صحّة وأسرة

انتقال الطفل إلى غرفته الخاصّة

تثير قضية ووقت نقل الطفل إلى غرفة منفصلة حيرة الكثير من الأهالي. بعد مرور ليال طويلة (سواء ذقتم فيها طعم النوم أم لا) تشعرون بأنكم جاهزون لإخراج طفلكم من غرفة نومكم ونقله إلى غرفة خاصّة بهِ. تذكّروا أنه قرار يتطلب المواظبة ومواصلة النظر قدمًا دون تردد. فهذا تغيير جذري للطفل ومن المهم انتظار الوقت المناسب للقيام به. عند الحاجة، يمكن تأجيله حتى تكون سيرورته فعّالة وقصيرة ومتواصلة. ما هو الوقت المناسب، إذًا؟

كالعديد من جوانب تطوّر الطفل، هنا أيضًا نجد توجّهات مختلفة، لذلك فلا توجد إجابة واحدة مطلقة. ولكن، ما هي الإشارات التي تدل على استعداد الطفل لمثل هذه الخطوة؟

  • حينما لا يعاني الطفل من أية آلام كأوجاع الأسنان، الأذنين، الرشح أو بعد حصوله على تطعيم معين، يحتاج الطفل في هذه الحالات إلى الدعم، التهدئة والتواجد بقربه أيضًا في الليل.
  • بعد أن يكون الطفل قد طوّر مهارات ويعتاد على النوم بمفرده دون تدخّل خارجي بمساعدة والديه. والقصد أيضًا حينما يستيقظ خلال الليل ثم يعود للنوم وحده أو بمساعدة غرضه المفضّل: لعبة أو بطّانية، مصّاصة وما شابه.
  • قد يصعّب وجود الأهل عملية التعلم لدى بعض الأطفال، حيث أنهم قد يعتادون على وجودهم على الدوام أو كونهم يسارعون لمدّهم بما يحتاجون إليه بشكل فوري ولا يسمحون لأطفالهم بتطوير مهارة تهدئة أنفسهم بأنفسهم. بهذه الحالة، قد يكون الانتقال إلى غرفة منفصلة خطوة إيجابية لاكتساب هذه المهارة.
  • عندما تكونون متأكّدين من قدرتكم على إعطاء حلّ لبكاء الطفل، وحتى لو كان هدف ذلك نفي وجود أمر مزعج ويضايق الطفل، ويتطلّب التدخّل لتهدئته والتخفيف عنه (وليس عند الاستيقاظ للحظات او إسماع صوت ما، علمًا أن هذه الأمور هي جزء من مراحل النوم).
  • في فترة مريحة تسمح بالالتزام بروتين ثابت والانتهاء بطقس نوم محدّد على عكس الفترات الأقل ثباتا كولادة أخ/ت، العودة إلى العمل، الانتقال إلى إطار معين أو خلال فترة “الخوف من ترك الطفل لوحده”.
  • عندما يكون قراركم، أيها الأهالي، صادرًا عن قناعة دون أية مشاعر مختلطة، هذا الأمر سيساعدكم على الالتزام بالقرار حتى ولو احتاج طفلكم بعض الوقت للتأقلم مع الوضع.

كيف ننفّذ الانتقال بصورة سليمة؟

ابدأوا بإفساح المجال أمام الطفل بحيث يأخذ بالتعوّد على سريره في غرفته الجديدة، يفضّل أن يكون غير جائع، هادئا ومرتاحا. أحد الأساليب المعتمدة هي خلق التجارب السارّة قبل النوم، كاللعب معه قليلًا، أو قراءة قصة ما قبل النوم كيلا يربط السرير بفعّالية النوم فقط.

  • خلال كل طقس النوم، أخبروا طفلكم بماذا تفعلون ليتمكّن من استيعاب الاحداث التي على وشك الحدوث، بحيث يدرك من نبرة صوتكم ووصفكم ما الذي ينتظره خلال كل مرحلة من طقس النوم، أي سلسلة الاحداث التي تشير إلى قدوم موعد النوم.
  • صوت الأهل هو الصوت الأحبّ على الطفل، لهذا ننصحكم بسرد قصة عليه أو التحدّث معه مستخدمين كلمات مهدّئة وعاطفية.
  • تمامًا كما هو الأمر في أي عملية تعلّم، من المتوقع أن تتطلب هذه العملية منكم الاحتواء، التفهم والصبر حتى يتأقلم الطفل مع الوضع الجديد.
  • من المهم أن تصغوا إليه وتتحلّوا بالصبر ريثما يصبح مستعدًا ويكتسب ثقته في هذه العملية.

وفي النهاية، تذكّروا أن نجاح العملية يتعلق بكلا الأبوين، وبمثابرتكم وإيصالكم الرسالة الواضحة لطفلكم، بحيث يتمكن في نهاية المطاف من النوم بمفرده في غرفته الخاصّة.

بالنجاح!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى