هذا هو الفحص الأكثر أهمية الذي يكشف عن المضاعفات المحتملة لمرض السكري
يقيس فحص “A1c” (السكر التراكمي) نسبة الهيموجلوبين الذي خضع لمستويات مرتفعة من الجلوكوز في الدم وهي تهدف إلى تقييم توازن السكري ومدى خطر حدوث مضاعفات مختلفة. إذا لم يكن الوضع متوازنًا، فيجب إجراء تغييرات في نمط الحياة والحرص على التغذية السليمة والنشاط البدني.
مرضى سكّري؟ من المهم أن تكونوا على دراية بأهمية فحص السكر التراكمي “A1c”. إذا تبين أن مستويات “A1c” عالية جدًا، فهذا يشير إلى ارتفاع غير طبيعي في مستويات السكر في الدم. عندما تكون مستويات السكر في الدم مرتفعة للغاية لفترة طويلة، فقد يسبب ذلك مضاعفات صحية.
العلاجات الجديدة لمرض السكري والتي ستساعد أيضًا في إنقاص الوزن
وجدت دراسة: مشاكل قلبية قد تكون قاتلة لدى مرضى السكري في البلاد – لا تُعالج كما يجب
هل تعانون من السكري؟ يجب أن تعتنوا بحالة أسنانكم
من خلال الدمج بين نمط الحياة الصحي – النشاط البدني المنتظم، وبرنامج غذاء شخصي، والعلاج الدوائي والمراقبة – بالإمكان خفض نسبة السكر في الدم. وسيؤدي ذلك إلى خفض مستوى “A1c” وتقليل خطر حدوث مشاكل صحية محتملة، خاصةً المضاعفات في الأوعية الدموية الدقيقة.
ما هو فحص “A1c“؟
عندما يدخل الجلوكوز إلى الدم، فإنه يرتبط ببروتين خلايا الدم الحمراء (RBC) والذي يسمّى الهيموجلوبين. هذا البروتين مسؤول عن حمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم. ويسمّى المركب الناتج باسم “السكر التراكمي”.
يعكس الفحص متوسّط مستويات الجلوكوز لدى الشخص خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. ترتبط جزيئات الجلوكوز بالدم (الناتجة عن تحلل السكر) بالهيموجلوبين وفقًا لتركيزها في الدم، ويظهر فحص “السكر التراكمي” متوسّط النسبة المئوية للهيموجلوبين المرتبط بالسكر في عينة الدم. يمكن استخدام الفحص ليس فقط كأداة لتشخيص مرض السكري ولكن أيضًا لتحديد مدى تصرّف الشخص المصاب بالسكري بخصوص مرضه.
أظهرت العديد من الدراسات أن خفض مستويات “A1c” يمكن أن يبطئ من تطور مرض السّكري ويقلّل من خطر حدوث مضاعفات مثل ضرر للأعصاب وأمراض القلب والأوعية الدموية. ولكن لا توجد وجهة واحدة تناسب الجميع. يمكن أن يكون تأثير للعديد من العوامل، بما في ذلك نوع مرض السكري والحالة الصحية العامّة.
يسمّى الفحص “A1c” لأن حوالي 98-95% من الهيموجلوبين في الجسم هو من النوع “A1”. يوجد لهيموغلوبين “A1” أنواع فرعية، مثل “A1c”، وهو النوع الفرعي الأكثر شيوعًا، ويمكن لطبيب السكري استخدامه كإشارة جيدة لمراقبة الجلوكوز.
كيف يتم احتساب “A1c“؟
عن طريق الكشف عن نسبة السكري التراكمي في الدم. يعكس الفحص الحالة خلال ثلاثة أشهر لأن خلايا الدم الحمراء تعيش بشكل طبيعي في هذه الفترة، وهي تمثّل كمية السكر التي تعرّضت لها الخلايا خلال تلك الفترة.
إذا كان مستوى الجلوكوز في الدم مرتفعًا، فهذا يعني أن هناك امكانية للمزيد من الارتباط بالهيموجلوبين. تدلّ نسبة عالية من الهيموجلوبين السكري (السّكر التراكمي) على أن الشخص قد عانى من ارتفاع مستويات السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. وقد يشير هذا إلى أن طريقة علاجه لا تتم بشكل صحيح، وعلى الأرجح انه لا يتابع وضعه بشكل كافٍ أيضًا.
تظهر نتائج اختبار “A1c” بالنسب المئوية. مستوى “A1c” عالٍ يعني ارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري ومضاعفاته. وقد يتطرّق الأطباء أيضًا إلى متوسّط الجلوكوز، “eAG”، عند الحديث عن مستويات “A1c”. يتوافق الـ “eAG” مع “A1c”، ولكن يظهر على شكل ملليغرام لكل ديسيلتر (mg / dL)، مثل السكّر بالدّم. تشير نتائج “A1c” و “eAG” إلى متوسّط مستويات الجلوكوز لدى الشخص على مدار ثلاثة أشهر. يمكن استخدام حاسبات بسيطة لتحويل النتائج من قياس إلى آخر.
الوضع العادي: 5.6% أو أقل؛ 114 ملجم / ديسيلتر أو أقل.
الوضع ما قبل السكري: 6.4-5.7%؛ 137-117 ملجم / ديسيلتر.
الوضع مع السكري: 6.5% أو أكثر؛ 140 ملجم / ديسيلتر
يملك الشخص المصاب بحالة ما قبل السكري فرصة جيدة لتغيير مستويات السكر المرتفعة ومنع تطوّر مرض السكري إذا خفّض مستوى “A1c” لديه. تتغيّر التوصية الخاصة بمستوى “A1c” الأمثل وتعتمد على العمر، نوع الدواء الذي يتم تناوله، نوع مرض السكري، الميل إلى نقص السكر في الدم، مضاعفات المرض، متوسّط العمر المتوقّع، وعلى الاستجابة للعلاج والتاريخ الطبي.
قيم “A1c“ الموصى بها
5.6% أو أقلّ من 114 ملجم / ديسيلتر: يوصى به للأصحّاء، البالغين غير المصابين بالسكري.
6.5% أو 140 ملجم / ديسيلتر: يوصى به لمرضى السكري الشباب الذين يعالجون بأدوية لا تسبّب نقص السكر في الدم، ولمرضى السكري من النوع 2، والذين لا يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية ولديهم متوسط عمر متوقّع مرتفع.
7% أو أقلّ، 154 ملجم / ديسيلتر أو أقل: يوصى به لمعظم مرضى السكري (باستثناء النساء المصابات بسكري الحمل).
8% أو أقلّ، 183 ملجم / ديسيلتر أو أقل: يوصى به للأشخاص الذين يعانون من السكري طويل الأمد أو الحادّ، مع متوسّط عمر محدّد، أو مضاعفات صحّية واسعة أخرى، أو استجابة ضعيفة للعلاج.
لماذا من المهم خفض مستويات “A1c“؟
أظهرت العديد من الدراسات أن خفض مستويات “A1c” يمكن أن يبطئ من تطوّر السكّري ويقلّل من خطر حدوث مضاعفات مثل ضرر الأعصاب وأمراض القلب والأوعية الدموية. ولكن لا توجد طريقة واحدة تناسب الجميع. يمكن أن يكون تأثير للعديد من العوامل، بما في ذلك نوع مرض السكري والحالة الصحية العامة. من المهم استشارة اختصاصي تغذية والحصول على رأي من الطبيب المعالج.
تقول جمعية السكري الأمريكية (ADA) إن الهدف بالنسبة لمعظم البالغين الذين يعانون من مرض السكري هو أن يكون “A1c” أقل من 7%. العديد من الطرق، مثل: التمارين والحمية والأدوية، يمكنها أن تساهم في التحكم بمستويات الجلوكوز في الدم ومستويات الـ “A1c”.
نصائح لنمط حياة صحّي
فيما يلي بعض النصائح التي ستساعد في خفض مستويات “A1c”.
النشاط البدني: توصي الإرشادات الحالية بأن يمارس البالغون النشاط البدني المعتدل لمدةّ 150 دقيقة على الأقل، كل أسبوع. يجب على الأشخاص الذين يستخدمون الإنسولين أو لديهم مشاكل طبية أخرى استشارة طبيبهم بالموضوع.
الأنشطة الروتينية: الأعمال المنزلية والبستنة والأنشطة الروتينية الأخرى يمكن أن تساعد في الحفاظ على مستوى حركة الشخص.
مراقبة نسبة الجلوكوز في الدم: ضرورية للتأكّد من أن الشخص يحقّق الأهداف ويقوم بالتغييرات اللازمة. يوصى بإجراء ذلك باستخدام جهاز قياس السكر المستمر وبدون وخز الإبر، مما يسمح بالمراقبة في أي وقت. يحتاج الأشخاص الذين يحقنون الإنسولين عدة مرات في اليوم إلى المراقبة المستمرة (ويحق لهم أيضًا الحصول على ذلك من خلال صندوق المرضى). أما المرضى الذين لا يحقنون الإنسولين ولا يُطلب منهم اتخاذ قرارات بشأن الجرعات على أساس يومي، يمكنهم الاتصال بجهاز استشعار السكر المستمر، كلّ فترة، لمعرفة أنماط السكر لديهم حتى بما يتجاوز ما يمكن أن يكتشفه فحص “A1c”، وفي الوقت المتبقي مراقبة السكر بواسطة جهاز قياس السكر في البيت.
متابعة برنامج العلاج: بما في ذلك استخدام الأدوية وتغيير نمط الحياة.
إدارة الوزن: إذا لزم الأمر، يوصى مرضى السكري بالاستعانة بشخص خبير في مجال الحمية والتغذية من أجل تحديد أهداف واقعية لفقدان الوزن. قد تساعد بعض أدوية السكري في إنقاص الوزن.
تتبّع التقدّم: مفيد للتحفيز الذاتي وتتبّع التغييرات وتحديد الطرق المناسبة لكل شخص.
إشراك الآخرين: غالبًا ما يكون من الأسهل تبنّي تغييرات في نمط الحياة إذا كان بإمكان الآخرين التشجيع ومتابعة التقدّم.
التغذية الصحيحة: المقصود نظام غذائي غنيّ بالخضروات، ذو مؤشّر جلايسيمي منخفض ويحتوي على جميع العناصر الغذائية وتتمّ ملاءمته للمريض. يلعب النظام الغذائي دورًا حيويًا في التحكّم بمستويات السكر في الدم. ويمكن أن يساعد الالتزام بنظام غذائي سليم في الحفاظ على مستويات السكر والـ “A1c” في نطاق صحّي.
يجب على الأشخاص الذين يعانون من السكري التأكّد من تناول ما يكفي من الخضار والبروتين، واختيار الأغذية التي تحتوي على نسبة أقل من السكر المضاف، والحد من استهلاك الدهون غير المشبعة (ترانس)، وتناول كميات أقلّ من الأغذية المصنّعة.
الكاتب هو طبيب سكّري في معهد السكري “مكابي هشالوم” في تل أبيب وفي عيادة لمرض السكري التكاملي