنكم يعاني من صعوبة في النوم ليلاً بسبب حكّة لا تطاق، أو أن جلده أصبح جافًّا، ووجدتم علامات على جسده، مثل الجفاف والطفح الجلدي، أو حتى إذا شعرتم أنتم بنفس الأعراض، فهذه المقالة مخصّصة لكم. فيما يلي نقدّم لكم أحد أسباب هذه الظاهرة، وعددًا من طرق العلاج التي ستسهل عليكم التعامل مع المرض، والإجراءات الوقائية لمنع تقدّمه.
هناك عدّة أسباب قد تؤدّي إلى الحالة التي أصابتكم، وفي هذه المقالة سنركّز على عامل واحد، ولكن بالطبع إذا شعرتم أن جسمكم أو جسم طفلكم يمرّ بشيء آخر، فمن المهم التوجّه إلى طبيب أمراض جلدية للحصول على تشخيص طبي دقيق، وذلك لأن كل جسم يختلف عن الآخر ولكل ظاهرة اسبابها وتأثيراتها المختلفة.
إكزيما الجلد (Atopic Dermatitis) – الأعراض
مرض التهاب الجلد، “Atopic Dermatitis“، والمعروف أيضًا باسم “إكزيما الجلد” في البلاد، هو التهاب جلديّ مزمن شائع. ومن أعراض هذا المرض الجلدي: الجفاف، الحكة الشديدة، الالتهاب الموضعي، الإحمرار، الطفح الجلدي، تحسّس الجلد، وفي بعض الحالات- نوبات حادة تظهر فيها آفات حمراء، والتي يرافقها أحيانًا ظهور بثور تحتوي على سائل، أو قشور. هذا المرض هو مرض “متموّج”، أي من المحتمل أن تكون هناك فترات هدوء، وفترات تفاقم المرض.
في معظم الحالات، تختفي إكزيما الجلد حتى سن المراهقة، ولكن يتبيّن أن المرض يلازم حوالي 20% من المصابين به طيلة حياتهم. تؤثر العوامل الوراثية والبيئة بشكل مباشر على وجود المرض، علمًا أن عملية تطوّر المرض غير واضحة، ولكن من المعروف لنا أن هنالك خللًا في جهاز المناعة وفشلًا في طبقة الجلد الأولى، يؤدّيان إلى تدهور حالة الجلد، وذلك بسبب فرط تحسّس الجلد لعوامل داخلية وخارجية.
مرض “Atopic Dermatitis” وجلد أحمر متهيّج– أمر معقّد ومليء بالتحديات
“Atopic Dermatitis” أو إكزيما الجلد، هو مرض مزمن يمسّ بجودة الحياة خاصةً لمن يعانون من حالة مرض متوسطة وحتى شديدة. لكن، إذا لم نتأخر في تلقّي العلاج المناسب، فيمكننا التعايش مع المرض وملاءمة نمط حياتنا بشكل يخفّف من حالتنا.
كما ذكرنا، فإن إكزيما الجلد تتميّز بظهورها في سن الطفولة بالأساس. وفي 65% من الحالات، تظهر إكزيما الجلد لأول مرة في سن الطفولة وفي 90% من الحالات- قبل سن الخامسة. تجدر الإشارة إلى أن المرض ليس معديًا.
كيف يجب أن نعالج مرض “Atopic Dermatitis“؟
- علاج موضعي، على سطح الجلد
يرتكز التوجّه العلاجي لإكزيما الجلد على الالتزام بنمط حياة معين، وعلى العلاجات الثابتة للحفاظ على وضع الجلد وعلاجات خاصّة للحالات الحادّة:
- تجنب تهيّج الجلد مثل: تفادي الملابس الضيقة والملابس الصوفية، مواد التنظيف والعطور والعشب الأخضر.
- ترطيب البشرة: أهم الطرق للتخفيف من حدّة المرض وتجنّب تفاقمه هي الحفاظ على رطوبة الجلد.
العلاج الطبي الموصى به:
يشمل علاج التهاب الجلد العلاج بالمستحضرات المرطّبة، تجنب المهيّجات الخارجية، العلاج الموضعي، العلاج بالضوء، والعلاج بالأقراص والأدوية البيولوجية.
- أدوية مثبّطة للمناعة
يحدث التهاب الجلد (الإكزيما) بسبب فرط نشاط جهاز المناعة. يمكن خفض النشاط المتزايد لجهاز المناعة باستخدام الأدوية المثبّطة للمناعة، التي تحدّ من نشاط الجهاز المناعي، وبالتالي تؤدّي إلى تحسن في حالة الجلد. قد يثير اسم الأدوية شعورًا بالقلق والخوف، ولكن يجدر التذكّر- تثبيط الجهاز المناعي الناجم عن استخدام الأدوية المثبّطة للمناعة، يظهر بشكل خاص عندما يتم استخدام هذه الأدوية بجرعات عالية وعلى مدى سنوات. أثناء العلاج بالأدوية المثبّطة للمناعة يجب أن يكون المريض تحت متابعة وإشراف طبي، بحيث يشمل فحص الطبيب، تحاليل الدم (فحص تعداد الدم، إنزيمات الكبد، وظائف الكلى) وفحص ضغط الدم (لأحد الأدوية). لا ينبغي إعطاء التطعيمات الحية الموهّنة (مثل تطعيمات الحصبة الألمانية والحصبة والنكاف أو تطعيم الجدري) أثناء تناول الأدوية المثبّطة للمناعة.
- المنشّطات (الستيرويد)
المنشطات تثبط سيرورة العمليات الالتهابية. يتم إعطاؤها بشكل موضعي في البداية على شكل مرهم، جهاز استنشاق، بخّاخ أو أقراص. وهي آمنة نسبيًا للاستخدام ولا تسبّب آثارًا جانبية ناتجة عن المنشّطات النظامية (في الأقراص أو الحقن). علاج الستيرويد فعّال لنسبة كبيرة من المرضى، لكن عند بعض المرضى لا يستطيع الستيرويد وقف الالتهاب أو السيطرة على المرض.
- العلاج بالضوء
التعرّض التدريجي للأشعة فوق البنفسجية في معاهد العلاج بالضوء يعالج التهاب الجلد (الإكزيما) بشكل فعّال. يشمل العلاج التعرّض القصير للإشعاع (بين ثوانٍ وبضع دقائق) عدة مرات في الأسبوع. غالبًا ما يكون هناك انحسار للمرض لفترة طويلة بعد العلاج.
- مثبّطات الإنزيم Janus Kinases inhibitors – JAK
مثبّطات “Janus Kinases inhibitors” (أو باختصار “مثبّطات JAK”) هي الأدوية التي تحدّ من النشاط المتزايد لجهاز المناعة بشكل أكثر دقّة من العلاجات المثبّطة للمناعة. هناك عدّة أدوية من عائلة مثبّطات “JAK” لعلاج الإكزيما، وهي فعّالة في تقليل الإحساس بالحكّة وأعراض المرض. يتم إعطاء الأدوية عن طريق الفم، على شكل أقراص.
- الأدوية البيولوجية
Dupixent (دوبيلوماف): الدواء البيولوجي الأول، وهو عبارة عن جسم مضاد لـ il-4 و il-13 الذي يضبط سيرورة عمليات الالتهاب من النوع 2 التي هي أساس التهاب الجلد “Atopic Dermatitis”. كفاءة وأمان العلاج مرتفعان للغاية. يعطى عن طريق الحقن تحت الجلد مرة كل أسبوعين ولا يتطلب متابعة من خلال الفحوصات المخبرية. يوصف هذا الدواء في البلاد لمرض “Atopic Dermatitis” للحالات المتوسطة وحتى الشديدة، للمرضى بعمر 12 سنة وما فوق، بعد فشل العلاج بالأدوية المثبّطة للمناعة.
- علاجات وقائية للمراهقين والبالغين
يوصى باستخدام منتجات الاستحمام ذات مستوى pH منخفض ومستحضرات التجميل والعطور التي لا تسبّب الحساسية مثل منتجات اللّكتوفيل. بالإضافة إلى ذلك، من الأفضل تقليل استخدام الملابس المصنوعة من الصوف أو المواد الاصطناعية، يوصى بغسل الجلد أو تنشيفه من العرق بعد مجهود بدني. طريقة أخرى هي تجنب التعرض لأشعة الشمس وحماية الجلد باستخدام مستحضرات الحماية من الشمس المناسبة وتجنب التعرض لشعر الحيوانات والغبار.
ما هي العلامات التحذيرية التي تتطلب التوجّه فورًا إلى الطبيب؟
– تفاقم المرض بشكل مفاجئ (خاصةً إذا ترافق مع ارتفاع في درجة الحرارة).
– ظهور حويصلات مملوءة بسائل على مناطق المرض.
– تدهور بشكل ملحوظ بعد التوقف عن العلاج.
* إذا لم يساعد العلاج الأساسي بواسطة ترطيب الجلد، وهناك شك في أن الأعراض تتفاقم، يجب استشارة اختصاصي أمراض جلدية.