استطلاع: إلغاء مباراة الأرجنتين تهوي بأسهم ريغيف
لا تزال القنبلة التي فجرها الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، الأول من أمس، الأربعاء، بإلغائه المباراة الودية التي كان من المقرر أن يخوضها، يوم غد السبت، أمام المنتخب الإسرائيلي، في ملعب “تيدي” في مدينة القدس، في إطار تحضيراته لخوض مباريات كأس العالم 2018 في روسيا، تدوي بالإعلام الإسرائيلي، خصوصًا بعد ما أظهرت تصريحات وزير الخارجية الأرجنتيني زيف ادعاء وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، ميري ريغيف، فيما يتعلق بالأسباب التي دفعت اتحاد اللعبة في بلاده إلى إلغاء المباراة.
وفي هذا السياق، أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ونشرته صباح اليوم، الجمعة، في نسختها الورقية، أن 50% من الإسرائيليين يعتقدون أن المباراة ألغيت لأن الأرجنتين استسلمت للضغوطات الفلسطينية، مقابل 38% يعتقدون أن السبب الرئيسي هو النهج الرسمي الإسرائيلي، الذي حول “الحدث الرياضي” إلى حدث سياسي.
وعبّر 58% من المستطلعة آراؤهم عن استيائهم من إدارة الوزيرة ريغيف، فيما يرى 39% منهم أن على ريغيف أن تقدم استقالتها، مقابل 47% لا يعتقدون ذلك. كما أظهر الاستطلاع أن فكرة نقل المبارا، من مدينة حيفا إلى القدس لم تلق رواجًا في الشارع الإسرائيلي، حيث أكد 50% من المستطلعة آراؤهم أنها كانت خطوة خاطئة، فيما عبّر 29% فقط عن تأييدها.
أصرت الوزيرة الإسرائيلية أن إلغاء المباراة جاء لدوافع أمنية بحتة عقب تلقي نجم المنتخب الأرجنتيني المحترف في صفوف برشلونة الإسباني، ليونيل ميسي، ولاعبون آخرون، “تهديدات إرهابية”، ونفت أن تكون الضغوطات التي مارسها نشطاء حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل (BDS)، قد ساهمت في القرار الأرجنتيني. فيما أشارت التصريحات الرسمية والتقارير الإعلامية الأرجنتينية إلى أن إلغاء المباراة جاء بناء على توصية رسمية من وزارة الخارجية بعدم خوض المباراة في القدس، بالإضافة إلى “الحملة المناهضة الضاغطة في وسائل الإعلام”.
فيما نقلت الصحيفة عن مصادر في الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم التقديرات التي ترجح أن قطر تدخلت لدفع الاتحاد الأرجنتيني إلى إلغاء المباراة، التي لم يبد اللاعبون أي رغبة في خوضها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم تردد في بداية الأمر من إلغاء المباراة خشية من تكلفة التعويض المقرون بذلك ومقداره 2.2 مليون دولار، خاصة أن الاتحاد الأرجنتيني يعاني ضائقة مالية حادة. وادعت المصادر أن قطر، التي تعتبر إحدى الرعاة الرسميين الرئيسيين للاعب الأرجنتيني وللنادي الذي يلعب له، دخلت إلى الصورة بوساطة رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، جبريل الرجوب، وتعهدت، حسب التقديرات الإسرائيلية، بنقل مبلغ التعويض إلى الأرجنتين مقابل إلغاء المباراة.
واعتبرت المصادر الإسرائيلية إلى أن التصريحات والتهديدات التي أطلقها رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، الرجوب، جاءت لكي تبرر القرار الأرجنتيني بإلغاء المباراة.
وبحسب ما الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر مطلعة، فإن هناك علاقة وثيقة بين القطريين ورئيس اتحاد كرة الفلسطيني، الرجوب، الذي شجع ودفع نحو إلغاء المباراة.
وقدرت المصادر ذاتها أنه “لا يوجد احتمال بالا تقف دولة عربية، على ما يبدو قطر، وراء إلغاء المباراة من قبل الأرجنتينيين”، وتابعت: “نحن نفهم بأن قضية التهديدات مجرد حجة لا يمكن الاعتماد عليها، إنما الموضوع يتمحور حول دعم دولة عربية للاتحاد الأرجنتيني الذي لا يملك المال”.
وكانت وزيرة الرياضة والثقافة قد قالت في مؤتمر صحفي أن سبب الإلغاء تهديدات وصلت ميسي ولاعبين آخرين وعائلاتهم من “منظمات إرهابية ومن فلسطينيين”. إلا أن سياسيين إسرائيليين وحتى مقربين من رئيس الحكومة، بنامين نتنياهو، اتهموا الوزيرة بأن إدارتها للحدث ونقلها اللعبة من مدينة حيفا إلى القدس، هي التي أثرت في قرار المنتخب الأرجنتيني.
وكانت ريغيف قد أصرت على إقامة اللعبة في ملعب “تيدي” بمدينة القدس، والتي كان من المقرر إجراؤها في ملعب “سامي عوفر” في مدينة حيفا، رغم أن ذلك كلّف خزينة الحكومة الإسرائيلية مبلغ 2.7 مليون.
علما بأن المباراة كانت سوف تجرى بمبادرة مستثمر إسرائيلي خاص، إلا أن ريغيف تدخلت وتعهدت بـ”تحمل الوزارة تكاليف الاستضافة في القدس وترتيب الحراسة الأمنية اللازمة للمنتخب الأرجنتيني”.