“أوقفوا التعامل العنصري مع المسافرين العرب”
استمرارًا لطرحه لقضية التفتيشات العنصرية والمهينة التي يتعرض لها المواطنون العرب في المطارات، بادر النائب د. يوسف جبارين من خلال لجنة شكاوى الجمهور البرلمانية إلى جولة ميدانية في مطار اللد، وذلك للاطّلاع على تفاصيل مسارات السفر والتفتيشات وكيفية التعامل مع المواطنين العرب في المطار. وقد شارك في الجولة رئيس لجنة شكاوى الجمهور النائب يسرائيل ايخلير، والنائب أسامة السعدي، والنائب مناحيم موزيس، بالإضافة إلى رئيس سُلطة المطارات، يعقوب جانوت، ومدير مطار اللد، ومسؤولي أمن المطار، وممثلي شركة إل-عال.
وتأتي هذه الجولة بعد أن بادر النائب جبارين الى طرح قضية التفتيشات المهينة للمواطنين العرب في لجنة شكاوى الجمهور البرلمانية بعد تلقيه في الفترة الاخيرة العديد من شكاوى المسافرين العرب حول تعرضهم لانتهاك لحقوقهم ولخصوصيتهم ولتفتيش مهين في المطار.
وخلال الجولة، استعرض النائبان جبارين وسعدي العديد من حالات التفتيش العنصرية والمهينة ضد المواطنين العرب والتي تم نقاشها أيضًا خلال جلسة اللجنة في الكنيست حين تم الاستماع الى شهادات من مواطنين عرب. كما وطرح النائبان قضية عدم استعمال اللغة العربية في عمل ومنشورات سلطة المطارات.
وشملت الجولة مرافق أساسية في المطار، كمسار الدخول ومسار الحقائب بعد استعمال ماكنات الفحص الجديدة. كما وقام المشاركون بجولة في غرف الأجهزة الخاصة لتفتيش حقائب المسافرين، للاطّلاع على مسار تفتيش الحقائب وكيف يتم اختيار الحقائب التي يتم تفتيشها يدويًا. وفي هذا السياق قال مدير الأمن في المطار “انه يتم تفتيش حقائب المسافرين دون معرفة من هم أصحاب الحقائب، لذلك لا يمكن التمييز بين المواطنين على اساس انتمائهم القومي”.
وعقد المشاركون جلسة عمل بعد الجولة مع مسؤولي المطار لبحث القضايا التي تم التطرق لها خلال الجولة. وقال النائب جبارين خلال مداخلته في الجلسة “أن سُلطة المطارات تتعامل مع المواطنين العرب كمشبوهين دائمين وليس كمواطنين متساوي الحقوق، بل كمواطنين درجة ثانية وحتى ثالثة”، مؤكدًا على أنه لا يمكن القبول باستمرار هذا التعامل العنصري وغير الأخلاقي ضد المواطنين العرب.” وأضاف جبارين “خلال الجولة رأينا أن سُلطة المطارات تستعمل أجهزة تكنولوجية متقدمة، وبالتالي لديها كل الامكانيات لإتمام بالفحوصات دون المس بالمواطنين ولن نقبل بمثل هذا التصرف.”
كما وأكد جبارين أنه تلقى عشرات الشكاوى حول تفتيش الحقائب التي يحملها المسافرون إلى الطائرة، مؤكدًا على أنه يتم تفتيش هذه الحقائب التابعة للمواطنين العرب بشكل استفزازي وعنصري. وتطرق جبارين إلى التعامل العنصري لشركة إل-عال مع المواطنين العرب، وخاصة في سفرهم بالعودة البلاد، والذي يمس بحقوق ومشاعر المواطنين العرب بشكل دائم، مشيرا الى أن هناك عشرات الشكاوى حول احتجاز مسافرين عرب في غرف جانبية مغلقة أثناء عودتهم إلى البلد في المطارات الأجنبية بعد تفتيشهم من قِبَل أمن شركة إل-عال دون أي ّ سبب إلّا لكونهم مواطنين عربًا!
بدوره، قال سعدي “حضرنا للوقوف عن قرب على عدة قضايا تلقيّنا بصددها شكاوى وصلت الى مكتبنا وكان لا بد من طرحها أمام المسؤولين، كأن تُشمل جميع اللافتات ضمن الترجمة الى العربية وتذليل العقبات امام حجّاج بيت الله الحرام، ومسألة اقامة مصلّى والقضية العالقة منذ تأسيس هذا المطار وهي معاملة العرب على انهم ارهابيين حتى لو ثبت عكس ذلك.
واضاف سعدي: للمطار رمزيّة خاصّة في كيفية التعامل مع المسافر العربي وهو مرآة لكيفية تعامل الدولة مع مواطنيها العرب وانعكاسًا للوجه القبيح لما تسمى الديموقراطيّة الوحيدة في الشرق الأوسط، وتغيير هذا النهج منوط بعدة عوامل واجراءات، وايضًا باستمرار طرح هذا الموضوع وعدم ازالته عن جدول الاعمال، ومنوط بمبادرات وتشريعات تحدّ من هذه التصرّفات وتجتثّها.”
وطالب النائبان سُلطة المطار في نهاية الجولة التعامل مع كافة المسافرين بشكل متساوٍ وبأسلوب يضمن احترام وخصوصية المواطن وحقوقه الكاملة. كما وأكد النائبان على أهمية المبادرة إلى ورشات تأهيل وارشاد لعاملي المطار حول قيم المساواة وحقوق الانسان، بهدف الحفاظ على هذه القيم في ممارساتهم.