السنوار: القدس خط أحمر ونرحب بكل الجهود الدولية لإعمار غزة
أعلن رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار في لقاء مع صحافيين، اليوم الأربعاء أن إسرائيل اغتالت 57 من عناصر كتائب “القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، و22 من “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
وقال السنوار “نرحب بكل جهد للإعمار … أؤكد التزامنا في حماس أننا لن نأخذ قرشا واحدا جاء للإعمار في قطاع غزة والعملية الإنسانية”. وأضاف “سنسهل مهمة إعادة الإعمار في قطاع غزة على الجميع. وسنحرص أن تكون العملية شفافة ونزيهة، وستحرص حماس ألا يذهب أي قرش لحماس أو للقسام”.
وقال السنوار إن فصائل المقاومة في قطاع غزة أرادت “إيصال رسالة للعدو (الإسرائيلي) والعالم بأنه كفى لعبًا بالنار”، مضيفا “بدأنا بإطلاق الصواريخ باتجاه القدس أولاً ليعلم الاحتلال أن للأقصى رجال يحموه”.
وشدد السنوار على أن “القدس خط أحمر وزوال إسرائيل مرهون بتنفيذ مخططاته فيها”؛ وقال إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، “أنذر وقال (لسلطات الاحتلال) كفى لعبا بالنار، ولبى (القائد العام لكتائب القسام، محمد) الضيف النداء، لكن الاحتلال ارتكب حماقة بمحاولة إخلاء الأقصى من المسلمين، فما كان لنا إلا أن نقول كلمتنا بالحديد والنار”.
واعتبر السنوار أن “الاحتلال انغر بالهرولة إلى التطبيع العام المنصرم، فظنوا أنهم يستطيعون أن يفعلوا ما يشاؤون. الاحتلال لم يعلم أن تطبيعه كان مع الحكام، وفئة قليلة، لكن هذه الأمة قلبها ينبض بحب القدس والأقصى”.
وأضاف “ليعلم الاحتلال أن هذه مجرد مناورة صغيرة لما يمكن أن يكون لو حاول أن يمس بالمسجد الأقصى”، وأكد أن المقاومة تستطيع إطلاق مئات الصواريخ (باتجاه إسرائيل) في الدقيقة الواحدة بمدى يصل إلى 200 كيلومتر.
وقال السنوار إن “الاحتلال خطط لسنوات لعملية يغتال خلالها الصف الأول للحركة بضربة واحدة، لكنهم فشلوا في ذلك”؛ ولفت إلى أن إسرائيل، خلافا لادعاءاتها، “فشلت في توجيه ضربة للصف القيادي السياسي والعسكري والأمني وغرف التحكم والسيطرة”؛
وتابع “حاولت إسرائيل اغتيال 500 من مقاتلي النخبة تحت خدعة الاجتياح البري لكنها فشلت”، مشددا على أن “الاحتلال ارتكب فشلا استخباراتيا كبيرا”، في حين “كانت أجهزة الاستخبارات لدى فصائل المقاومة مطلعة على خطط العدو، ولم تنطل عليهم خدعة الهجوم البري”.
وأوضح السنوار أن إسرائيل “اغتالت نحو 15 فقط من الصفوف القيادية الثانية والثالثة والرابعة”؛ وأضاف أن إسرائيل “اغتالت 57 من عناصر ‘القسام‘ و22 من ‘سرايا القدس‘”؛ وقال إن فصائل المقاومة في قطاع غزة خططت “لاختتام الجولة بضرب 300 صاروخ، نصفها على تل أبيب، وأوقفناها جراء وساطات”.
وأوضح السنوار إن فصائل المقاومة في غزة لديها “500 كيلومتر من الأنفاق تحت الأرض وإسرائيل لم تلحق ضررا سوى بـ 5% منها”، كما أوضح أن “ورش التصنيع، ومخازن الأسلحة، وغرف إدارة العمليات، تعمل بكفاءة تزيد على 95%”.
وحول قبول حركة حماس بتهدئة طويلة الأمد مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قال السنوار: “نقبل تهدئة طويلة الأمد إذا انسحب الاحتلال (من حدود 67) وفُككت المستوطنات وعاد اللاجئون وأقمنا دولتنا على جزء من أرضنا”.
واعتبر السنوار أن فصائل المقاومة نجحت “في وضع القضية الفلسطينية من جديد على طاولة العالم، وأنه لا يمكن تجاوز هذه القضية”، مضيفا أنه “ما بعد أيار/ مايو 2021، ليس كما قبله”.
وشدد على أن “هذا العام لن ينقضي ومشاكل غزة كما هي وسنحرق الأخضر واليابس إن لم يرفع الحصار”، وقال إن “هذا العام لن ينقضي إلا وقد تحققت انفراجة كبيرة في الحياة الاقتصادية والإنسانية في قطاع غزة”.
وكشف القسام أن الرشقات الصاروخية والطائرة المُسيّرة التي أطلقت من جنوب لبنان خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع كانت بتنسيق مع فصائل المقاومة في غزة.
ودخل وقف إطلاق نار حيز التنفيذ بين حركة حماس وإسرائيل، فجر يوم الجمعة الماضي. واستشهد خلال الحرب الإسرائيلية على غزة 254 شخصا بينهم 66 طفلا وأصيب 1948 شخصا بجراح مختلفة.
وأمس، الثلاثاء، شدد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بعد لقائه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن الولايات المتحدة ستضمن عدم “استفادة” حركة حماس من المساعدات الدولية التي ستخصص لإعادة إعمار غزة.
فيما طالبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعدم مرور أي مساعدات دولية ستصل إلى قطاع غزة عبر حركة حماس، مطالبة بالعمل ضمن آلية وعبر السلطة الفلسطينية “لتفادي الحاجة إلى تدفق مزيد من الموارد إلى حماس”.