رغم مرور 51 عاما على وفاته: ما زالت جثة المرحوم مصطفى عبد الحليم أبو عيشة دحلة من طرعان غير بالية
أوصى المرحوم الحاج عبد الحليم دحلة من طرعان أن يدفن بجانب قبر والده المرحوم مصطفى عبد الحليم أبو عيشة دحلة الذي توفي عام 1967 فلما قام أهله بتنفيذ وصيته وتجهيز القبر الملاصق لقبر والده سقطت جوانب القبر لضيق المكان لتنكشف جثة والده التي لم تبل بالرغم من مرور 51 عاما على وفاته وظهر وجهه وأصابع يديه.وقد اصيب كل من شاهد ذلك خلال تجهيزهم القبر بحالة من الهلع .
يذكر أن المرحوم مصطفى عبد الحليم دحلة كان مؤذن القرية لمدة سبع سنوات وكان يؤذن لآذان المغرب في رمضان من على جبل طرعان حيث يجتمع أطفال القرية ليسمعوا الأذان ويبلغوا أهاليهم .
وفي حديث مع الشاب محمد هياجنة من طرعان ، احد الذين تواجدوا في المكان وعملوا على تجهيز القبر , قال:” بعد ان تقرر عدم دفن المرحوم في قبر والده كما أوصى , وبقرار من الشيخ , باشرنا العمل على تجهيز قبر ملاصق للقبر الاول , وخلال الحفر ولضيق المكان في المقبرة , فجأة انهار التراب من القبر وانكشف لنا وجه المرحوم , حينها صدمنا جميعا لهول ما شهدناه , فبعد حوالي 51 عاما من وفاته لا زال جلده على وجهه ولا زال الجلد يغطي اصابعه, حتى ان اصبعه مرفوع للشهادتين “. واضاف :” كانت لحظة تاريخية لم اشهد مثلها من قبل علما اني عملت كثيرا على تجهيز قبور وفتح قبور اخرى لاقرباء من عائلتي لكن كنا على ابعد الحدود واقصاها تخيلا , نعثر على بعض العظام , اما ان ينكشف وجه مرحوم توفي قبل 51 عاما والجلد ما زال يغطي وجهه ولم يتآكل بعد فهذا مشهد لم أر مثله من قبل “.
وتابع :” لو لم أر بأم عيني , ولو أني سمعت القصة من شخص اخر لما صدّقت , ولكني تواجدت في المكان وشاهدت ذلك بعيني. إنها مكرمة من الله عز وجل , فقد عرف المرحوم بحسن اخلاقه وكان مؤذن القرية لمدة 7 سنوات قضاها في خدمة الاهالي مجانا دون مقابل , وكنت اسمع اقاربي كبار السن يتحدثون عنه وعن سيرته الطيبة التي لا زالت خالدة وباقية معنا حتى يومنا هذا” .
اما الشاب (ص.ن) الذي تواجد هو الآخر في المكان وشاهد ما حصل فقال :” ما شاهدناه امر لا تصدقه العين , فقد كنت اول من انكشف وجه المرحوم امامه , الجلد لا زال يغطي وجهه واصابعه ايضا , ولا يزال يرفع اصبعه للشهادتين , ومنذ تلك اللحظة لا تفارقنا صورة وجهه ولا زلت حتى الان افكر فيما شاهدت . لم اتعرض من قبل لموقف كهذا ابدا , فالمرحوم توفي قبل 51 عاما , لكن تقاطيع وجهه والجلد الذي ما زال يكسوه توحي لك انه لم يمر على وفاته الا سنوات قليلة فقط “.
هذا وقد توجهنا الى رئيس المجلس الاسلامي للافتاء في الداخل الفلسطيني د. مشهور فوّاز محاجنة , للتعقيب , فقال في حديثه :” وقوع مثل ذلك للاولياء والصالحين حق وقد شوهد مثل هذه الكرامة في وقائع عديدة مشابهة. فالأرض لا تأكل أجساد الأنبياء كما ثبت في الحديث الصحيح والقاعدة المقررة عند أهل السنة والجماعة أنّه ما كان معجزة لنبيّ قد يكون كرامة لوليّ .ولا يخفى على أحد ما للمؤذن من المكانة والرفعة والمنزلة الأخروية خصوصا اذا كان محتسباً لا يتقاضى أجراً .فقد جاء في الصحيح : ” والمؤذنُ يغفر له بمد صوته ، ويصدقه من سمعه من رطب ويابس ، وله مثل أجر من صلى معه “، فهذه الكرامة شهادة على ما جاء في هذا الحديث بما للمؤذن من منزلة .
وأضاف الدكتور مشهور فواز :”قال القرطبي في “المفهم شرح مسلم” : وظاهر هذا أن الأرض لا تاكل أجساد الشهداء ، والمؤذنين المحتسبين ، وقد شوهد هذا فيمن اطلع عليه من الشهداء ، فوجدوا كما دفنوا بعد آماد طويلة ، كما ذكر في السير وغيرها ” .
وقال:”روى البخاري في صحيحه عن جَابِرٍ ، في قصة استشهاد والده في غزوة أحد ، قال ( فَأَصْبَحْنَا فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ ، وَدُفِنَ مَعَهُ آخَرُ فِى قَبْرٍ ، ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِى أَنْ أَتْرُكَهُ مَعَ الآخَرِ ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ ، فَإِذَا هُوَ كَيَوْمِ وَضَعْتُهُ هُنَيَّةً ، غَيْرَ أُذُنِهِ” ،وفي رواية أبي داود : ( فَمَا أَنْكَرْتُ مِنْهُ شَيْئًا إِلاَّ شُعَيْرَاتٍ كُنَّ فِى لِحْيَتِهِ مِمَّا يَلِى الأَرْضَ” .
من جهته قال الشيخ عصام دحلة امام مسجد ابو بكر الصديق في طرعان في حديثه:” في اكثر من مرة قال لي المرحوم الحاج عبد الحليم أبو الأمين رحمه الله : ” لما أموت بدّي تدفنوني في قبر أبوي ” باعتبار انه مر على وفاة والده 51 عاما . فكنت دائما أقول له : ” لا … لا يجوز ما دام هناك مكان ومتسع ، لا يجوز نبش القبور اذا لم تكن هناك حاجة ” . وهذا ما كان يوصي به أولاده وأحفاده . ففي يوم الوفاة تحدثنا بالموضوع وذهب أبناؤه وأحفاده لتجهيز القبر ، ورفضت فتح قبر والده لان هناك مكانا ومتسعا في مقبرة اخرى . فقالوا ان المكان ضيق في الجهة الجنوبية لقبر والده قلت فليكن فذلك افضل من فتح قبر والده . بدأوا بالحفر ولضيق المكان سقطت الحجارة الجانبية لقبر والده وظهرت جثة والده التي لم تبل بالرغم من مرور 51 عاما على وفاته .
كان المرحوم مصطفى دحلة أبو العبد مؤذن القرية لمدة سبع سنوات ، كما أنه حارب مع جيش الدولة العثمانية حتى وصل روسيا وعاد إلى قريته مشيا على الأقدام .