خاص “القبس”: تحديّات وعقبات في وجه فرع البريد في جت، وهل سنشهدُ إغلاقه نهائيًّا في الـ 2023؟!
تشير المعطيات الأخيرة أن سلطة البريد أغلقت في السنة الحالية 65 فرعًا من فروعها في البلاد، كما وتشير المعطيات إلى أن عدد الفروع المغلقة حتى شهر كانون الثاني من السنة الجديدة 2023 سيصل إلى 73 فرعا. وبالمقابل، فإنّ أي فرع بريد يتمّ إغلاقه، يكون الإغلاق نهائيًّا، ولن يتم فتح فرع بريد جديد له حتى لو تغيّر الوكيل، بحسب سلطة البريد.
ويأتي هذا الإغلاق للفروق، بالاتفاق مع الهستدروت الذي تمّ توقيعه مؤخرًا، حيث يسمح بإغلاق ما مجموعه 80 فرعا. لتصل عدد الفروع المغلقة لـ 133 مكتب بريد في غضون عامين.
وستترك هذه الخطوة حوالي 310 وكالة من أصل 470 مكتب بريد يديرها المستحقون، والتي هي تتضاءَل أيضًا. فقد أغلقت العديد من وكالات البريد أبوابها، وادعى الوكلاء أنّ النموذج الذي تقدّمه شركة البريد ليس مُرٍبحًا.
هذا الإغلاق، سيترك مئات العاملين في سلطة البريد بلا عمل، وبالتالي ستكون المعاناة على المواطن في تلبية احتياجاته الضرورية من مؤسسة البريد.
أحد الفروع الذي يواجه مشاكل وتحديات وهناك خطورة على إغلاقه نهائيا، هو فرع البريد في جت، حيث يواجه مشاكل جمّة من الناحية المادّية والجغرافية.
يقدّم فرع البريد في جت، خدمة ل 13 ألف نسمة تقريبا، وهو الفرع الوحيد في القرية، ويقع في البلدة القديمة منذ أن تمّ تأسيسه، حيث يقدّم خدماته كأي بريد في البلاد، ويُعتبر مؤسسة هامّة بالأخص لكبار السن.
عن الصعوبات التي يواجهها فرع البريد في جت، تحدثت وكيلة البريد الآنسة هبة شاهين في حديث لها لمراسل صحيفة وموقع القبس: “الوضع المادّي للبريد صعب جدا، وليس كما يتصوّره البعض، فالأجرة التي تدفعها سلطة البريد قليلة جدا، فمن ضمن الدفع الذي يدفعوه، عليّ أن أدفع أجرة محل، كهرباء، ضريبة، وأن أدفع أجرة الحواسيب الموجودة داخل البريد، فكلها مستأجرة، وهناك مصاريف أخرى كالدفع للمحاسب، والتأمين الوطني، كل هذه المصروفات أقوم بسدادها من ضمن ما يدفعوه من أجر”.
وتابعت: “هذا الوضع، لا يلائم من حيث المدخول والمصروف، فحتى اليوم، أصبحت مدانة 80,000 بسبب البريد منذ أن استلمته بعد أقلّ من عام، وحاليًّا أعمل على توكيل محام لأنهي عقدي مع سلطة البريد قبل الموعد المحدّد، فكل شهر يمضي، يزيد الوضع سوءا”.
ومن الصعوبات التي تواجه فرع البريد في جت: ظروف موقع البريد وما يتعلّق بموقف السيارات، ولا حل له حتى الآن.
وعن الصعوبات التي ستواجهها القرية مستقبلا قالت شاهين: “سأكون آخر وكيلة لفرع البريد في جت. وفي حال لم أستمرّ به، بهذه الحالة سيتمّ اغلاقه، وإن تمّ إغلاق الفرع، فيستم اغلاقه نهائيا ولن يتم استبدالي بوكيل آخر. بالتالي، سيكون هناك تعطيل بالخدمات الأساسية كالرسائل المستعجلة”.
وقالت: “بسبب إغلاق البريد عدة أشهر، في فترة الانتقال من وكيل إلى وكيل، تم فقدان الكثير من بطاقات الهوية ورخص السياقة وجوازات السفر، فكيف سيكون الحال عندما يتم اغلاقه نهائيا؟ تعلم كم شخصًا تم سحب رخصة السياقة له؛ لأنه لم يستلم المكتوب لأنه لا يعلم المكان المناسب ليتم استلامه؟!من بريد باقة، أم من جت أم من دكان؟!”.
وتابعت حديثها “للقبس”: “كذلك الأمر سيكون صعبا على كبار السن، حيث سيضطرون للسفر إلى باقة، وينتظرون أوقاتا وأدوارا كثيرة، أكثر من الوقت الذي ينتظرونه بفرع البريد في جت ليتسنى لهم سحب معاشهم أو دفع فواتيرهم”.
وتابعت قولها بحُرقة: “أهل البلد بحاجة ماسّة للبريد، ولكن لم أجد أي مساعدة من أحد، حتى المجلس المحلي نفسه، لم أجد الدعم منه، ولو بأبسط الأمور من حيث إدارة معاملاته عن طريق فرع البريد جت، وإنّما يتوجه لفرع بريد آخر، فرع البريد في جت أولى من أي فرع آخر حتى لو كان الربح أغورة!”
وختمت قولها: “مدخول 8,630 عليَّ أن أدفع منه أجرة محل، ضريبة، أجرة موظف، مكتب حسابات، كهرباء، وغيرها.. وبعد كل هذه المصروفات، ما يتبقى لي لا يتعدّى ال 1000 ش، ساعات عمل طويلة من السابعة صباحا وحتى السابعة مساء، بالتالي فلو كنت أعمل خارج البريد لكان الكسب أفضل، ولكنّي أعمل حاليًّا خدمة لأهلي بلدي في هذه الظروف الصعبة، على أمل أن يتغيّر الحال، وإلا فستكون جت في الـ 2023 بلا بريد”.