نظمته لجنة الحريات: المئات في الافطار الرمضاني لأهالي الاسرى والشهداء في الداخل الفلسطيني
شارك المئات من أهالي الأسرى السياسيين والأسرى المحررين، والشهداء والجرحى، في الداخل الفلسطيني، في الإفطار الرمضاني نظم يوم الجمعة 25 أيار/مايو 2018، في منتجع “ميس الريم” في قرية عرعرة.
وأقيم الإفطار الرمضاني على شرف أهالي الشهداء والأسرى والجرحى في الداخل الفلسطيني التي ترعاه سنويا لجنة الحريات والأسرى والشهداء والجرحى، المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، حيث يأتي في إطار الوعي التام بملف الأسرى ومعاناة أهاليهم وتذكيرا بوجود نحو 6500 أسير وأسيرة من أبناء شعبنا الفلسطيني، في سجون الظلم الإسرائيلية.
وشمل اللقاء الذي افتتح بآيات من الذكر الحكيم تلاها الشاب أحمد شريف ضعيف، كلمات لكل من رئيس مجلس عرعرة المحامي مضر يونس، والسيد محمد بركة رئيس لجنة المتابعة، والشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات، وتولى العرافة الشيخ محمود مواسي عضو لجنة الحريات. كما وشمل اللقاء أناشيد وطنية، وفقرات فنية قدمها أطفال الأسرى المعتقلين التي لاقت اعجاب الحضور، أهالي الأسرى السياسيين والمحررين.
وحيّا عريف اللقاء، الشيخ محمود مواسي عضو لجنة الحريات، الحضور قائلاً: “نحييكم جميعا أهلا وسهلا بكم في هذا البلد وادي عارة، قلعة الأحرار والشرفاء، في شهر مبارك طيب وبدعوة طيبة وسنة سرنا عليها سنين طوال، نقيم هذا الإفطار لذوي الشهداء الذين روت دمائهم الطاهرة أرض هذا الوطن الغالي، وتكريما لأسرانا وجرحانا البواسل الذين يقبعون في سجون الاحتلال ظلما وزورا فمن هنا نرفع لهم أسمى آيات التبريكات والتحيات داعين الله لهم بالفرج القريب إن شاء الله، ولا ننسى في هذا المقام شيخ الأقصى شيخ الثوابت الراسخة الدينية والوطنية والقومية الذي يقبع في سجون الاحتلال ظلما وزورا فألف تحية لك يا شيخ الأقصى يا شيخ رائد صلاح”.
المناسبات الوطنية تجمعنا
وبدوره، رحب المحامي مضر يونس، رئيس مجلس عارة/عرعرة بالحضور الحاشد قائلاً: “قبل عام خطّ أسرى الحرية موقفا بطوليا عندما أضربوا عن الطعام والشراب مناضلين من أجل حقوقهم الإنسانية، واليوم نتذكر هذا الموقف البطولي الذي خطه أسرانا”، لافتاً أن “المناسبات الوطنية تذكرنا أننا دائما شعب واحد وأننا أصحاب حق وأصحاب أرض ووطن”، مؤكدا أن “هذه الأحداث وغيرها تثبت المرة تلو المرة أننا شعب واحد صاحب حق أرض ووطن وأننا لن نتنازل عن هويتنا الفلسطينية وقضيتنا العادلة وحقنا في قيام دولتنا وعاصمتها القدس”.
وتطرق يونس في كلمته إلى مسيرة العودة في غزة وقال: “شعبنا في غزة العزة يسير بجماهيره الغفيرة متحديا جيوش الاحتلال ليخطّ موقفاً بطولياً أخر والذي حصد أكثر من 60 شهيدا وآلاف الجرحى، وقد أعلنوها عاليا أننا أصحاب حق، وقبل أيام انتصر أهل الداخل الفلسطيني لإخوانهم في غزة وتظاهروا نصرهم لهم ولدعمهم فقامت آلة القمع الإسرائيلية ممثلة بشرطتها بالاعتداء على المتظاهرين وزجت بالعشرات بالسجن وانتهكت حقوقهم الإنسانية من أجل أجل كسرهم لكن دون جدوى”.
الاستعداد لكل تحدٍ
السيد محمد بركة رئيس لجنة المتابعة، أكد في مستهل كلمته أن هذا الإفطار الرمضاني هو “بمثابة لفتة إلى إخواننا جميع الأسرى الفلسطينيين القابعين في السجون الإسرائيلية، نحييهم جميعا من خلال اثنين، الأول هو أخي شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح المناضل الصابر الصامد الذين نعرف جميعا أنه يقبع خلف القضبان في تهم لا أساس لها إلا أذا كان الموقف والعقيدة هي تهم عند المؤسسة الإسرائيلية وهي للأسف كذلك، ومن خلال أيضا عميد الأسرى الأخ ماهر يونس ابن هذه القرية الذي أمضى أكثر من 35 عاما في السجون الإسرائيلية”.
وتابع بركة: “لا نستطيع أن نقف اليوم على المنصات دون أن نتحدث عن غزة، غزة التي قدمت قوافل الشهداء كوكبة تلو كوكبة، ومن هنا أبعث تحية لأهلنا في غزة باسم جماهيرنا في الداخل ونقول لهم لم تكونوا وحدكم ولن تكونوا وحدكم، وبهذه المناسبة ندعو جماهيرنا إلى التجاوب الواسع والسخي مع حملة الإغاثة التي أطلقتها لجنة المتابعة قبل أيام لدعم أهلنا وإخواننا في غزة”.
وأضاف: “لا نستطيع أن نقف على منصة إلا وعيوننا شاخصة إلى القدس، الذين يحاولون تغيير هويتها والتي أقامت إسرائيل فيها السفارة لطعن في هويتها العربية الإسلامية المسيحية، ونحن مكلفون بالقدس لأن أبناء شعبنا في كافة تواجدهم لا يستطيعون الوصول إليها وعلينا أن نكون جاهزين لكل تحدٍ من أجل نصرة القدس والمقدسات”.
وحيّا رئيس لجنة المتابعة الإخوة الذين اعتقلوا في المظاهرات التي دعت إليها الهيئات الوطنية والوحدوية، “سواء في القدس والاعتداء الذي طال كل من شارك فيها والاعتقالات التي تلتها، والمظاهرة في حيفا التي شهدت اعتداءً دمويا مجرما على أبناء شعبنا واعتقل منهم 19 شاباً”، كما وحيّا بركة لجنة الحريات المنبثقة عن المتابعة وعلى رأسها الشيخ كمال خطيب “الذي يواصل تقليدا رائعا وإنسانيا وملتزما بحق الأسرى”.
ادراج أسرى الداخل في أي صفقة قادمة
الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات قال في مستهل كلمته أن هذا اللقاء هو استمرار لمسيرة سابقة “أحببنا أن نجمع فيها أهلنا الذين نتشرف بلقياهم، أهالي أبناء شعبنا من شهدائنا وأسرانا البواسل ودعونا إلى جانبهم الأخوة مركبات لجنة المتابعة والاخوة في الجمعيات والمؤسسات الحقوقية التي تؤدي دورا مباركا”.
وأضاف: “مرحلة لا يزال فيها شعبنا يقبض على الجمر ليس لان هناك 6500 أسير وفقط ومن بينهم أسرانا في الداخل، بل لأن هناك ما يزيد عن 500 معتقل إداري أهالي اثنين بيننا الآن، معتصم محاميد وأحمد مرعي، اللذين ما زالا في السجن الإداري منذ تسعة أشهر ومدد لهما ثلاثة أخرى، وهناك ما يقرب من 21 أم فلسطينية في السجن، ومئات المرضى، وهل ننسى الأسير عزيز عويسات ابن القدس الشريف الذي مات في السجن قبل أيام ولم يدفن حتى الآن”.
وقال الشيخ خطيب: “كل الشعوب التي تسعى لحريتها وكراماتها تدفع ضريبة، وهذا الضريبة يمكن أن تكون شهيد ويمكن أن تكون حرية تقيد للأسير وممكن أن تكون دمعة من أم أو أب أو زوجة أو أبن أو بنت” مضيفا أن “السجان الإسرائيلي الذي يعيش حالة النشوة في هذه المرحلة والغرور وبدعم أمريكي ومن أنظمة العرب الفاجرة التي تتواطئ معه بلا حدود، هذا الحال يجعل المحتل الإسرائيلي يزيد غطرسة وظلما وعنجهية في ممارسته ضد أبناء شعبنا”.
وأكّد أن باب السجن لن يكون مغلقا إلى أبد متطرقا في كلمته إلى قصة سيدنا يوسف علية الصلاة والسلام، مستدركا بالقول: إذا خيّر الإنسان بين أن يؤدي دوره في خدمة وطنه وأن يظل عزيزا شامخا وبين أن يسجن نعم يفعلها البطل ابن البطل الذي رضع حليب الشرف والأصالة”.
وقال أيضا: “باسمكم نحيي شعبنا الذي نعتز أننا جزء منه، هذا الشعب الذي يحير الدنيا وهو يبدع ليس من أجل أن يتسلط على شعب ولا من أجل أن يحتل شعب، بل لأنه يريد أن يعيش في أرضه عزيزا كريما، وإلا ما الذي يحول بين شعبنا من باقي شعوب الأرض أن يعيش شريدا طريدا وهو في الوطن إما شهيدا أو أسيرا كله من أجل فرية تاريخية أن لهم حق في هذه الأرض”.
وختم الشيخ كمال كلمته موجها رسالة إلى الجهات الفلسطينية قائلاً: “باسم أهالي الأسرى نتوجه جميعا إلى كل جهة فلسطينية قادرة على أن يكون لها دور في أن يطلق سراح كل أسرانا، نوصيهم ونذكرهم بأن أسرانا من الداخل الفلسطيني يجب أن يكونوا ضمن أي صفقة تبادل قادمة إن شاء الله ونحن نعلم أن هناك ملامح لصفقة ممكن أن تكون قريبة، فلنذكر بل ونطالب بحق في أن يكون أسرانا من الداخل ضمن القوائم التي يجب أن تكون من أولئك المحررين”.