سلسلة يومية: الحلقة الثانية: “على أبواب شهر الخير سأتغير وأدعو لي وللمسلمين”
من أعظم القربات وأفضل الطاعات .. طاعة يحبها الله عزَّ وجلَّ، عبادة يسيرة جداً، لا تحتاج أكثر من أن تحرك شفتيك وتقبل على ربك بقلبك وترفع يدك وتقول له: يــــــــا رب ..
وللدعاء فضائل عدة .. فلابد أن تستشعر هذه المعاني وأنت تدعو الله عز وجل ..
1) الامتثال لأمر الله عز وجل .. لقد أمرنا الله عز وجل أن ندعوه {وَقَالَ رَبّكم ادعونِي أَستَجِب لَكم ..} [غافر: 60] .. فالدعاء واجب يومي لابد من القيام به، وليس عندما تحتاج فقط .. لذا يغضب الله عز وجل ممن لا يدعوه.
2) أعظم طاعة وأفضل قربة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الدعاء هو العبادة ثم قرأ {وَقَالَ رَبّكم ادعونِي أَستَجِب لَكم ..} [غافر: 60]”. فيجب أن تفرح أن الله عز وجل قد أكرمك بأن تؤدي أفضل عبادة.
3) التقرب إلى الله عز وجل .. إن أردت أن تعرف ربك وتتعرف عليه، فما عليك سوى أن ترفع يديك وأنت مستشعرًا لقربه ومستشعرًا لمدى جوده وكرمه، فهو الكريم المنان ذو الفضل والإحسان .. قال تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أجِيب دَعوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَليَستَجِيبوا لِي وَليؤمِنوا بِي لَعَلَّهم يَرشدونَ} [البقرة: 186] 4) علاج لآفة الكِبر .. وهو من أخطر الأمراض، لإنه هو الذى منعك من الاستسلام لأمره فعصيته .. كما قال صلى الله عليه وسلم “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر” وقال “الكبر بطر الحق وغمط الناس”.
5) من أعظم الأسباب لعلاج قسوة القلب .. فالله عز وجل يبتلى العبد وهو يُحبه، ليسمع تضرعه .. قال تعالى {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 43] .. فلو إنك تضرعت إلى ربك وقت الشدة، لتحرك قلبك وزالت قسوته.
6) وقاية من عذاب الله عز وجل .. فلولا الدعاء لصبّ الله علينا العذاب صباً، الله عز وجل يقول {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} [الفرقان: 77]
7) ناهيك عن مِنَنٍ لا تُحصى وعطاء من لا تنقص خزائنه سبحانه وتعالى .. قال صلى الله عليه وسلم “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء”، فتعرّف إلى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء”.
أو يجعله ييأس ويقنط من رحمة الله عز وجل، فيقع بذلك في شِراك الكفر وهو لا يدري ..
والمشكلة إنك لم تدعو بشكل صحيح،
إذا تعالوا ندعو الله عز وجل قبل رمضان لنستعد للدعاء في رمضان قبل قدومه،
ادع وابدأ بنفسك .. ثم بعد ذلك ادع لمن تريد من الناس ..توخى ساعات الإجابة ..
عند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، ودبر الصلوات المكتوبة فقد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الدعاء أسمع ؟، قال “جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات”[رواه الترمذي وحسنه الألباني] ..
وآخر ساعة من يوم الجمعة ما بين العصر والمغرب .. في الثلث الأخير من الليل وقت النزول الإلهي، حين يتودد إليك ..
وعند الإفطار فدعاء الصائم مستجاب.
وادع لأخيك بظهر الغيب .. فهي من أسباب إجابة الدعاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل”[رواه مسلم] ..
دعاء الصائم والمسافر والمظلوم ودعاء الوالد لولده ..
قال صلى الله عليه وسلم “ثلاث دعوات مستجابات دعوة الصائم ودعوة المظلوم ودعوة المسافر” [صحيح الجامع (3030)]، وفي رواية “ثلاث دعوات لا ترد دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر” [السلسلة الصحيحة (1797)]