فلسطينيّات

بعد عدوانها على غزة.. تل أبيب تترقب رد “حماس”

أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي أن عملية “السهم الواقي” التي أطلقتها في غزة فجر أمس الثلاثاء، تستهدف “الجهاد الإسلامي”، لكن عينها تترقب رد حركة “حماس”.

وفجر الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ عملية عسكرية ضد قطاع غزة أطلق عليها اسم “السهم الواقي” أسفرت عن استشهاد 15 فلسطينيا بينهم 4 أطفال و4 نساء، و3 من قادة “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”.

تأتي هذه التطورات بعد نحو أسبوع من تصعيد عسكري اندلع بغزة عقب اغتيال الأسير خضر عدنان داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وانتهى التصعيد فجر الأربعاء بالتوصل إلى وقف إطلاق نار بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية.

ترقب موقف حماس

ويؤكد مراقبون أن “حماس” التي تسيطر على قطاع غزة أكثر قوة من حركة الجهاد الإسلامي، وقد يحول تدخلها مسار العملية الإسرائيلية برمته.

وتوقع الرئيس الأسبق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية تامير هايمان أن عدم مشاركة “حماس” من شأنه أن يقصر المدة الزمنية للعملية.

وقال على تويتر: “قد يؤدي انضمام حماس إلى إطلاق النار من الجبهة الشمالية أيضًا وإطالة أمد العملية بشكل كبير”.

وأضاف: “المدن المختلطة في الداخل الفلسطيني والضفة الغربية هي ساحة أخرى يجب الانتباه إليها، وعلى الرغم من ضعف فرصة انضمامها، إلا أنها أكثر حساسية”.

واستدرك هايمان: “لكن هنا أيضًا حماس لها تأثير كبير، ويعتمد الكثير على قرارها بالانضمام أم لا”.

وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي سلسلة اجتماعات لتقييم الوضع الأمني، أمس الثلاثاء. كما التأم المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت” مساء الثلاثاء بمقر وزارة الأمن في تل أبيب لتقييم الموقف.

ويستعد الكيان الاسرائيلي لاحتمال قيام فلسطينيين بإطلاق صواريخ من القطاع على غلاف غزة والداخل. وخلال الساعات الأخيرة جرى إعلان فتح الملاجئ في عدد من المواقع جنوبي البلاد.

“التنحي صعب”

من جانبه، قال مسؤول سياسي إسرائيلي كبير في نهاية تقييم الوضع لصحيفة “معاريف” العبرية: “الحملة تستهدف الجهاد الإسلامي، من المستحيل ضمان عدم انضمام حماس”.

أما المراسل العسكري في هيئة البث الإسرائيلي إليور ليفي، فقد اعتبر أن “قرارا واحدا من حماس سيحدد مسار العملية في غزة”.

وقال: “على الرغم من أن الجهاد الإسلامي هي محور النقاش حاليًا، إلا أن الأنظار تتجه الآن إلى حماس. قرار زعيم حماس في غزة يحيى السنوار ورئيس جناحها العسكري محمد الضيف ورئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية بالانضمام إلى الحملة أم لا، سيقرر كيف ستبدو الأيام والساعات القادمة هنا وهناك”.

وأضاف: “دخول حماس في المعركة سيؤدي إلى تصعيد أكثر حدة”.

وتابع: “لقد أثبتت حماس ثلاث مرات في السنوات الأخيرة أنها قادرة على الجلوس إلى السياج وعدم الدخول في مناوشات عسكرية بين إسرائيل والجهاد الإسلامي. لكن هذه المرة سيكون من الأصعب عليها التنحي جانباً”.

معضلة حقيقية

فيما أشارت القناة الإخبارية “12”، الثلاثاء، إلى أن وزير الأمن وافق على استدعاء احتياطي محدود للوظائف المطلوبة للعملية.

ونقلت عن غالانت قوله إن الاحتلال نفذ “عملية محدودة ضد قيادة الجهاد الإسلامي في غزة، لكن يجب أن نكون مستعدين لأي سيناريو”.

كما نقلت القناة عن مصدر أمني إسرائيلي كبير، لم تسمه: “هدفنا هو إبعاد حماس عن الحملة، لقد أوضحنا لهم ذلك من خلال الوسطاء، لكن نحن مستعدون لأي تطور”.

وقالت القناة العبرية: “الجهاد الإسلامي سوف ترد، ولا ينبغي الاستهانة بقدرتها على تحدي إسرائيل، لكن المعضلة الحقيقية التي ستقرر استمرار الحملة هي ما إذا كانت حماس ستعمل وفقًا لمصالحها أم أنها ستستسلم للضغط وتنضم إلى القتال؟”.

ونقلت القناة عن تقديرات عسكرية إسرائيلية أنه سيتم إطلاق وابل كبير من الصواريخ من غزة.

وقالت: “تشير التقديرات في إسرائيل إلى أن الطرف الآخر يحاول تحضير ضربة جوية كبيرة باتجاه الجنوب وربما وسط البلاد، وبالتالي فإن إطلاق النار قد يتأخر”.

وأضافت: “تفسير آخر هو أن الجهاد تؤجل الرد لأنها تريد العمل مع حماس وتمارس ضغوطا كبيرة عليها للانضمام إلى الرد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى