إندونيسيا: ارتفاع عدد ضحايا التسونامي إلى 373 قتيلا
قالت وكالة مكافحة الكوارث في إندونيسيا عصر اليوم الإثنين، إن عدد ضحايا التسونامي الأخير ارتفع إلى 373 قتيلا، مع وجود 128 مفقودا و1459 جريحا.
وقال مسؤولون في إندونيسيا، إن عدد قتلى أمواج المد العاتية تسونامي التي ضربت جزيرتي جاوة وسومطرة بعد ثورة بركان أناك كراكاتوا ارتفع إلى 373، وأصيب المئات في أمواج المد التي وقعت في وقت متأخر يوم السبت عند مضيق سوندا. واضطر ما يربو على ثلاثة آلاف من السكان إلى الانتقال لأراض مرتفعة مع استمرار التحذير من ارتفاع المد حتى يوم الثلاثاء.
وشهدت إندونيسيا سقوط أكبر عدد من القتلى خلال عام نتيجة الكوارث فيما يزيد على عشر سنوات. فقد سوت زلازل مناطق من جزيرة لومبوك السياحية بالأرض في تموز/يوليو وآب/أغسطس، كما أسفر زلزال وتسونامي عن مقتل أكثر من ألفي شخص على جزيرة سولاويسي في أيلول/سبتمبر.
واستخدم مسؤولون في البحث والإنقاذ أيديهم العارية وبعض الآلات الثقيلة لرفع ركام المباني يوم الاثنين. وتدفقت المساعدات الحكومية وغير الحكومية على باندجلانج، وهي المنطقة الأكثر تضررا على الساحل الغربي لجزيرة جاوة.
وكانت الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث قالت، أمس الأحد، إن عدد القتلى بلغ 222 فضلا عن إصابة 850 وفقدان 28، لكنها رفعت عدد القتلى إلى 281 صباح اليوم الإثنين. وقال مسؤول من الوكالة في إقليم بانتين للصحافيين إن معظم الضحايا من الإندونيسيين الذين كانوا يقضون العطلات.
وقال دودي ديورادي، وهو قائد عسكري في المنطقة إن الأفراد والمتطوعين تلقوا إفادة بالبحث عن الضحايا على امتداد ما لا يقل عن 100 كيلومتر على الساحل.
وأعاد وقوع أمواج المد العاتية قبل عطلة عيد الميلاد إلى الأذهان ذكريات تسونامي المحيط الهندي الذي وقع بسبب زلزال يوم 26 كانون الأول 2004، وأسفر عن مقتل 226 ألف شخص في 14 دولة بينهم ما يربو على 120 ألفا في إندونيسيا.
وظلت بعض الطرق مغلقة بسبب الحطام، وهمت العائلات بمغادرة المنطقة خوفا من حدوث أمواج مد أخرى. ومن المقرر أن يزور المنطقة، اليوم الإثنين، الرئيس جوكو ويدودو، الذي سيخوض الانتخابات في نيسان/أبريل المقبل، للفوز بولاية جديدة.
وسجلت صور عرضها التلفزيون لحظات اجتياح أمواج المد العاتية للشاطئ ومناطق سكنية في مدينة باندجلانج على جزيرة جاوة، حيث جرفت في طريقها الضحايا والحطام وقطعا خشبية ومعدنية كبيرة.
وقال سكان في مناطق ساحلية لوسائل إعلام، إنهم لم يروا أو يشعروا بأي نذر للكارثة كانحسار المياه أو وقوع زلزال قبل أن تجتاح أمواج يتراوح ارتفاعها بين مترين وثلاثة أمتار الشاطئ.
كانت يوني التي تسكن في سومطرة تشاهد التلفزيون في المنزل عندما سمعت صوت المياه. وقالت: “سمعت صوتا هادرا واعتقدت أنه الريح. بعد أن فتحت الباب، جاءت المياه بسرعة وجرفتني. عندما رأيت الخارج، كان البحر ينحسر. قررت أن اركض بينما جاءت المياه مجددا للمرة الثانية”.
وأظهرت لقطات تلفزيونية لحظات ارتطام الأمواج بحفل موسيقي وانجراف المسرح، حيث كانت فرقة الروك المحلية سيفينتين تقدم عرضا أمام مئات الضيوف.
وقال مغني الفرقة ويدعى إيفان لمتابعيه على انستجرام إن أربعة على الأقل من أعضاء الفرقة والطاقم المساعد لاقوا حتفهم. وكان عازف إيقاع الفرقة ضمن المفقودين.
وأظهر فيديو نشرته الشرطة الوطنية الإندونيسية على تويتر ضباط شرطة وهم ينقذون صبيا محاصرا في سيارة سقطت فوقها الأشجار والأنقاض.
وقال المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث، إن “أمواج المد العاتية كانت بسبب انهيار أرضي تحت سطح البحر ناجم عن نشاط بركاني في أناك كراكاتوا”.
وأناك كراكاتوا بركان نشط يقع في منتصف الطريق تقريبا بين جاوة وسومطرة وينفث الرماد والحمم منذ شهور. وقالت وكالة الأرصاد الجوية والمناخ وفيزياء الأرض إن البركان ثار مجددا بعد الساعة التاسعة مساء السبت ووقعت أمواج المد في حوالي الساعة التاسعة والنصف. وثار أناك كراكاتوا عام 1883 مما أسفر عن مقتل أكثر من 36 ألف شخص في سلسلة من أمواج المد العاتية.
وقال بن فان دير بلويجم، وهو جيولوجي متخصص في الزلازل وأستاذ في جامعة ميشيجان، إن أمواج المد ربما وقعت بسبب انهيار جزئي لأناك كراكاتوا. وأضاف: “عدم استقرار سفح أي بركان نشط يمكن أن يتسبب في انزلاق صخري يحرك كمية كبيرة من المياه مما يؤدي إلى تكوين أمواج تسونامي يمكن أن تكون قوية جدا. الأمر أشبه بسقوط كيس من الرمل فجأة في حوض مليء بالمياه”.