وزير إسرائيلي مبررا التهدئة: سنعود بـ500 قتيل لو دخلنا غزة
ما زالت أصداء وقف إطلاق النار مع المقاومة في غزة، تتردد في الأوساط السياسية الإسرائيلية، محدثة جدلا حادا بين مؤيد للتهدئة ومعارض لها.
وفي هذا الإطار قال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي، إن حماس تعاملت بعقلانية خلال جولة التصعيد الأخيرة في غزة، بحيث تحكمت في مدى القصف الذي نفذته، وأبدت التزاما بالرد في محيط غلاف غزة.
وحذر هنغبي في حديث له نشرته صحيفة معاريف من مغبة الانجرار وراء شن عملية شاملة على غزة والدخول في معركة برية معها قائلا: “سنعود بـ 500 قتيل حال دخلنا القطاع”.
ومبررا إبرام إعادة تثبيت التهدئة في غزة؛ رأى هنغبي أن “أي توسيع لضرب الصواريخ من غزة يعني أن شللا تاما سيصيب العاصمة الاقتصادية في البلاد (تل أبيب)، وستشل الحركة في مطار بن غوريون لأسابيع، لأنه لا حرب بدون ثمن”. معارضا بذلك ما كان يدعو إليه وزير الحرب المستقيل أفيغدور ليبرمان، والذي كان يدعو مرارا لتنفيذ ضربة قاسية لغزة.
ورداً على سؤال حول رد الحكومة لو أن الصواريخ وصلت إلى “تل أبيب” قال هنغبي: “هنالك فرق بين مهاجمة العاصمة الاقتصادية لإسرائيل أو المطار وبين بلدات أخرى، ولمنع هذا الأمر كان علينا البحث عن بدائل أخرى”.
وأثارت أقوال هنغبي ردود فعل متباينة، حيث قال عضو الكنيست، والرئيس السابق لمجلس أشكول الإقليمي حاييم يلين، إن “الوزير تساحي هنغبي قال ما كنا نفهمه جميعا في الجنوب منذ ثمانية أشهر، فحكومة نتنياهو لا تنظر إلى معاناة سكان غلاف غزة، وهناك تمييز واضح في التعامل”، مخاطبا نتنياهو قائلا: “أنت لا تستحق أن تكون وزيراً وتمثل حكومة ديمقراطية”.
وقال عضو الكنيست مئير كوهين من “يش عتيد”، إن “الوزير تساحي هنغبي، وأحد المقربين من رئيس الوزراء، يقول ما فهمناه نحن سكان الجنوب منذ فترة طويلة (..) نتنياهو الآن يمارس التمييز بين دماء سكان تل أبيب ودماء سكان الجنوب”.
تصريحات هنغبي أثارت أيضا رئيس الحكومة الذي صرح قائلا: “لا يوجد تمييز بين سكان غلاف غزة وتل أبيب، هجمات حماس ليست بسيطة، ولا يوجد فرق بين إطلاق النار من حماس سواء على المستوطنات الجنوبية أو على أي جزءٍ آخر من البلاد”.
وكتبت عضوة الكنيست عن حزب الليكود ماري ريغيف على تويتر مدافعة عن نتنياهو قائلة: ” لقد أخطا صديقي هنغبي فيما قاله، الحكومة تتعامل مع سكان غلاف غزة مثل تل أبيب تماما، وهي ستحفظ أمن مواطني دولة إسرائيل في كل مكان”.
وانتهت الاثنين جولة تصعيد بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي اندلعت على إثر استشهاد 7 مقاومين يتبعون لكتائب القسام، بعد اشتباكهم مع قوة خاصة إسرائيلية تسللت شرق خانيونس مساء السبت الماضي.
وأسفر الاشتباك أيضا عن مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخر، فيما ردت المقاومة على ما اعتبرته خرقا لتفاهمات وقف إطلاق النار، ودكت بصواريخها مستوطنات وتجمعات الاحتلال المحيطة بغزة، قبل أن يعلن مساء الاثنين عن إعادة تثبيت وقف النار بوساطة مصرية، الأمر الذي اعتبر نصرا للمقاومة في غزة، وهزيمة لحكومة نتنياهو.