ترقب إسرائيلي لمستقبل التوتر الأمني في الأقصى بعد نهاية شهر رمضان
مع نهاية شهر رمضان، تترقب الأوساط الإسرائيلية طبيعة ما قد تسفر عنه أحداث المسجد الأقصى في الأيام المقبلة، بعد أن استقطب هذا المكان، الذي صنفته الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأنه “متفجر”، قرابة أربعمائة ألف مصل فلسطيني لأداء صلوات الجمعة طوال شهر رمضان.
وفيما شمل الشهر الكريم عشرات الحوادث الأمنية والعمليات المسلحة، وإطلاق الصواريخ من غزة ولبنان، يبدو أنه أحد العوامل التي أدت على ما يبدو إلى اشتعال البرميل المتفجر، لكن الأنظار تتجه الآن إلى مزيد من الأحداث المقبلة مثل ذكرى النكبة.
أمير بوخبوط، المراسل العسكري لموقع “ويللا” العبري، ذكر أن “المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتحضر لإجازة ما بعد شهر رمضان، وسط تخوف من انفجار الظروف الأمنية بشكل خاص على خلفية نطاق التحذيرات الساخنة التي قدمها جهاز الأمن العام- الشاباك لتنفيذ هجمات مسلحة، وتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما حذر رئيس مجلس الأمن القومي، أهارون حاليفا، بأن المسجد الأقصى هو مكان متفجر، يمكن استخدامه كوقود للجمع بين مختلف الساحات المشتعلة من الشمال والجنوب على حد سواء”.
وأضاف في تقرير أن “قيادة الجيش في المنطقة الوسطى التي تشمل الضفة الغربية، ومنسق عمليات الحكومة في الأراضي الفلسطينية، والإدارة المدنية، يبذلون جهودًا كبيرة في سبيل ذلك، من خلال السماح بحرية العبادة والحركة على طرق الضفة الغربية والقدس المجاورة، والسماح بصلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وفي المجموع فإن كل أيام الجمعة طوال شهر رمضان وإحياء ليلة القدر شهدت وصول قرابة أربعمئة ألف مصلّ فلسطيني إليه، حيث أقيمت الصلوات في أجواء من التصعيد الأمني”.
وأشار إلى أن “شهر رمضان سجل وقوع قرابة خمسين هجوما فدائيا فلسطينيا، منها إطلاق نار من سيارة مسرعة، وإطلاق صواريخ من غزة ولبنان، وتسلل طيران إيراني لإسرائيل من سوريا، ومنذ بداية العام أحبط الشاباك 220 هجمة كبيرة، بما فيها 150 هجوم إطلاق نار، و20 هجمة بالقنابل، وهجمات دهس، وعمليات انتحارية، وخطف مستوطنين، وتم تنفيذ جزء كبير من الإجراءات المضادة خلال شهر رمضان، وأظهر تحليل الأحداث المختلفة أن الهجمات فيه أتت استمرارا مباشرا لنطاق المقاومة والتحريض منذ بداية العام”.
وأكد أنه “مقابل الهجمات الفلسطينية في رمضان، فقد اقتحمت شرطة الاحتلال المسجد الأقصى، وتم توثيق مشهد الاقتحام، وتوزيع مقطع فيديو على الإنترنت، حتى أصبح وقودًا، ويبدو أن حماس وقفت وراء التحريض على مواقع التواصل، ومن التحقيق الميداني الذي أجراه منسقو الشاباك مع المعتقلين، تبين أن جميع من تحصنوا في المسجد الأقصى خلال مداهمة الشرطة عشية هم شباب تراوحت أعمارهم بين 22-25 عامًا، تأثروا بالتحريض الكاذب الذي نشرته حماس على الإنترنت حول تغيير الوضع الراهن في الأقصى”.
تكشف هذه التوترات الميدانية في المسجد الأقصى أن اقتحام المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى تسبب بمزيد من التدهور في المنطقة، والوصول بها إلى حدث أكثر دراماتيكية، مع احتمال أكبر لوقوع خسائر بشرية من الجانبين، ما يزيد من حالة التأهب القصوى، مع تكثيف النشاطات الأمنية للاحتلال بالاعتقالات والمداهمات من قبل الجيش والشاباك، بزعم العمل على إحباط الهجمات بشكل يومي، ويبقى الخوف الإسرائيلي الرئيسي هو حدوث هجوم فدائي كبير، ما يزيد من نشر الفرق العسكرية في مختلف أرجاء الضفة الغربية.