العمل على تشكيل قائمة بديلة لخوض إنتخابات الكنيست القادمة
اعلن السياسي محمد دراوشة ابن قرية اكسال مؤخرا، بأنه سيقوم قريبا بتأسيس حركة سياسية- اجتماعية جديدة تضع نصب أعينها تفضيل القضايا الاقتصادية والاجتماعية والإنجازات الفعلية لمجتمعنا الفلسطيني في الداخل, على الخطابات الجوفاء التي لا تنفع ولا تغني عن جوع كما قال.
الى ذلك… فانه مع اقتراب موعد انتخابات الكنيست القادمة فان الغموض يكتنز الى حد بعيد مصير المشتركة علما ان احزابها السياسية حتى اللحظة تستمر بنشاطاتها الجماعية السياسية وخطابها الموحد عالاقل امام الجماهير الفلسطينية في الداخل محاولة بذلك ان تعكس تماسكها الذي يعتقد البعض انه مزيف، يفضحه الخطاب المتناقض والمتخبط وازدواجية الموقف والرأي لدى نوابها. الى جانب التقاعس الواضح والخلاف وانعدام الخبرة بطريقة العمل السياسي لدى عدد من نواب المشتركة والذين سببوا بهيمنة اليمين وسن قوانين اكثر عنصرية ومتطرفة.
طلب الصانع:” للحزب العربي حضور ميداني
هذه الأمور مجتمعة ساهمت بشكل واضح باضعاف موقف المشتركة وادت الى فقدانها لشعبيتها بسبب اللامنطق في الخطاب والخلافات الداخلية الغير مكشوفة وبالتالي فأن فكرة تشكيل قائمة منافسة جديدة بدأت تلوح في الأفق حدثنا عنها النائب السابق طلب الصانع رئيس الحزب الديمقراطي العربي الذي تم استثناءه من القائمة المشتركة في الانتخابات السابقة، حيث قال :الحزب الديمقراطي العربي هو اول حزب عربي وطني تم تأسيسه عام 88، وعلى الرغم من استثناءه من التحالف ضمن المشتركة لكن هذا الحزب لديه حضور ميداني، والدليل على ذلك الحضور الواسع الذي اظهره استطلاع الرأي الذي قامت به مؤسسة انجاز، حيث حصلت الحركة الإسلامية على 8% والتجمع7% اما الحزب الديمقراطي فقد حصل على نسبة 6%، لان ميمونة هذا الحزب هو الطرح ومنذ تأسيس الحزب كان شعارنا تحويل الحضور الجماهيري العربي الى حضور سياسي وكان يميزنا الوطنية العاقلة والاستعداد للتحالف مع اليسار الإسرائيلي لاسقاط اليمين الإسرائيلي والتأثير على القرار، هدفنا هو إقامة الحيز الديمقراطي الذي يجمع اليهودي والفلسطيني وبالتالي تشكيل ائتلاف وليس قائمة مشتركة، أي ان نسعى معا لاسقاط اليمين ونكون شركاء في الحكومة لايجاد بديل كما تعمل هذه القائمة على وضع قضايا الجماهير العربي في سلم أولوياتها.
المشتركة تعاني من حالة تخبط واضحة
وأضاف: انتقادنا على المشتركة هو طريقة طرحها وتعاطيها مع الوضع السياسي في إسرائيل، لانه لا يمكن اسقاط اليمين في إسرائيل الا بتحالف الصوت العربي واليسار الإسرائيلي مثل عام ال92 عندما اسقطنا شامير وعام 99 عندما اسقطنا نتنياهو، عندما يتم اخراج الصوت العربي من الملعب السياسي هذا سيرسخ هيمنة اليمين، للأسف فأن القائمة المشتركة عشية الانتخابات الأخيرة رفضت اتفاقية فائض أصوات مع ميرتس، وهو امر خاطئ في حين انهم صوتوا لصالح درعي لاستلام منصب وزير الداخلية مما يشير الى حالة من التخبط داخل صفوف المشتركة، يجب ان يكون هناك موقف واضح، ان المشتركة مع الشراكة في اتخاذ القرار واسقاط اليمين وإيجاد صيغة تحالفية او بائتلاف او بدعم من الخارج لضمان التأثير على القرار لان هذا مصيرنا، اليوم القائمة المشتركة لا تؤثر اطلاقا لا على القضايا الداخلية ولا الخارجية ولا حتى بخصوص خرائط هيكلية في البلدان العربية، او المناهج الدراسية، الكنيست ليس سقف العمل الوطني بل العمل السياسي، سقف العمل الوطني هي المتابعة ويجب ان يكون ذلك واضحا.
ونوه قائلا: خطاب المشتركة للأسف يقوي نتنياهو وهو امر ليس لمصلحة الجماهير العربية ويجب إعادة النظر في الخطاب وتقييمه، يجب ان يكون الخطاب هادف وطني ومسؤول يضعف اليمين ويقوي المركز واليسار لأننا لا نستطيع ان نحكم الا في حال وجود 61 عضو كنيست وهذا مستحيل لذلك نحن بحاجة الى حلفاء لذلك على المشتركة ان تغير خطابها الى خطاب استقطابي لليسار ضد اليمين وضد نتنياهو، من مصلحتنا الانفتاح على معسكر اليسار واضعاف اليمين دون التأثير على وطنيتنا العاقلة وليس المغامرة.
قائمة عربية ديمقراطية ستشمل اكاديميين
وتابع: المنافسة ظاهرة إيجابية وصحية، بالفعل هناك فكرة ان يكون جسم بديل للمشتركة يعطي بديل للناخب العربي عبارة عن اطار ديمقراطي جامع تحت مسمى القائمة العربية الديمقراطية تغطي كل التطلعات وتصبو الى اسقاط اليمين والشراكة في الحكم وحتى الدخول في الائتلاف، قائمة عربية ديمقراطية ستشمل اكاديميين ومعلمين وشرائح واطر غير ممثلة بالمشتركة ممكن ان تشكل البديل وتؤثر وتعمل على اسقاط اليمين من داخل الائتلاف او خارج الائتلاف. اليمين بالنهاية لا يريد ان يؤثر العرب بقضايا مصيرية إسرائيلية والقائمة المشتركة بصيغتها الحالية تساعده على ذلك لانها تتواجد في الهامش السياسي وتقوم بدور المعارضة، وهو امر لمصلحة اليمين، عندما ترفض المشتركة ان تكون شريكة بالائتلاف هي تقوم بعملية اقصاء وتهميش ذاتي وهذا هدف اليمين، علينا اسقاط اليمين أولا وتشكيل البديل ثانيا.
واختتم قائلا: خطاب المشتركة اليوم هو خطاب عقيم ويفتقد الى الخبرة يحول التمثيل الى مجرد رقم بدون تأثير، المطلوب تغيير الخطاب، على المشتركة ان تلتزم بقوانين وقواعد اللعبة السياسية في الكنيست وان لا تحولها الى لعبة وطنية لانه سيكون لهذا مردود سلبي فمثلا زيارة النواب لعالات الشهداء هو عمل وطني ولكن تم على اثره سن قانون اقصاء النواب وبالتالي تراجع العمل الوطني، لذلك يجب فصل ساحة العمل الوطني عن العمل السياسي ويجب ان نبحث على تمثيل وتاثير .